بالتوازي مع حالة الجدل المثارة عالميا حاليا بين مؤيدي القضية الفلسطينية وداعمي الاحتلال الاسرائيلي، هناك حالة مختلفة من الجدل في مصر بين مجموعة كبيرة من المؤثرين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي "البلوجرز" ومتابعيهم.
طالب عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة البلوجرز المصريين، بالتوقف عن مشاركة يومياتهم بشكل طبيعي كما اعتادوا، لإظهار تضامنهم مع المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليا في توابع عملية "طوفان الأقصى" والهجوم الإسرائيلي على غزة.
شارك الكثيرون رسالة موحدة موجهة للبلوجرز عبر خاصية "الاستوري" على حساباتهم على إنستجرام، جاءت كالتالي: "احترموا مشاعرهم على الأقل ومتنزلوش يومياتكم وانكم عايشين حياتكم عادي وكأن شيئا لم يكن، إحنا في أشد الأيام.. ناس قاعدة تتهجر وناس أطفالها بتموت ومنازلها بتتدمر".
أضافوا: "إذا ما دعمت القضية لا تبين لنا اللي عندك.. أنت ما عندك إحساس وشكرا".
وبعض البلوجرز تعرضوا لهجوم وانتقاد مباشر في التعليقات على منشوراتهم وخلال الرسائل، مما دفعهم للخروج والدفاع عن أنفسهم، كالبلوجر الشهيرة بطوطة نصر، التي كتبت عبر حسابها على إنستجرام: "أنا طبعا بدعم القضية من كل قلبي.. وأكيد كلنا زعلانين ومش بإيدينا أي حاجة نقدمها غير الدعاء ونوصل صوتنا، وده كلنا بنعمله وحقيقي محدش مقصر".
أضافت: "ولكن مش شايفة أي فايدة إننا نوقف شغلنا.. معتقدش ده هيفيد القضية في شيء، مضطرين نشتغل ونكمل حياتنا ومسؤلياتنا، وكلكم عايشين يومكم وبتنزلوا شغلكم وبتخرجوا مع أصحابكم وفي نفس الوقت متأثرين وحاسين باللي بيحصل".
أردفت: "أرجوكم بلاش ننظر على بعض وبلاش تدخلوا للناس في الكومنتات تعاتبوهم، أنا حقيقي شايفة هجوم على ناس كتير جدا بسبب إنهم بينزلوا شغلهم.. اعذروا الناس وخليكم خفاف بلاش نضغط على بعض".
فيما علقت البلوجر دينا رزق أيضا على الموضوع، وكتبت عبر خاصية "الاستوري": "كلنا زعلانين ومقهورين، مفيش إنسان طبيعي بيشوف كل ده ويكون عادي.. كلنا مش قادرين والله!! كفاية مزايدة على بعض إحنا مش في سباق.. شارك القضية من غير تنظير، ادعم وادعي من قلبك من غير ما تتكلم على حد تاني".
وأيضا البلوجر إسراء مصطفى، كتبت: "كفاية مزايدة وتنظير على بعض، أنا شايفة كمية أكونتات أي حد يعمل حاجة تعترض وتقلل منه.. بجد ليه؟ احنا مش في مسابقة.. الحزن والوجع واحد بس الناس بتعبر عنه بطرق مختلفة، ساعدوا واقفوا جنب بعض وادعوا كتير بصدق وبس!!".
أما البلوجر علا عبد الحميد، فعلقت: "في القلب غصة لا يعلمها إلا الله يا غزة، مضطرين نتعايش وننزل ونروح ونيجي ونخلص اللي ورانا.. الموضوع مرهق بشكل عجيب".
كما أوضح بعض البلوجرز المعروفين أن سياسات الإنستجرام والفيسبوك حاليا هي التي تعمل على تقليل التفاعل مع منشوراتهم التي يدافعون خلالها عن القضية الفلسطينية حتى لا تصل لمتابعيهم بشكل طبيعي، وأن هذا هو السبب في الهجوم عليهم، كالبلوجر مريم عبدالله التي كتبت: "منصات السوشيال ميديا بتمسح أي حاجة لها علاقة بالموضوع ده عشان بتحاول ان الحقيقة ماتتنشرش، اوعوا توقفوا مشاركة وكتابة عن الموضوع".
والبلوجر إسراء مصطفى، التي علقت على إحدى منشورات مارك زوكربرج، مؤسس شبكة ميتا، قائلة: "موقع الريتش ومبهدل الدنيا لأي حد بيتكلم عن القضية.. حسبي الله ونعم الوكيل".
لكن بالرغم من محاولاتهم لتوضيح وتبرير موقفهم، ظل رأي الأغلبية كما هو في التعليقات على إنستجرام، ومنهم من علق: "هي الناس دي ليها نفس تنزل استوريز وهي بترقص وبتقدم تفاهات!! في دولة عربية إسلامية تقريبا بتتمحي من الخريطة وشعبها كله بيموت.. ربنا يستر على اللي جاي".
ليستمر الجدال بين البلوجرز ومتابعيهم حول استمرارية مشاركتهم ليومياتهم ومحتواهم الطبيعي في ظل الظروف العربية الراهنة، وتنقسم الأراء بين مؤيدين لهذه الاستمرارية ومهاجمين لها يطالبون بإلغاء متابعة أي شخص يقدم محتواه بشكل طبيعي قبل تحسن الأوضاع في غزة على الأقل.