بالتزامن مع عرض مسلسل "سفاح الجيزة"، انتشر موّال "العدل فوق الجميع" بصوت بدرية السيد على منصات التواصل الاجتماعي، وحقق أرقام استماع ضخمة عبر تطبيقات الموسيقى المختلفة.
وخلال أحداث المسلسل المستوحى من قصة حقيقية، يستمع المشاهدون للموال الشهير في خلفية كل جريمة قتل يرتكبها السفاح بدم بارد.. "العدل فوق الجميع وبيعشقه المخلوق وابن الغفير والوزير من التراب مخلوق".
ومع انتشار المسلسل عادت أغاني بدرية السيد وموواليها الشهيرة الأخرى، لتظهر عبر حسابات مستخدمي مواقع التواصل، لتثبت مدى حضورها في ذاكرة الطرب الشعبي المصري.
وولدت بدرية السيد في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، في حارة البندقة بالإسكندرية، واسمها الحقيقي بدور مصطفى أحمد الشامي.
انتشر صيتها حين بلغت العشرينيات، واستمرت في الغناء ونالت شهرة واسعة في مدينتها، وظلت تغني حتى رحلت عن عالمنا عام 1989.
ولُقبت بعدة ألقاب خلال مسيرتها، منها "إمبراطورة الأغنية الشعبية والموال الإسكندراني"، وقدمت العديد من الأغاني، منها "إدلع يا رشيد"، "يا ميت مسا"، "صعيدي ولا بحيري"، "مسيلي على الغايب"، "يا حلو قولي طبعك وأنا أمشي عليه"، وغيرها من الأغنيات.
وشجعتها عذوبة صوتها على التقديم للإذاعة اللاسلكية في الإسكندرية 1954، بعد الإعلان عن استقبال تجارب أداء لأصوات من الجنسين، فنجحت، ونالت اهتمام الملحن محمد الحماقي الذي ساهم في إطلاقها وبداية شهرتها، خاصة أنها تميزت في الجمع بين اللونين الصعيدي والفلاحي.
وتحتلّ بدرية السيد ومجموعة من سيّدات الطرب الشعبي المصري، مثل روح الفؤاد، وجمالات شيحة، وفاطمة عيد، وخضرة محمد خضر، مكانة عالية في التراث المصري الموسيقي الغني. ولدى كلّ منهنّ لون ونغم خاص.
كما ظهرت بنت الإسكندرية على الشاشة الكبيرة، فشاركت في فيلم "مملكة الهلوسة" بدور "المِعَلِّمة بلطية" إلى جانب محمود عبد العزيز وسعيد صالح وحسين فهمي وآثار الحكيم. وغنّت في الفيلم إلى جانب نجم الطرب الشعبي أحمد عدوية.
في النهاية، اعتزلت بدرية السيّد الفن وارتدت الحجاب، قبل وفاتها عام 1989. لكنّ أثرها الفني لا يزال حاضراً بقوة، خاصةً في مسقط رأسها، الاسكندرية.
وفيما يلي نستعرض قائمة بأبرز أغاني بدرية السيد التي أعادها السفاح للشهرة بعد 34 عاماً من وفاتها..