على غرار "زكية زكريا".. مُراهق يخدع رواد تيك توك بانتحال "أم عمر"

إذا كنت أحد رواد تطبيق تيك توك، فربما يكون قد صادفك في مرة من مرات تصفحك مقطع فيديو لسيدة تدعى "أم عمر".

للوهلة الأولى، ستُقنعك هيئة "أم عمر" التي تتحدث بنبرة هادئة حنونة، بأنها سيدة أربعينية أو خمسينية كادحة تنتمي لطبقة بسيطة، وتسعى لكسب رزقها ورزق أبنائها كغيرها من أرباب الأسر الذين ظهروا مؤخرا، على التطبيق طمعا في الربح من خلاله.

بنسبة 90 % ستتعاطف معها، خاصة بعد أن تُخبر "أم عمر" مشاهدي بثها بأنها أرملة ولديها أبناء يعانون من أمراض مزمنة، لكن سرعان ما ستتعجب حينما تبدأ تلك السيدة بالتحدث بأشياء غريبة أثناء خوضها جولات منافسة بينها وبين آخرين يقومون بعمل لايفات على تيك توك.

من بين تلك المحادثات الشهيرة لها، تلك التي دارت بينها وبين شخص آخر مُلتحي وجاء فيها الآتي:

الُملتحي: يا حاجة عيب عليكي اللي بتقوليه إنتي قد أمي

أم عمر: أنا قد أمك بس لسة بصحتي.. أعافر معاك

الُملتحي: ايه اللي أعافر معاك دي.. إنتي هتتجوزيني؟

أم عمر: فيها إيه يا حبيبي.. الشرع محللك 4

الُملتحي: يا حاجة مش لسة من شوية قايلة إنك متجوزة واحد عرفي وضاربة ورقتين؟

أم عمر: يتقطعوا أكننا مضربناش حاجة

الُملتحي: ايه اللي يتقطعوا!

أم عمر: الورق يا حبيبي والشهدا هيترشوا وخلاص

الُملتحي: يا حاجة إنتي سوابق ولا ايه يا حاجة؟!

أم عمر: أنا من البصراوي يا حبيبي

الُملتحي: انتي دخلتي السجن قبل كده؟

أم عمر: في أوضة 6 تحت

الُملتحي: يعني رد سجون

أم عمر: لأ بس لسة محترمة

الُملتحي: روحتي في قضية ايه؟

أم عمر: دعارة يا شيخ.. فأنا كده أعمل ايه يا شيخ؟!

الُملتحي: توبي إلى الله وربنا بيقبل التوبة يا حاجة

أم عمر: طب قضية الدعارة حرام؟

الُملتحي: هما ملفقينها ولا حقيقي؟

أم عمر: حقيقي أنا صريحة

الُملتحي: وبتعترفي!

أم عمر: مش انت شيخ!

الُملتحي: شيخ بس إنتي بتقولي قدام العالم كله

أم عمر: منا بقول قدام العالم كله.. عشان كله يعرف قاذورات أم عمر

بعد فترة من الجدال غير المثمر وحينما يحتدم الموقف، تقتنص "أم عمر" الفرصة لتكشف عن شخصيتها الحقيقية على طريقة "زكية زكريا" التي اشتهرت في تسعينيات القرن الماضي، من خلال برنامج "الكاميرا الخفية" الذي قدمه الفنان الراحل إبراهيم نصر، حيث تجذب بخفة وسرعة الخمار الذي ترتديه لأسفل لينكشف رأسها، ويتضح أنها في الواقع مراهق يبلغ من العمر 17 عاما ويُدعى محمد فرج.

محتوى "فرج" قائم في الأساس على انتحال شخصية سيدة بهدف عمل مقالب في منافسيه على التطبيق، وما ساعده في ذلك ملامحه التي يصعب أن تحدد ما إذا كانت لطفل أم سيدة، إذ أنه بمجرد أن يرتدي خمار الرأس ويبدأ بالتحدث بنفس نبرته لكن بطريقة أكثر هدوء، يبدو الأمر وكأنه حقيقيا بالفعل.

اشتهر ذلك المراهق حديثا عبر التطبيق، لكن يجدرالإشارة إلى أن له أخ شقيق يُدعى "عمر" كان قد اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل سنوات بأنه من مشجعي النادي الأهلي المتعصبين، حتى أنه كان قد ظهر في إحدى الحملات الدعائية التلفزيونية.

كلا الشقيقين لقيا قبولا كبيرا لدى الجمهور، والدليل على ذلك هو حجم الدعم والتشجيع الذي تحصل عليه "أم عمر" خلال البث من قِبل بعض الأثرياء الذين يرسلون لها هدايا سخية تحمسها على الاستمرار في تقديم المزيد من المقالب.

ورغم أن لحظة انكشاف الشخصية الحقيقية لأم عمر، صادمة بالفعل لجميع من تم تنفيذ المقلب فيهم، إلا أنهم سرعان ما يضحكون ويعترفون بانطلاء الحيلة عليهم، وبخلاف "زكية زكريا" التي تسأل في نهاية حلقتها "لو قلت نذيع هنذيع؟"، فإن مقلب محمد فرج، مُذاع بالفعل رُغما عن الجميع.