كريم عبد العزيز.. الطفل المُشاغب الذي وصل إلى عرش شباك التذاكر

مريم عبد الحافظ          كريم عبد العزيز

بدأ كطفلٍ مُشاغبٍ عنيد، وجد نفسه في أجواءٍ غريبةٍ عليه بين الكاميرات ومُعدات التصوير، وأشخاصٍ يطلبون منه التصرف بطريقةٍ مُعينة، أقنعوه أنهم عصابة وبداخل مغامرة، فنفذ مهمته كما أملاه عليه عقله، ليظهر إلينا للمرةِ الأولى محمولًا على كتف الزعيم، ليتطور الأمر وتمر السنوات ويُصبح هذا الطفل أحد أهم أعمدة السينما المصرية والعربية في وقتنا الحالي وطوال الـ 20 سنة الماضية.

نحتفل غدا بالعيد الميلاد الـ 48 للنجم كريم عبد العزيز، وفيما يلي يعرض لكم إعلام دوت كوم رحلة صعوده، وأبرز أسباب نجاحه في الاستحواذ على قلوب الجمهور منذ إطلالته الأولى على الشاشات.

أول ظهور على الشاشة



اختاره الزعيم عادل إمام لتقديم دور ابنه في فيلم “المشبوه” مع الفنانة الراحلة سعاد حسني، وقام بترشيحه للمخرج سمير سيف وبدأ تصوير معهم قبل أن يتجاوز الـ 5 من عمره.

وحتى يستطيع مجاراتهم والتأقلم مع أجواء التصوير، أقنعه الفنان الراحل سعيد صالح أنهم عصابة، وطلب منه التصرف بعفوية وتلقائية وكما يحلو له، وظهرت حينها سمات شخصيته العنيدة المشاغبة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان صاحب ظهور بشوش ومُقرب للقلوب منذ الوهلة الأولى.

نرشح لك: برباعية.. كريم عبد العزيز الأكثر تكرارا في قائمة الأعلى إيرادا بالسينما المصرية


ورقة اختبار مجهولة الهوية

نشأ النجم كريم عبد العزيز في بيئة فنية، فوالده هو المخرج الكبير محمد عبد العزيز، وعمه هو المخرج عُمر عبد العزيز، وبالرغم من الچينات الفنية السارية في عروقه، إلا أنهم رفضوا دخوله مجال التمثيل، ولكنه قرر التقديم رغمًا عن ذلك.

وبالفعل تقدم لاختبارات القبول بمعهد السينما دون علم والده، والذي قرر الانسحاب من لجنة التحكيم وقتها، ليقوم الدكتور شوقي السيد، الأستاذ بالمعهد، نزع اسم كريم عبد العزيز من ورقة اختباره وتقديمها للمخرج محمد عبد العزيز، ليسأله عن رأيه في إجابات هذا الطالب، فنالت إجاباته إعجاب المخرج الكبير وتم قبوله بقسم الإخراج، لتبدأ رحلة صعوده ووصوله لقلوب الجماهير من هذه النقطة.

اضحك.. الصورة تطلع حلوة

نحتاج جميعًا إلى مراحل كثيرة نمر بها وتجارب عديدة نخوضها لنتعلم أسس عملنا، ولكن مع كريم عبد العزيز كان الأمر مختلفًا، فمن كان يحلُم أن ظهوره الأول في السينما يكون مع الإمبراطور والعبقري أحمد زكي؟

فكان لحُسن حظ “عبد العزيز” أن يتشرب قواعد مهنة التمثيل من عملاق مثل الراحل أحمد زكي، عندما مثل أمامه في فيلم “اضحك.. الصورة تطلع حلوة” عام 1998، هذا بالإضافة إلى النجمة سناء جميل وليلى علوي، فكان ظهورًا مُميزًا اختصر عليه العديد من الخطوات.

أدوار صغيرة.. أدت لبطولات مُطلقة

توالت مشاركات كريم عبد العزيز في الأعمال الفنية المختلفة، مثل دوره في مسلسل “امرأة من زمن الحب” عام 1998، وفيلم “عبود على الحدود” عام 1999، وفيلم “ليه خلتني أحبك” عام 2000، ومن ثم مسرحية “حكيم عيون” عام 2001، لتأتي انطلاقته الحقيقية في أول بطولاته السينمائية في “حرامية في كي چي 2”.

حقق فيلم “حرامية في كي چي 2” نجاحًا كبيرًا بعد عرضه الأول في فبراير 2001، حتى أن مشاهده حتى الآن وبعد مرور أكثر من 20 عامًا ما زالت مُستخدمة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين صنعوا منها “ميمز وكوميكس” يتادولونها فيما بينهم.

وكان هذا الفيلم هو السبب في تكوين علاقة صداقة قوية، وثنائية تمثيلية من أقوى وأنجح الثنائيات في عالم السينما المصرية، فلقد استطاع “دويتو” كريم عبد العزيز وماجد الكدواني الاستحواذ على قلوب الجمهور بتناغم و”كيميا” ظهرت وبشدة في كل أعمالهم المشتركة.

صداقة قوية.. والثنائية الأقرب للقلوب

شارك النجم ماجد الكدواني مع صديقه كريم عبد العزيز العديد من الأعمال الفنية، والتي بدأت في “حرامية في كي چي 2” واستمرت لما يزيد عن الـ 20 عام، في أعمال مثل: “حرامية في تايلاند، فاصل ونعود، نادي الرجال السري، البعض لا يذهب للمأذون مرتين، ومسلسل الاختيار”.

وعلى الرغم من اعتيادنا على رؤيتهم في الأعمال الفنية المختلفة، إلا أننا رأيناهم في مشهدٍ عفويٍ ولحظة من أصدق ما يكون في حفل زفاف نجل “الكدواني”، لنرى صديقه ورفيق عمره كريم عبد العزيز واقفًا بجواره مُمسكًا بالدُف، ويحتفل معه بزفاف ابنه بفرحة حقيقية شاهدناها جميعًا في ابتسامته وحركاته التلقائية.

مواكب للأحداث.. الأعلى في شباك التذاكر

وقع العديد من الفنانين في محنة تغير العصر الحالي واختلاف الجمهور ومتطلباته، ليقفوا في أماكنهم يُشاهدون صعود “تريندات” وهبوط أخرى، دون القدرة على مواكبة ما يحدث إلا بمحاولات لم تستطع النجاح والصمود، إلا كريم عبد العزيز، والذي بالرغم من اختفاؤه لعدة سنوات إلا أنه استطاع العودة من جديد وبقوة قادرة على الاكتساح.

استطاع “عبد العزيز” تقديم العديد من الأعمال الفنية المناسبة للعصر الحالي، وتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة بجزئي فيلم “الفيل الأزرق” الذي كان حديث الجميع منذ بداية الإعلان عن تحويل الرواية إلى فيلمًا سينمائيًا، لينبهر الجمهور بأداء مُتميز من فنان مُتمكن من الشخصية التي يُقدمها.

ومن بعدها توالت أعماله المختلفة، مثل مسلسل “الاختيار 2” والذي نال إعجاب الجمهور ودخل قلوبهم بشخصية الضابط “زكريا”، ومن ثم فيلم “كيرة والجن” و”بيت الروبي”.

ومن الجدير بالذكر، أن جميع الفنانين يتنافسون فيما بينهم على الأعلى في الإرادات، إلا أن نجمنا يتنافس مع نفسه لا مع أي شخصٍ أخر، فبعد أن حصل “الفيل الأزرق” على أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، نزع عنه لقبه “كيرة والجن”، ليأتي “بيت الروبي” مُعلنًا تتويجه بهذا اللقب حتى إشعارٍ أخر.

نرشح لك: كريم عبد العزيز: مسلسل الحشاشين من أهم الأعمال في حياتي