كشف الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة لشؤون المناخ، عن سبب وجود رائحة كريهة في الأجواء صباح الأمس، موضحًا أنها غير مُضرة ومثلها مثل ظاهرة السحابة السوداء التي حدثت في مصر من قبل واستطعنا التعامل معها.
قال "فهيم" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "مساء dmc" المُذاع عبر شاشة "dmc"، أن عاصفة "دانيال" لم تصل إلى مصر لأنها انتهت بمرور المنخفض الجوي للبحر المتوسط قبل وصوله إلى ليبيا، وهذه العاصفة خاصة بمنطقة جغرافية معينة في جنوب أوروبا باليونان، وأنها تحدث سنويًا بنفس الاسم لأنها تأتي على مناطق معينة في اليونان وقبرص وجنوب أوروبا.
تابع أن انتقال العاصفة "دانيال" إلى البحر المتوسط حدث غريب وغير اعتيادي في المناخ، وبمجرد انتقالها تشبعت بكمية كبيرة من بخار الماء فتحولت إلى منخفض جوي عميق قبالة السواحل الليبية، مما أدى إلى تكون سُحُب كبيرة تسببت في هطول كميات كبيرة من الأمطار، نتج عنه السيول في ليبيا.
أكمل أنه عند انتقال هذا المنخفض إلى مصر شرقًا في فجر الإثنين الماضي، بدأ أن يضعف تدريجيًا، وظهر في صورة بعض الأمطار في الساحل الشمالي، والأمطار المصحوبة بأتربة عالقة في الجو، وبعض الأمطار في الدلتا ومدن الدلتا، موضحًا تحول هذا المنخفض الجوي إلى منخفض أوسع قليلًا عند مجيئه إلى مصر، وأنه كان على منطقة الدلتا والقاهرة الكبرى بالتحديد، وأننا اعتدنا قديمًا وجود ظاهرة السحابة السوداء والتي كانت تحدث مع شهر سبتمبر مع وجود منخفض حول القاهرة.
أضاف أن هذا المنخفض كان يقوم بسحب التيارات الهوائية من أطراف المناطق الصحراوية والمحيطة بالدلتا، ويكون موجود بمعظمها مصانع وغبار عالق، فهذه هى الرائحة التي لاحظناها، وكانت رائحة غبار وأتربة موجودة في المصانع حول القاهرة، وأحيانًا تكون رائحة الميثان المُنبعث من أحواض محطات الصرف الصحي خارج المدن، وتركزت ودخلت المدن، وهذا بالتحديد ما تم ملاحظته من الناس في مناطق القاهرة الكبرى وبعض مناطق جنوب الدلتا.
أردف أنها مجرد عملية جذب لتيارات الهواء المُحملة بالغبار والأدخنة وغاز الميثان ولا ضرر منها، وأنها انتهت مع تقدم النهار، موضحًا أننا في نهاية الصيف وهذا المنخفض الجوي غير مُعتاد حدوثه ولكنه نتج عن ظاهرة تغير المناخ، والتي أدت إلى ظواهر غريبة في شكل منخفضات في أوقات غير اعتيادية، وقد تتعمق وتكون قوية وبالتالي تأثيرها يكون أقوى ويظهر في أمطار أو سرعات عالية للرياح أو عواصف ترابية.
تابع أن مصر حذرت من ظاهرة تغير المناخ في مخرجات مؤتمر المناخ، والذي أقر بمبدأ الخسائر والأضرار، ومن المُفترض أن تقوم الدول الصناعية الكبرى المُتسببة في هذه الظاهرة بتقديم التعويض للدولة اليبية وكافة الدول المُتضررة، وأنه يجب على الشعب المصري فهم الإجراءات والمشاريع القومية الاستباقية التي قامت بها الدولة للحفاظ على البلاد من هذه الظاهرة، وأن يتغير تفكيره ومفهومه عن التغيرات المناخية وما لها من أضرار وتأثيرات كبيرة على الزراعة والصحة العامة والمدن والبنية التحتية.
أوضح: "الدولة المصرية كان ليها إجراءات ومشروعات قومية استباقية كبيرة، من ضمنها محاور اللي اتغيرت في كل مكان، تخيلي لو كانت الطرق القديمة المتهالكة موجودة وحصل أمطار شديدة، أو موجة الحر اللي قعدت شهر ونص، كانت الناس فطست في الشوارع، عشان كده الإجراءات اللي الدولة بتعملها لازم الناس يفهموا هى في إطار إيه".