عُرف جيل Z بالمفاجآت في آراءه وسلوكياته ومواقفه، أغلب هذه المفاجآت كانت تثير استغراب الأجيال الأكبر عمرا أو امتعاضهم واستيائهم في أغلب الأحيان، حتى أنهم ألصقوا بهم عدة صفات سلبية، بل وزاد الخوف داخلهم على هذا الجيل من عدم معرفة القضايا والمبادئ الأساسية التي من المفترض أن يوجه اهتمامه لها.
هذا الجيل "GEN Z" هي المجموعة التي تلي جيل الألفية وتسبق جيل ألفا، ويستخدم الباحثون ووسائل الإعلام منتصف التسعينيات إلى أواخرها كبداية سنوات ميلاد لهذا الجيل وأوائل عام 2010 كسنوات ميلاد نهائية، أهم ما يميزه الاهتمام المبالغ فيه بالسوشيال ميديا، والمظاهر، وتقديم والاهتمام بمحتوى يراه الكثيرون تافه وسطحي وليس له قيمة، حتى أن الأجيال الأكبر خشيت أن يكون جيل بلا هوية، لا يعرف تاريخه ولا قضاياه، ومن أهمها القضية الفلسطينية.
استيقظ العالم في ساعات مبكرة من صباح السابع من أكتوبر 2023، على إعلان "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة "حماس" عن بدء عملية تدعى "طوفان الأقصى" تقوم بها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وجيل Z جزء من هذا العالم، استيقظ أيضا، ليقدم مفاجآت جديدة كالمعتاد، ولكنها مفاجآت سارة، يقدم نفسه بشكل مختلف هذه المرة، يعلن عن نفسه كـ جيل يعرف قضاياه ويؤمن بها ويساندها على طريقته.
فالجيل الذي كان يخشى عليه من أن يكون بلا هوية، ويوصم بالجهل وعدم معرفة القضية الفلسطينية، نجد نجومه من المشاهير تقود مبادرة على السوشيال ميديا، لترجمة حقيقة ما يحدث في فلسطين بلغات مختلفة عن طريق عدد من الانفلونسرز والبلوجرز، كل بلغة يتقنها غير العربية لتوضيح الحقائق للعالم، فنجد من يتحدث الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية وحتى الصينية.
الأمر لم يقتصر على المؤثرين على السوشيال ميديا فقط، بل أيضا الفنانين ممن هم في العشرينات، مثل مايان السيد، هدى المفتي، رنا رئيس، نور النبوي.
وسلمى أبو ضيف، التي نشرت عبر حسابها على إنستجرام كلمات مؤثرة، جاءت كالتالي: "لا، نحن لا نُحب الدم، وبالمثل لا نُحب التعرض للقمع والقتل والحرمان من حقوقنا الأساسية، هذا العالم (الأبيض) لم يبالي بقتلنا وإرهابنا وسرقة أرضنا وحرق أطفالنا أحياء، واستيقظ الآن فجأة وأشار إلينا بأصابع الاتهام لرفضنا الموت".
تابعت: "لقد قام الفلسطينيون والإسرائيليون، على حدٍ سواء، بتحذير العالم لسنواتٍ عديدة من أن هذا قد يحدث، قلنا لكم إنه احتلال قاسٍ ونظام فصل عنصري، وحكومة إسرائيلية يحكمها الفاشيون، ولم يستمع أحد".
أيضا أيضا جانا ابنة عمرو دياب، دعت عبر حسابها على إنستجرام، لجمع التبرعات لدعم الجرحى والمصابين من الفلسطينيين لصالح جمعية إغاثة أطفال فلسطين، وعلقت عليها: "رجاءًا رجاءًا تبرعوا".
منهم من دعم بكلمة ومنهم بصورة، ومنهم بفعل على أرض ميدانه، حتى لو كان ميدان كرة قدم، فنجد لاعبي منتخب مصر الأولمبي يحتفلون بعد إحراز هدفا على طريقة حنظلة أشهر شخصيات الرسام الفلسطيني ناجي العلي، وبالمثل فعلن لاعبات منتخب مصر للناشئات، وأيضا ناشئين النادي الأهلي.
قد تكون طريقتهم في التعبير لا تروق البعض، اهتماماتهم تبدو سطحية، ولكن يبدو أن عقولهم ليست فارغة، يعرفون القضية، يؤمنون بها، بل وتحركوا لأخذ موقف على طريقتهم، فلا خوف على جيل Z.