ومن قال لكم إن النبش فى القبور حرام؟!
بعض النبش فى قبور الماضى القريب لا يضر، بل يفتح الباب أمام الحقيقة لتمر عارية على مرأى ومسمع من الناس.
أمام النائب العام الآن عدد من البلاغات قدمها بعض من السياسيين وشباب الأحزاب والحركات الثورية يتهمون الصحفى والمذيع أحمد موسى بتشويه سمعتهم وتشويه ثورة 25 يناير ووصفها بالمؤامرة والخيانة بشكل يخالف ما ورد فى دستور البلاد الذى يصفها بالثورة الشعبية.
الأستاذ موسى يرد على كل هذه البلاغات بمزيد من التصعيد، يرفع مستوى الشتائم والاتهامات الموجهة للمشاركين فى ثورة 25 يناير، ويصف كل من رعاها وحماها بالخيانة والعمالة، ثم وصل إلى ذروة التهور حينما أعلن قائلًا: (اللى يقول على يناير ثورة أو يقول عليها سلمية هديله على قفاه)، وهو الوصف الذى أزعجنا وعكر ماء الدعم الشعبى للرئيس المصرى الذى كرر فى خطاباته وفى لقاءاته التى يحضرها الأستاذ أحمد موسى أن ثورة يناير ثورة مصرية شعبية مهدت الطريق لثورة 30 يونيو من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية للمصريين.
الأستاذ أحمد موسى لا يتوقف، مستمر فى مهاجمة 25 يناير وأهلها ومن يدافع عنها، غير مهتم بالدستور الذى اعترف بها، وغير موقر للرئيس الذى أعلن فخره بها، لذا وجب تذكيره بشخص ما تمسح كثيرًا بثورة 25 يناير، وكتب عشرات المقالات للتأكيد على أنها ثورة شعبية وشريفة، لعله يضمه إلى قائمة العملاء والخونة التى دافعت عن هذه الثورة، أو يكشف لنا كيف غير جلده ولمصلحة من؟
فى جريدة الأهرام المصرية وفى عمود صحفى يحمل اسم «على مسؤوليتى» كتب الأستاذ أحمد موسى عدة مقالات يشكر فيها الشباب وثورة 25 يناير ويصف فيها البرادعى بأنه بطل، كان ذلك فى شهور العامين 2011 و2012، لكن فى شهور العامين 2013 و2014 وفى برنامج تليفزيونى يحمل اسم «على مسؤوليتى» يهاجم الأستاذ أحمد موسى شباب الثورة ويصف 25 يناير بالمؤامرة والنكسة، ويصف البرادعى بأنه عميل وخائن، فماذا حدث؟!
تعال نقرأ معا مقطتفات من مقالات الأستاذ موسى فى الأهرام لكى نفهم كيف جعلت المصالح «على مسؤوليتى» نسخة 2014 المرئية يقول كلاما عكس «على مسؤوليتى» نسخة 2011 المقروءة.
فى 9 فبراير 2011 وفى مقال بعنوان مصر الجديدة كتب الأستاذ أحمد موسى يقول: (تغيرت مصر بعد25 يناير, فقد دخلنا مرحلة جديدة نتيجة لثورة ميدان التحرير, لا خوف على ثورة ميدان التحرير فقد حققت أهدافها وعلينا مساندة الوطن الآن ليخرج من أزمته إلى ربوع مصر الجديدة.. حقًا فمصر تغيرت).
فى 23 فبراير 2011 وفى مقال بعنوان مصر أولًا كتب يقول: (ينتشر شبابنا العظيم من ساعات الصباح فى الشوارع والميادين, وكل منهم يحمل فرشاة او جركن مياه ومقشة، هو مظهر حضارى يليق بشعب ووطن عظيم, تريد أجياله المتعاقبة أن تفعل شيئا, وهذا التحرك جاء عقب ثورة 25 يناير, والتى حركت الجميع, لكى يعملوا لبناء الوطن).
فى 30 يناير 2013 وفى مقال بعنوان المعارضون الخونة كتب يقول: (مرت بخاطرى هذه المشاهد من ثورة 25 يناير 2011, والتى كانت تتوحد فيها قوى المعارضة, واليوم انقلب الحال, فهناك فصيل أصبح فى سدة الحكم، وبدأ يوجه الاتهامات ويهدد ويتوعد من خرجوا للتظاهر السلمى, تعبيرا عن غضبهم، من حق الجميع أن يخرج ويعتصم ويتظاهر ويغضب, دون أن يقتل أو تستخدم معه القوة المفرطة من جانب الشرطة).
فى 23 مارس 2011 وفى مقال بعنوان دكتور محمد البرادعى كتب يقول: (سأطرح كل أسبوع اسم مرشح فقد يكون أحدهم رئيسا لمصر خلال شهور ومنهم الحائز على جائزة نوبل د. البرادعى, فهذا الرجل المعروف دوليًا وصاحب السمعة الطيبة أول من نادى بتغيير النظام وهو فى السلطة وانتقد الرئيس السابق مبارك, ولم يخش أجهزته ونظامه, كما أن سمعته لم تمس فلم يضبط متلبسًا فى قضية فساد, أو استغلال نفوذ له أو لأحد من عائلته).
فى 4 يناير 2012 وفى مقال تحت عنوان الجيش والثورة كتب يقول: (التاريخ سيكتب أن الجيش هو شريك رئيسى لنجاح ثورة 25 يناير, والبيان الثانى أكد فيه مساندته للثورة ومطالب الشعب).
فى 25 يناير 2012 ومع الذكرى الأولى لثورة 25 يناير كتب الأستاذ أحمد موسى مقالًا بعنوان الانقلابيون الجدد: (المجلس الأعلى للقوات المسلحة انحاز للثورة وضغط على الرئيس السابق حتى تنحى عن الحكم، وتم إقرار اليوم 25 يناير عيدًا قوميًا للثورة, ووقف ضد كل المحاولات التى شهدتها البلاد طوال العام الماضى).
فى 29 أغسطس 2012 وفى مقال بعنوان قلب نظام الحكم: (وكأنه لم تحدث ثورة, وكأن نظام الحكم لم يتغير.. فالذين كانوا يوجهون الاتهامات فى عهد الرئيس السابق, هم الذين يحيلون متهمين للتحقيق فى بلاغات وهمية دون دلائل سوى الفبركة والكلام المرسل).
عد من حيث أتيت وقف عند كل سطر من سطور الأستاذ أحمد موسى القديمة، وتأملها، تأمل محاولته لإبداء الفخر ونسب نفسه للثورة وشبابها، تأمل سخريته من هؤلاء القوم الذين يتهمون الناس بالباطل وبكلام مرسل، ثم عد واطرح سؤالك، وسؤالى وسؤال مصر كلها: أى نوع من المصالح يمكنه أن يفعل فى البشر ذلك؟! أو اسأل الأستاذ أحمد موسى نفسه: ألم يحن الوقت لتتهم أحمد موسى الصحفى بالأهرام بأنه كان من ضمن المتآمرين الخونة الذين روجوا للثورة وخدعوا المصريين باسمها؟!
نقلًا عن جريدة “اليوم السابع”