الحوار المطول الذي أجرتة لميس الحديدي أمس، مع المهندس محمود طاهر، ضاعف من حجم حالة السخط التي تشعر بها الجماهير الأهلاوية تجاة رئيس ناديهم الذي ظهر على الشاشة، مرتبكا، مهزوزا غير قادر على الدفاع عن نفسة، أوعن الكيان الكبير الذي يترأسة أمام مشجعة على هيئة مذيعة نجحت في إحراجه على الهواء مباشرة!.
أسئلة عديدة دارت في ذهني خلال متابعتي للحلقة …ألم يكن من الأفضل له أن يعقد مؤتمرا صحفيا يعرض فيه وجهة نظره بطريقة مرتبة، و موثقة، تليق بمنصبه بدلاً من أن يطل علينا بهذه الصورة المؤسفة التي ضاعفت الشكوك حول قدراته الإدارية، و الشخصية؟
لماذا رفض أن يحل ضيفاً على واحد من البرامج الرياضية المتخصصة، و أختار أن يحل ضيفا على برنامج سياسي تعترف مقدمته صراحة أنها لا تفهم كثيرا في الشئون الكروية؟ هل جهز نفسه بالأرقام و المستندات للرد على آراء المنتقدين، و أقاويل المعارضين أم أنه اعتمد فقط على نصائح المستشارين، و دعوات المقربين؟
أين دور الكتيبة الإعلامية الحمراء في الإعداد لهذا اللقاء الشائك الذي يُجري وسط أجواء عاصفة ملبدة بغيوم الأحتجاجات و الغضب الجماهيري؟.
رصدت لكم عديد من الملاحظات السلبية و السقطات الكارثية التي وقع فيها قائد المنظومة الأهلاوية :
أولاً : كلماته عن مفهوم النجاح الإداري تشير إلى أنه يعتبر النادي مجرد شركة مطلوب من مجلس إدارتها تحقيق فائض في الميزانية مع تقديم خدمات فندقية لحاملي العضوية الذين يدفعون إشتراكات سنوية !. اللافتة الموضوعة على مدخل هذا الصرح العريق مكتوب عليها (النادي الأهلي للرياضة البدنية) و هو ما يعكس بوضوح السبب الرئيسي في إنشاءه، و يعبر بصراحة عن سر شهرتة و شعبيته الجارفه التي تقدر بملايين الأشخاص كل منهم يعتبر نفسة شريك أصيل في المكان.
ثانياً : أجاب بطريقة ساذجة على بعض الأسئلة التهكمية التي نالت من شخصة و مكانتة مثل :ألم يزعجك سباب الجماهير لك؟ أنا و مجلسي نتقبل الإساءة الشخصية مادامت لا تمس كرامة الأهلي! … ألا يضايقك قول الزملكاوية الشامتين : استمر يا طاهر على نفس السياسة؟.. لا أبدا دي حاجة ماتضايقش! … أنت عارف الأهلي كسب كام بطولة السنة دي؟ هاعرف إزاي، و النادي فية أكتر من 26 لعبة بس فيه حد باعتلي دلوقتي بيقول أننا كسبنا ميداليات سباحة كتير، و كمان كأس أفريقيا في الكرة الطائرة للسيدات!.
ثالثاً : سماحه بالمقاطعة المستمرة أدى إلى تشتيت أفكاره، و تلعثمه في الكلام بصورة كوميدية، ذكرتنا بأداء الفنان الراحل يونس شلبي في مسرحية مدرسة المشاغبين…كان عليه أن يفرض شخصيته على الحوار بقوة مع الإصرار على طرح وجهة نظره كاملة في كافة النقاط دون أن يترك نفسه فريسة سهلة، لمذيعة متوحشة لا تعطي لضيفها فرصة الصد أو الرد. ردوده على معظم الإتهامات كانت غير مقنعة شأنه شأن الحاكم الضعيف الذي يُرجع كل أسباب فشله إلى مؤامرات القلة المندسة و حزب أعداء النجاح.
رابعا : تورطه في الإعتراف بعدم معرفته لأسباب رحيل وليد صلاح عن عضوية لجنة الكرة، و جهله بملابسات إعتذار عدلي القيعي عن منصب المتحدث الإعلامي كشف بوضوح أنه لا يملك زمام الأمور داخل القلعة الحمراء التي يبدو أنها تدار بواسطة آخرين . عندما سألتة لميس عن سبب إستقالة هيثم عرابي مدير لجنة التعاقدات لم يقدم مبررات مقنعة، بل شرع في مهاجمة الرجل و التقليل من شأنه رغم أنه كان أكثر المعجبين به منذ أيام قليلة.
خامسا : سرد معلومات كثيرة مغلوطة مما يبين عدم إلمامه بتاريخ، و أرقام المنظومة التي يُديرها….أخطأ في ذكر عدد البطولات التي خسرها فريق الكرة هذا العام…أشار إلى أن النادي لم يفز بألقاب كروية في الفترة من 2000 إلى 2004 بينما الحقيقة أنه حقق خلالها كأس مصر مرتين، بالإضافة إلى بطولة دوري أبطال أفريقيا، و كأس السوبر المحلي، مع العلم أن سيادتة كان عضوا في مجلس الإدارة خلال هذة الفترة…أكد أن جميع المدربين الأجانب الذين تولوا قيادة الفارس الأحمر على مدار تاريخة لم يسبق لأحدهم الفوز ببطولة قبل مجيئه، و هي معلومة غير صحيحة حيث أن بونفرير، و مايكل أيفرت، و مانويل جوزية، كانوا حاصلين على ألقاب محلية و قارية و أوليمبية قبل المجيء.
سادسا : أدان نفسه حين ذكر المعايير التي أعتمد عليها لإختيار المدرب الجديد، حيث أن معظمها لا ينطبق على جوزيه بيسيرو الذي تتشابه مسيرتة التدريبية، مع المشوار المهني لسلفه الفاشل جاريدو، و كلاهما (نقاوة) المهندس محمود، الذي لم يفهم حتى الآن أن مشكلته مع الجماهير لم تعد فقط مجرد خلاف على إسم المدير الفني القادم بل تحولت إلى فقدانهم الثقة في كل قراراته، و إختياراته بعد الإنكسارات المتوالية و الهزائم المخزية.
ملخص الحوار هو : لميس الحديدي تُسقط محمود طاهر!.