بمناسبة اليوبيل الذهبي.. أفكار عبقرية في حرب أكتوبر

يحتفل المصريون باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر المجيدة التي مر عليها 50 عاما؛ وهي الحرب التي ستظل شاهدة على عظمة المصريين وكفاحهم لاسترداد أرضهم.

حرب أكتوبر أبهرت وما زالت تبهر العالم لأسباب متعددة، من بينها بسالة وشجاعة الجنود المصريين في الدفاع عن أراضيهم، وعبقرية العقول المصرية في التخطيط لمراحل الحرب، وابتكار حلول عبقرية لأصعب الأزمات التي واجهت الجيش المصري؛ ولكنه اجتازها بذكاء.

نرصد فيما يلي أفكار عبقرية في حرب أكتوبر حيرت العالم وأبهرته في ذات الوقت:

اختيار يوم الغفران لبدء الحرب

يوم الغفران هو أحد أعياد اليهود ويوافق 6 أكتوبر؛ واختير لبدء الحرب كونه يتوقف فيه بث الإذاعة والتلفزيون ويبقى اليهود في منازلهم صامتين يتأملون كجزء من تقاليد العيد؛ مما جعل استدعاء قوات الاحتياطي يأخذ وقتا أطول.

بدء الحرب ظهرا

اختيار بدء الحرب ظهرا فاجأ العدو، لأنه توقيت غير متوقع ولا معتاد للحروب التي تبدأ عادة مع أول ضوء فجرا، فإذا لم يحدث هجوم في الفجر تميل القوات للاسترخاء والاطمئنان؛ وهذا ما حدث في حرب أكتوبر.

سد فتحات النابالم في مياه القناة

وضع العدو أنابيب في مياه القناة بداخلها مادة النابالم الحارقة؛ كانت ستشتعل وتجعل المياه كتلة من النار تحرق الجنود المصريين إذا حاولوا العبور؛ فقامت الضفادع البشرية المصرية ليلة 6 أكتوبر بسد تلك الفتحات بخلطة أسمنت سريعة التجمد في الماء، مما أفشل مخطط إسرائيل.

اختراق الساتر الترابي بالمياه

حصنت إسرائيل خط بارليف بساتر ترابي بطول القناة بارتفاع 21 مترا وعمق 12 مترا؛ وكانت الخطط الأولية لتدميره بالقنابل أو المدفعية أو الصواريخ أو المفرقعات؛ وتم تعديل الفكرة بأن يتم عمل فتحات في الساتر الترابي بواسطة مضخات تستخدم مياه القناة باندفاع قوي لتتكون ثغرات تمر منها القوات المصرية، وهي طريقة أسهل وخسائرها أقل وأبهرت العالم، ويرجع الفضل في تطبيقها إلى اللواء مهندس باقي زكي يوسف، الذي اقتبس الفكرة من طريقة اختراق رمال السد العالي عندما كان يعمل مهندسا هناك.

استخدام اللغة النوبية كـ شفرة

اقترح أحمد إدريس أحد جنود الجيش المصري وهو نوبي الأصل، فكرة استخدام اللغة النوبية كـ شفرة لتبادل التعليمات والأوامر بين الضباط والجنود أثناء الحرب، خاصة وأن اللغة النوبية يتم التحدث بها ولا تُكتب فلن يستطيع العدو فك تلك الشفرة؛ وكانت أشهر كلماتها "أوشريا" ومعناها "اضرب"، و "ساع آوي" وتعني "الساعة 2".