هدير أبو زيد
رباب طلعت
على هامش فعاليات مهرجان العلمين الجديدة في دورته الأولى، استضاف التلفزيون المصري عدد من اللقاءات الهامة مع النجوم العرب المشاركين في حفلات المهرجان، مع الإعلامية هدير أبو زيد، أحد الوجوه البارزة في القناة الأولى منذ بداية خطة التطوير.
“إعلام دوت كوم” حاور “ابو زيد” للحديث عن حواراتها في العلمين، ورايها في المهرجان والمدينة الجديدة، ومسيرتها المهنية، وأبرز محطات حياتها، وفيما يلي اهم تصريحاتها:
-أنا خريجة كلية طب الأسنان، جامعة القاهرة، ولكن من طفولتي احب الإعلام والسياسة، فوالدي رحمه الله كان لديه نفس الميول منذ طفولته، على الرغم من أنه هو أيضا طبيب.
-والدي كان يحضر لي كتبا لقراءتها، ويرشح لي برامج نشاهدها سويا، ويرشدني لكيفية التعلم من السياسيين والاقتصاديين، بجانب مشاهدة البرامج الفنية، بجانب مشاهدة عروض الأوبرا معا، وكان حريص على مشاهدة برامج الصحفي والإعلامي الراحل حمدي قنديل.
– دعمني أبي في التدريب في أكثر من جريدة، وبعد التخرج تدربت في راديو مصر، في قطاع الأخبار مع الأستاذة صفاء حجازي رحمها الله، وقد دعمتني بشكل كبير جدا في بدايات تدريبي، وكذلك تلقيت تدريبات مكثفة لسنوات في إذاعة القرآن الكريم، مع د. عبدالله الخولي، والأستاذ ماهر مصطفى، الذي أدين لهما بفضل كبير في تدريبي، بجانب عدد كبير من الأساتذة، وقد أثقلت موهبتي بعدد كبير من الكورسات.
-بدأت مسيرتي المهنية بالتعليق الصوتي، في الإعلانات، وقراءة النشرات الإخبارية بها لسنوات، حتى جاءت فرصتي الأولى للعمل كمذيعة في التلفزيون في قناة dmc news، التي تعد نقطة انطلاقي الأساسية.
-تمرنت في ذلك الوقت على يد كثير من الأساتذة المصريين والأجانب، من ذوي الخبرة والمهنية، واستفدت من تلك الفترة بدرجة كبيرة.
-من أساتذتي البارزين في تلك الفترة استاذ علاء فهيم، الذي دعمني، وعلمني كيف يعد المذيع برنامجه بنفسه، ويحرر اخباره ويبحث عنها، ويعتمد على نفسه في كل شيء، وأن يمتلك الوعي وحسن التصرف في أي موقق، فلقد آمن بي منذ البداية، وحاول دعمي وتنمية مهاراتي.
-تزامن وجودي في dmc news مع خطوات تطوير التلفزيون المصري، فانتقلت له، للمشاركة في تقديم “صباح الخير يا مصر”، وكانت تلك التجربة هي الباب الأول الذي خرجت منه على الناس.
-دعمتني في تلك المرحلة بشكل كبير الأستاذة دينا كريم، فهي اول شخص منحني الفرصة للتواجد، وكانت “مصدقة فيا” وتدعمني، وتتأكد من أنني على قدر المكان الذي وضعت به، فهي إنسانة عادلة ومهنية وسعيدة أنها مديرتي خلال تلك السنوات، فهي عامل أساسي في تطوير التلفزيون المصري مع باقي فريق العمل.
-البرامج الصباحية لها طابع خاص، ولها تحضير خاص، لأنه مطلوب من المذيع أن يشعر بما يقدمه، ويوصله للناس بطريقة “خفيفة” في الصباح، وببساطة شديدة مهما كان نوع المعلومات والأخبار (اقتصادية أو سياسية أو فنية وغيرها).
-البرامج الصباحية لها أهمية كبيرة فالكثيرين يتابعونها في مكاتبهم أو منازلهم، وصباح الخير يا مصر” من البرامج المهمة التي فتحت لي باب خير واسع.
-كان لي العديد من التجارب المميزة في البرنامج، أهمها السفر إلى غزة، لأن تلك التجربة تحديدا غيرتني على المستوى الشخصي، بسبب ما شاهدته هناك، وكانت تجربة جديدة لي.
-احب البرامج التي تتحدث عن الناس وتتحدث معهم، وأحمد الله أنه منحني قبول حسبما يخبرني الناس أنني “قريبة من القلب”، ففادني ذلك في الاستمرار والتواجد في “صباح الخير يا مصر”.
– الناس في الصباح تفقد قدرتها على الكلام الكثير ومشاهدة اي أحد، لذلك فهناك مقومات كثيرة مطلوبة في مذيع البرنامج الصباحي، ولا بد من أن يكون بشكل عام متمكن من أدواته، وملم بكافة المجالات التي يقدمها في برنامجه.
-أحب أن أشارك في إعداد برنامجي، فكلما سمحت لي الظروف بذلك أناقش رئيس التحرير، واطرح عليه وجهة نظري، وأختار معه المواضيع والضيوف.
-تلك التجارب الهامة، أثمرت عن اختياري لتقديم البرنامج المسائي على القناة “التاسعة”، وهو لا يختلف كثيرا عن البرنامج الصباحي، ولكن به مساحة أكبر لطرح مواضيع مختلفة.
-لا أفضل نوعية برنامج عن الآخر، فكلاهما تجارب مهمة، ولكن ما يهمني فعلا هو أن أقدم محتوى يليق بالقناة التي أنا واجهتها، وتليق بالمشاهد الذي يتابعني، وبالضيف الجالس أمامي، لذلك أحاول جاهدة أن أتقن عملي وأخلص فيه، وأعمل على تطوير نفسي باستمرار.
هذه الفترة من حياتي أخوض فيها تجارب جديدة، وهي فترة ضاغطة جدا، نظرا لتصويري لقاءات مع الفنانين المشاركين في مهرجان العلمين، بجانب ارتباطي بتقديم “التاسعة” المذاع مباشر، وبرنامج الراديو “فضي دماغك” على “نغم fm”.
على الرغم من أن برنامجي “فضي دماغك” يعد حديث العهد، فهو لم يمر عليه أكثر من عام، إلا أنني أعزه جدا بشكل خاص، نظرا لأنني أشعر من خلاله أنني قريبة من الجمهور الذي وبفضل الله أحبني وتقبلني فيه، فذلك الشعور “منعش للقلب جدا”، وأشعر بتحسن شديد عندما أقدمه، حتى لو كنت متعبة أو مرهقة أثناء التقديم، حيث أخرج من البث بطاقة كبيرة جدا.
التواصل مع الناس بشكل مباشر “حياة” ليست موجودة في اي مكان غيره، فالراديو قريب جدا جدا من قلبي.
تجربة “كتف بكتف” من أكثر التجارب قربا لقلبي، فأنا أشارك في العمل الخيري منذ طفولتي، كما علمني والدي رحمة الله عليه، فاختياري لتقديم تلك الاحتفالية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمر أسعدني للغاية.
كل كلمة في تلك الاحتفالية خرجت من قلبي وبمنتهى الصدق، على الرغم من رهبة الحضور الكبير الذي كان بالآلاف، والتمثيل الرئاسي، ولكن طاقة العمل الخيري تجعل الشخص ينطلق على المسرح، وتفاعل الناس معي في الأستاد كان مميز جدا، وشحنا بطاقة كبيرة، خاصة مع تشجيع الرئيس.
كنت محظوظة جدا بتواجدي في افتتاح طريق الكباش، فهو حدث مهم عالميا، وكانت الأنظار كلها موجهة على مصر، بوجود الرئيس السيسي، فتلك الفرصة كانت فارقة جدا في حياتي.
أسعى دائما على أن أكون على قدر مسؤولية الفرص المتاحة لي، وأتفادى الأخطاء، وأن أكون على قدر من الثقة والاحترافية.
تغمريني الإشادات والكلمات المشجعة بمزيج من الحب والسعادة، خاصة من ذوي الخبرة.
-هناك زخم كبير في مهرجان العلمين في نسخته الأولى، ومن المهم جدا نقله على الشاشة للجمهور، لأن مثل تلك الفعاليات عندنا تكون بدايتها قوية تترك بصمة كبيرة مع الجمهور، وكذلك عند الفنانين العرب المشاركين فيه، فعندما يشاهدون التحضيرات الضخمة، والجماهير المصرية الكثيرة المحبة لهم، والذين يشجعونهم من قلبهم.
-تأثر الفنانين بتلك المظاهر الاحتفالية يدفعهم للاحتفاء به والحديث عنه في كافة وسائل الإعلام وفي بلادهم، خاصة مع تواجده في مدينة العلمين الساحرة.
-إقامة مهرجان في منطقة العلمين، فكرة عبقرية، فأنا أحيي صاحبها، ونتمنى مشاهدة نسخ متعددة منه، لأنه يصنع فارقا كبيرا في خريطة السياحة العربية والعالمية، فمدينة العلمين حاليا تنافس كل المدن الموجودة على البحر المتوسط، فنحن نمتلك كافة المقومات والإرادة السياسية في العمل على مسألة السياحة، لأهميتها في عوائد الاقتصاد المحلي، خاصة في الوضع الاقتصادي الحالي، وعلى مستوى الأشخاص والبيوت المفتوحة بسبب السياحة.
-كواليس التصوير مع نجوم العلمين مليئة بالمتعة، والإصرار مني على تصوير هذه اللقاءات مع نجوم كبار تشرفت بلقائهم، أولهم كان الفنان رامي عياش، والميجا ستار راغب علامة، والفنانات إليسا ونانسي عجرم، والفنان تامر عاشور، اللقاءات مليئة بالحب للمصريين وللفن والحياة.
-التصوير كان صعب لأنني كنت في بعض الأيام انتظر أكثر من ثماني ساعات، لتصوير لقاء واحد، يخرج للناس بشكل لائق، مع فريق العمل، الذي على الرغم من إرهاقه كان يشترك معي في روح المثابرة لتصويرها بشكل يليق باسم القناة التي ننتهي لها، والشركة المتحدة التي ننتمي لها جميعا، والقائمة على هذا المهرجان، ولكن كل ذلك التعب ننساه عندما نشاهد النتيجة.
-تلك الفترة مرهقة جدا بالنسبة لي، جسديا ونفسيا بسبب ضغط العمل الرهيب، فعمل المذيع ليس هين كما يعتقد الناس، ولكن يكفينا أن نفتخر بأنفسنا بما قدمناه من عمل جيد يليق بالناس أنا وفريق عملي.
-الجمهور لا يشاهد كواليس اللقاءات التلفزيونية، لذلك لا تشعر بحجم الإرهاق والتعب الذي نواجهه، وذلك أمر هام بالنسبة للمذيع، فواجبنا أن ننشر على نفوسهم البهجة.
-الفن دائما لغته قريبة لقلوب الناس، وأنا أحب دائما أن أكون قريبة من قلوب الجمهور، وأضع نفسي في مكانه لمعرفة ما الذي يهتم بمعرفته، والأسئلة التي يريد أن يسألها للضيف، والمتابعين أصبحوا يراسلوني ويبعثوا لي بأسئلة ورسائل للفنانين، وأكون سعيدة بإيصالها لهم.
‘اللقاءات مبهجة ومليئة بالحماس الملائم لروح المهرجان والمدينة الجديدة، وحريصة على أن تكون قريبة من القلب.
– مدينة العلمين أحدثت تغيير في خريطة السياحة العربية والعالمية على شرق المتوسط، فهي تمتلك كل المقومات التي تجعلها رقم ١ على البحر المتوسط، فما يحدث حولها تطوير وطرق جديدة مهم للغاية، لأن لولاه ما استطعنا أن نستقبل كل تلك الأعداد من الضيوف، فهناك زوار عرب وعالميين كثر انبهروا بما يقدم في العلمين على مستوى عالمي، مما جعل إشغالات الفنادق كاملة الحجز، وهو أمر يشعرني بالفخر طوال الوقت، وسط أصدقائي ومعارفي من العرب والأجانب.
-احضر بشكل مكثف لكل لقاء منهم، ويظهر خلال اللقاءات كم كبير من الود والمحبة مع الفنانين المشاركين في المهرجان، وأشعر بالفخر لمحاورتهم جميعا، فتلك التجربة ستظل علامة في تاريخي الإعلامي الذي لازلت ابنيه، وأتمنى الأفضل في المستقبل.
-انصح الناس بزيارة مدينة العلمين، خاصة من الذين يفضلون السفر لمناطق ساحلية، فالطقس بها على الرغم من التغيرات المناخية الكبيرة التي أصابت العالم كله لا يزال معتدلا ومتزنا جدا بالعلمين، فكل ما بها يقدم على مستوى عالمي، ويسعدني أكثر أنها متاحة لاهالينا في مصر، فحفلات المهرجان يتم إذاعتها على شاشات الممشى العام بها، لإتاحة الفرصة لمن لا يستطيع دفع ثمن التذكرة مشاهدتها والاستمتاع بالموسيقى التي تغير حالتنا المزاجية كلها.
-العلمين مدينة لكل الناس، فبجانب تقديمها المستوى العالمي للسياح، تراعي الناس العادية، وتتيح لهم الفرصة بالاستمتاع فيها دون تكاليف باهظة، وأدعو كل الأسر المصرية أن تستفيد من شواطئ العلمين العامة، وخدماتها المتنوعة.
-اسم العلمين أصبح متواجد بشدة في كافة المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حفلات النجوم، ومشاركة المؤثرين في المهرجان، وذلك أمر شديد الأهمية للمهرجان والمدينة الجديدة.
أنا على المستوى الإنساني شخص بسيط جدا، الكلمة الطيبة ترضيني، وأحاول جاهدة عدم إيذاء أي إنسان، ولا اخرج من الدنيا وأنا سبب في حزن أحد، وارضي الله دائما وابدا، وأولادي هم كل ما أملك، وكذلك اسرتي وأهلي، خاصة والدي الذي هو مثلي الأعلى، وأراه دائما أمامي وأحاول أن اجعله دائما فخور بي.
أصدقائي يشكلون جزء كبير من حياتي، فهم دائما مصدر الدعم و”الطبطبة” فيها، وأنعم الله عليا بالاصدقاء منذ طفولتي كهبة تكبر معي وترافقني في عمري، وهم أهم شيء في حياتي بعد أبنائي وأهلي.