نورهان محمد
قال الشيخ خالد الجندي، إن مواساة الفنان حسن يوسف في فقد ابنه هو واجب إنساني وإسلامي، ويجب على كل إنسان يستطيع أن يخفف عن أخية، حيث أنه أمر من الأمور التي لا يمكن أبدا أن تترك لأنه هذا واجب وخاصة أنه هذا إنسان يعتبر قيمة وله مكانة كبيرة في القلوب، فهو يمثل قيمة كبيرة خاصة في اتجاه التجسيد لشخصياتنا الدينية، والتاريخية.
تابع “الجندي” خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري، في حلقة مساء أمس من برنامج ” مساء Dmc”، أنه يعتقد أن هذا الحدث هو حدث أعتقد إن الحدث كبير، ولا يوجد أشقى ولا أسوأ ولا أعنف ولا أقسى من فقد الابن.
فيما علق على طريقة مواساته للفنان حسن يوسف: “اللي هون عليا إن المولى يقول في كتابه العزيز “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، صلوات الله وسلام عليه دفن كل أولاده ماعدا ستنا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر إنما كل أولاد النبي دفنهم عليه الصلاة والسلام وهو على قيد الحياة، فأنا عايز أقول للناس إنه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) مش في العبادات بس، إنما حتى في المصائب والكوارث النبي عليه الصلاة والسلام أسوة”.
استكمل: “لازم نفتكر إن النبي وهو أعظم خلق الله على الأرض مقدرش يتوسط في إنقاذ ابنه من الموت على حجره، مقدرش يتوسط في نجاة واحدة من بناته اللواتي دفنهن، رقية، وأم كلثوم، وزينب، رضي الله عنهن، وقال”تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يغضب الرب وإنا على فراقك يا إبراهيم محزونون”.
في السياق نفسه، وصف الشيخ خالد الجندي أسرة الفنان حسن يوسف قائلا: “دي أسرة عرفت تاريخ الإلتزام من زمان، يعني ما شاء الله ليهم تاريخ كبير في اللإلتزام الجاد مفيش أدنى شك في هذا، فهذه الأسرة الملتزمة لم يكن حديثا على أذهانهم، وأسمعهم الرأي الديني في المسألة”.
أشار “الجندي” أن مهمته كان سهلة في مواساة الأسرة لأنهم كانوا في حالة من الصلابة، كما قال أنه سمع زوجة الفنان حسن يوسف تقول له أثناء الدفن أن هذا مجرد جسد، إنما ولدهم بين يدي أرحم الراحمين، وعلق “الجندي” على هذا الحديث قائلا: “ما أقساها من لحظة، وما أعلاها من كلمة، وما أعظمها من قيمة، قيمة الإيمان الملائكة تؤمن عند هذه اللحظة”.
أردف أن الفنان حسن يوسف كان يقف عند قبر ولده ويقول أنا أريد أن أنبه لهذه المسألة، لذلك الحديث صل الله عليه وسلم يقول: “إلى رحاب الله بسم الله وعلى ملة رسول الله”.
تابع “الجندي” معلقا على قول الفنان حسن يوسف: “فأنا أقول ايه تاني، الحقيقة أنا شوفت مثل لناس ملتزمة عندها حالة من حالات الرضا، والسكينة، والطمأنينة، والحزن على فراق ابنهم الحبيب الذي لايعوضه شئ”.
أشار إلى أن حالة التضامن التي ظهرت في مواساة الفنان حسن يوسف، وأسرته تنبأ أننا ما زلنا نتملك رصيد من الإنسانية لا يستهان به.
في سياق آخر، علق الشيخ خالد الجندي على اعتراض الإنسان على قدر الله في مثل هذه المصائب قائلا: “إذا كان كل إنسان هيروح لربنا بوصفه عبد، فأنا عمري ما سمعت عن عبد يستطيع الإعتراض على سيده، مفيش عبد يقدر يسأل سيده، لو وقفت تاكسي وقولتله وديني مشوار، ميقدرش يقول رايحة ليه، ربنا قال: “لا يسأل عما يفعل وهم يسألون”، نحن لا نضمن أن نستيقظ غدا، حرارة شمس نص درجة خلت العالم كله بيلف حوالين نفسه، حرارة الشمس دي متفكرناش بالتوبة، الشباب اللي بندفنهم دول متخليش كل واحد يراجع نفسه، وكل إنسان بيقدم أي عمل سواء فني أو غير فني مش لازم يراجع نفسه؟”.