مشغول نجيب الريحاني، من زمان قوي، بـ فكرة إيه اللي بـ نعلمه لـ ولادنا؟ وراصد، مع بديع خيري، مشاكل في عملية التربية والتعليم، بـ شكل مدهش، يمكن الطريقة اللي اتعاملوا بيها لما اتطورت، بعد 40 سنة، بقت فيلم “محاكمة علي بابا”. اللي أكيد هـ نقف عنده.
لكن في معظم أفلام الريحاني، فيه فصل دراسي وتلاميذ، أو على أضعف الإيمان، فيه طفل بـ يذاكر، وأب أو أم بـ يعلم، واللافت إن الطفل هو اللي بـ يبقى عنده حق، والكبار هم اللي عندهم مشاكل.
كلنا فاكرين “غزل البنات” والمشهد الشهير بتاع: “وقال له يا أبلة”، لكن في أحمر شفايف هنا عندنا سين في الموضوع ده في غاية الدلالة، لما ابنه نبيل (نبيل خيري) بـ يذاكر تاريخ، فـ يدخل أبوه، يسأله في اللي بـ يذاكره، فـ يقول له إنه بـ يذاكر عن نابليون.
هنا بـ يعمل إبراهيم أفندي أول خطأ بـ نقع فيه مع ولادنا، ولسه بـ نقع، لما نقارنهم بـ الناس التانيين، ونعايرهم بـ إنهم أقل، ولو بـ الكذب، فـ نقول له: شوف فلان ابن فلانة، ولا ابن طانط فتكات، ولا ابن أونكل عماد، ولا حتى نابليون نفسه.
الريحاني بـ يقول لـ الولد: نابليون لما كان قدك، كان بـ يطلع الأول على الفصل، مش التاسع زيك، وبـ غض النظر عن إن دي معلومة كليشنكان، بس حتى لو كانت صحيحة، فـ الرد الطبيعي كان اللي قالهوله الولد، حتى لو كانت الأولاد مش بـ تقولهولنا صراحة، بس بـ يحسوه.
الولد قال إيه: ما هو نابليون لما بقى قدك إنت، بقى إمبراطور، مش باشكاتب كازوزة، ده من الأجوبة المسكتة، بس الأب ما سكتش، وأصر الولد يقراله اللي بـ يذاكره.
الطفل قرا جملة بـ إن نابليون احتفل بـ انتصاره في حفلة كبيرة، وكان الاحتفال بـ الرقص والغناء، لكن من شوية كان الأب بـ يعاقب ابنه علشان كان بـ يرقص، وبـ يعتبر إن الرقص مسخرة وقلة قيمة، فـ كان السؤال:
ما هو نابليون أهو إمبراطور، وبـ احترامه، وبـ يرقص عادي، ليه بـ تقول لي: الرقص قلة قيمة، فـ تكون الإجابة غريبة جدا: أبو نابليون عايزه يرقص، لكن أبو نبيل مش عايزه يرقص! فـ هنا تفقد الأبوة معناها كـ طريق وطريقة لـ توصيل القيم من جيل لـ جيل، وتبقى مجرد سلطة بـ يختار الآباء بيهم لـ أبناءهم طريقة حياة تناسبهم (وــ”ــهم” هنا عايدة ع الآباء مش الأبناء.
الغريبة، إنه رغم دخول الريحاني مناطق مهمة زي دي، وبـ طريقة سهلة وبسيطة، إلا إنه كان بـ يتعرض وقتها لـ هجوم عنيف من نقاد الأدب والسينما، وعلى ما أذكر كان الدكتور محمد مندور هو قائد الهجوم، وكتب وقتها كلام يشبه الكلام اللي كنا بـ نقراه عن محمد سعد وقت ما طلع بـ اللمبي.
قالوا إن الريحاني مش بـ يقدم سينما، وبـ يخرب الفن، واللي بـ يعمله ده مجرد اسكتشات كوميدية تجارية مبتذلة، تبتعد عن الهدف السامي لـ الفنون.
اللي كان لافت نظري في الحملة دي، هي إن رد الريحاني مكنش إنه بـ يقدم فن راقي، ولا إن اللي بـ يعمله ده انعكاس لـ اللي موجود في الواقع، ولا أي رد من اللي بـ نسمعه بقالنا سنين، وأكيد ما شتمش حد م النقاد.
كان العظيم الرائع بـ يرد دايما: أومال إنتو عايزين نعمل إيه؟ نقدم الفن اللي بـ يعجبكم إنتو “ونقعد نمصمص صوابعنا من الجوع”، الجملة الأخيرة دي قالها نصا.
مع إنه والله يا أخي، لو كان ده الكوميرشال يبقى أحسن من اللي مش كوميرشال ميت مرة.
يالا، ما علينا،
خلينا نكمل الفيلم، بس المشهد الجي