أسماء مندور
أثار مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، حالة من انقسام الآراء بعد نشره صورة له مع زوجته وبناته على إنستجرام، تعمد فيها إخفاء وجه اثنتين منهما بوجوه تعبيرية “إيموجي” حتى لا تظهر ملامحهما.
لاقى المنشور على الفور الكثير من الانتقادات من بعض الذين رأوا في قرار إخفاء زوكربيرج وجه بناته انعكاسًا لمخاوفه المتعلقة بالخصوصية، على الرغم من إنشائه لمنصات ضخمة تسمح لملايين الآباء الآخرين بفعل ذلك.
أشار آخرون إلى أن الصورة تسلط الضوء أيضًا على اتجاه أوسع بين بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصةً بين الأفراد المشهورين، ليكونوا أكثر حذراً في مشاركة الصور التي يمكن من خلالها التعرف على أبنائهم عبر الإنترنت.
في هذا الصدد، كشف بعض المختصين في مجال حقوق الأطفال في تصريح لشبكة CNN أن الأمر لا يقتصر على الآباء فقط، مشددين على أنه يجب على أولياء الأمور والمدربين والمعلمين وغيرهم من البالغين اتباع نفس النهج في عدم نشر صور الأطفال.
أكدوا كذلك على ضرورة إبعاد الأطفال عن الصور ومقاطع الفيديو لحماية خصوصيتهم وسلامتهم وفرصهم المستقبلية والحالية، موضحين أن إبقاء وجوه الأطفال بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي ليس ضروريًا فقط لسلامتهم، وإنما أيضًا لتكوين صورة سليمة عن أنفسهم مع تقدمهم في السن.
في السياق ذاته، علّق البعض أنه من خلال عرض زوكربيرج بنفسه مثالاً يؤكد من خلاله حرصه على عدم مشاركة موقع عائلته أو هوية أطفاله، فقد يشير بذلك إلى أن مسؤولية الحماية عبر الإنترنت تقع على عاتق المستخدمين أنفسهم.
اختتم التقرير موضحًا اقتراحًا من المختصين لشركات التواصل الاجتماعي لاتخاذ خطوات إضافية لحماية الأطفال عندما لا يفعل الآباء ذلك بأنفسهم، مثل تعتيم وجوه الأطفال تلقائيًا في الصور بمجرد نشرها.