أسماء مندور
أثبتت دراسة حديثة وجود تأثير قوي لدرجة حرارة الطقس المرتفعة على العقل والحالة المزاجية، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى نقص معدل التركيز وأداء المهام اليومية.
في هذا الصدد، أجرى باحثون في بوسطن بالولايات المتحدة دراسة على مجموعة من الشباب الذين يعيشون في المساكن الجامعية خلال موجة الحر، حيث كان لدى البعض تكييف مركزي في طقس معتدل، بينما نام آخرون في غرف بدون مكيف.
كل صباح لمدة أسبوعين تقريبًا، أجرى الطلاب بعض الاختبارات، لكن كان أداء الأفراد المتواجدين في غرف ذات درجة حرارة مرتفعة أسوأ بشكل ملحوظ، رغم أن الاختبارات كانت عبارة عن اختبار للرياضيات يتطلب عمليات جمع وطرح بسيطة.
بعد فحص النتائج، أشار القائمون على الدراسة أن الحرارة تتسبب في تشتت الانتباه مما يسبب تراجُعًا ملحوظًا في الأداء، موضحين أن حجم التأثير كان كبيرًا جدًا، والذي جاء بنسبة انخفاض بلغت 10٪ في أوقات الاستجابة وكذلك دقتها.
وبحسب موقع NPR، يمكن تفسير جزء من هذا التأثير بالنوم المتقطع، حيث يكون من الصعب الحصول على قسط جيد من الراحة في الليل بسبب الحرارة المرتفعة، ومن المعروف أن قلة النوم تسبب تراجُعًا في رد الفعل والتركيز، لكن يوجد كذلك بعض الأدلة التي تشير إلى أن السبب في ذلك قد يكون شيئًا متعلقًا بالحرارة نفسها يتعارض مع الإدراك.
يُشار إلى أنه في عام 2021 وثّقت دراسة مماثلة انخفاضًا في الأداء المعرفي عند درجات حرارة مرتفعة، حيث وجد الباحثون أنه مع ارتفاع درجة الحرارة، انخفض النشاط في بعض أجزاء الجهاز العصبي المسؤولة عن نظام مكافحة الإجهاد والتي تساعد في الحفاظ على الهدوء والاسترخاء، بالإضافة إلى تراجع مستويات تشبُع الأكسجين في الدم، وهو ما قال الباحثون إنه يؤدي إلى انخفاض الأداء الإدراكي.