اقترح رجل الأعمال نجيب ساويرس شراء جزيرة للاجئين السوريين في اليونان لجمع شتات أبناء شعب شردتهم الحرب في سوريا، وهو اقتراح لا بأس به رغم صعوبة تنفيذه عمليا على أرض الواقع، وكنت أتوقع أن يتحمس أصحاب الثروة السوريين من فنانين وغيرهم لمثل هذه الفكرة أو أفكار أخرى، لدعم اللاجئين السوريين الذين شردتهم الحرب ، لكنهم للأسف يشيدون بالفكرة فقط ولا يتحركون .
كنت أتوقع أن تسارع فنانة مهمة وصاحبة صوت قوي وجمهور كبير مثل أصالة، بإقامة حفلات غنائية في مصر والوطن العربي ، لجمع التبرعات ودعم اللاجئين السوريين المشردين ، لكنها للأسف لم تفعل ، كنت أتوقع أن تسارع أصالة وغيرها من نجوم سوريا بالإشراف على حملة لجمع تبرعات للاجئي سوريا في كل الدول العربية ، لكنها لم تفعل ، أتحدث عن أصالة تحديدا لأنها صوت سوريا حاليا ، كنت أتوقع أن تتوقف أصالة عن نشر صورها وهى تستجم على الشواطئ وحمامات السباحة ، في هذا التوقيت الصعب .
جميلة هى علاقة أصالة بزوجها وأسرتها ، لكن الأجمل في هذا التوقيت أن تتوقف عن نشر صور استجمامها ، لأنها صور مستفزة، وشتان الفارق بين صورة الطفل إيلان الغريق على أحد شواطئ تركيا ، وبين صور استجمام أصالة وهى تلاعب الدولفين ،وتستمتع في حمامات السباحة وغيرها من الصور ، الفارق بينهما أيام قليلة .
الطفل السوري إيلان يموت غريقا على أحد شواطئ تركيا ، والمطربة السورية أصالة تعلن إشادتها فقط بمقترحات نجيب ساوريس بشراء جزيرة للاجئين السوريين ، هى تشيد فقط وكأنها بعيدة عن الأحداث وعن مشهد غرق الطفل السوري إيلان وهو المشهد الذي أفزع العالم كله ، هى تقدم الشكر والإشادة وبعدها تذهب لتستجم وتلتقط الصور هى وأسرتها ، وهذا حقها وحق أسرتها الكريمة ، لكن ألم تفكر أصالة في مشاعر السوريين وهم في مثل هذه الظروف ، وهم يشاهدونها وهى تلتقط وتنشر مثل هذه الصور .
للأسف لو قمنا بمتابعة أخبار أو تصريحات أصالة ستجدها مجرد أخبار عن إقامة حفل غنائي في بلد عربي ، أو عن بدء تسجيل أغاني ألبومها الخليجي ، أو إشادة بالزملاء ، أو الدخول في معارك مع البعض من جمهورها الذي هاجمها لموقف معين .
من حق أصالة أن تعيش حياتها ، لكن كنت أتمنى أن تراعي مشاعر أبناء بلدها ممن تشردوا ، كنت أتوقع أن تسارع لجمع التبرعات ودعم السوريين المتواجدين في مصر أو تقديم أي شكل من أشكال المساعدة لهم ، لكن ما حدث هو مجرد التقاط صور مع الدولفين .
***
لا يتعلم إيهاب طلعت من أخطاء الماضي ، فهو اليوم يكرر نفس الأخطاء السابقة ، هو يريد فقط الإنفراد والسيطرة على سوق الإعلانات في مصر ، ولا مانع من السيطرة على الإعلام ، لكنه في النهاية يحقق الخسائر كما حدث في السابق ، عندما أنفق بشكل غير مدروس على كل المشاريع التي دخلها .
إيهاب طلعت يمتلك خبرة كبيرة في مجال الإعلان ، وهو قادر بالفعل على أن يحقق النجاح لو ركز مجهوده في نقاط محددة بدلا من تشتيت نفسه بهذه الطريقة الغريبة ، بدليل أن الخسائر المالية بدأت تحوم كما سمعنا حول الوكالة العلانية التي يملكها رجل الأعمال ، ويشغل فيها إيهاب طلعت منصب الرئيس التنفيذي ، خسائر بعشرات الملايين ، بالإضافة للفشل الواضح في قناة ten التي يشارك فيها ، وأيضا قيام بعض القنوات بتسليم نفسها له ، في محاولة لانتشالها من أزمتها المالية ، وهو ما لم يحدث ، فقد حققت هذه القنوات خسائر بالملايين ، وهو ما يؤكد أنه لا يتعلم أبدا من أخطاء الماضي ، وعاد ليمارس نفس الأسلوب ، بالسيطرة على كل شئ بعشوائية لذلك لا يحقق إلا الفشل الكبير .