أن يتناول العمل الفني بعض الأحداث السياسية ويرصدها وينتقدها فهذا حقه لكن أن يتحول العمل ليكون بمثابة المصدر للأحكام على التيارات والقوى السياسية المختلفة ويصدر صورة مغلوطة عنها لإظهار ثورة 25 يناير وكأنها مؤامرة من جانب قوى خارجية رغم نص الدستور عليها أمر ليس مقبولاً، لكن المفارقة أن هذا الأمر يتم على نفقة الدولة في البيت الفني للمسرح من خلال مسرحية “غيبوبة” التي يقوم ببطولتها الفنان أحمد بدير ونور قدري وعدد من فناني المسرح وتعرض على مسرح السلام بعد انطلاق عرضها في الإسكندرية خلال الصيف.
تدور أحداث المسرحية حول شخص يصاب في ميدان التحرير ويكون أول مصاب لثورة 25 يناير ويظل في غيبوبة حتى مايو 2013 نتيجة إصابته برصاصة في مؤخرة رأسه وعندما يقرر الأطباء فصل الأجهزة الصناعية عنه تعود له الحياة غير متذكر أي شيء عن حياته، بينما تتورط المستشفى في إعلان وفاته قبل معرفة خبر عودته لحياته الطبيعية بينما تتصارع القوى السياسية البارزة في تلك الفترة على التفاخر بأنه أول شهيد لها.
عبر أحداث عدة في المسرحية يظهر أعضاء جماعة الأخوان المسلمين، الاولتراس، وحركة شباب 6 أبريل بالإضافة إلي سيدة من منطقة الدويقة، باستثناء الأخيرة فإن رسالة المسرحية أن التيارات السياسية الثلاثة الأخرى انتهازية وممولة من الخارج ولا يهمها سوى مصلحتها الخاصة، الأخوان إرهابية باعتراف قياداتها بل أن أعضائها يقومون بقتل بعضهم البعض لالصاق الاتهام بالمعارضين، و6 أبريل تتلقي التمويلات الخارجية ولا يشغل أعضائها سوى التمويل والخلافات بين أعضائها تدور حوله.
أما اولتراس الأهلى والزمالك فهم من وجهة كاتب المسرحية محمود الطوخي مجرد مأجورين يقومون بتنفيذ ما يطلب منهم مقابل الحصول على الأموال، فيقومون باختطاف مصاب الثورة لتسليمه إلي السيدة التي تدعي أنها زوجته لتتمكن من الحصول على مبلغ مالي تعيش منه خاصة وأنها لا تملك أي مصدر للدخل.
لم ينس فريق العمل السفارة الأمريكية التي كانت المكان الذي يجتمع فيه الأخوان وأعضاء 6 أبريل والاولتراس باعتبار أنهم يتلقوا التعليمات لتنتهي المسرحية بتوحدهم مع السفيرة الأمريكية وخروج الهتافات الشعب يريد اسقاط النظام في 30 يونيه 2013، بينما يعتبرها البطل إفاقة للشعب من الغيبوبة.
المسرحية التي يعبر فيها أحمد بدير عن أرائه الشخصية بشكل واضح أفسدها كثرة الخروج عن النص وإلقاء إيفيهات لا علاقة لها بالنص المسرحي من بينها مداعبته للممثلة التي تقوم بدور السفيرة الأمريكية وتهديدها بخلع باروكتها، وغيرها من الإيفيهات المبالغ فيها التي افسد تكرارها جو المسرحية.