أحمد عبد الغني يكتب: جيم أوفر يا إعلام
فى الآونة الأخيرة تبدلت مفاهيم وتغيرت أقوال ومعايير .. وخاصة فى المجال الإعلامى سواء المكتوب أو المرئى .. فرأينا كثير من الأعلاميين فى الأونة الأخيرة لاهم لهم إلا البحث عن الفضائح وذكرها وتركيز الضوء عليها سواء فضائح عامة أو شخصية ، وأخريين لا هم لهم سوى التطبيل والنفاق لأشخاص معينين أو مؤسسات معينة ، وأخرين ليس عندهم جديد ولا تجديد ولا هم لديهم سوى التباكى على الماضى السحيق والمقارنة مع حقب مضت وعدت وولت ولن تعود ، وأخرين يحلقون فى الفضاء الخارجى يتكلمون مع أنفسهم ومع مريديهم فقط لاغير وليس لديهم هدف أو مبدأ … يا سادة ليس هذا هو الإعلام وليست تلك هى رسالة الإعلام .. وليس هذا ما تنتظره مصر منكم .. (( فعلا مصر شالت فوق طاقتها كتير ودا يرضى مين ))..
فماذنب المشاهدين ليشاهدوا معركة كلامية وتراشق لفظى بين أحد الإعلاميين وأحد المنتجين وكل منهم ينعت الآخر بأقذر وأفظع الألفاظ .. وماهى الاستفادة العائدة لمصر أو للشعب من تلك المكالمة والمهاترات الآخرى الشبيه لها ..؟؟ ، وما ذنب المشاهدين فى أن يشاهدوا أحد عباقرة الأعلام وهو يشرح نظريته فى حروب الجيل الجديد والمؤامرة على مصر وعليه هو شخصيا ويعلن أعتزاله العمل الإعلامى وأن هناك مؤمرات تحاك ضده .. ثم تستضيفه أحد المذيعات فى قناته ليكون ضيف لها ويسترسل فى الشرح عن معتقداته وجرجيره وعن نظرته الثقابة ..، وماذنب المشاهدين أن يشاهدوا كل يوم أحد الإعلامين وهو متقمص شخصية جزار فى يوم ومتقمص شخصية فتى مقاومة فلسطنية فى يوم أحر ومتقمص شخصية سفينة فى يوم حفل أفتتاح قناة السويس الجديدة ؟؟ ، وما ذنب المشاهدين أن يشاهدوا أحد الإعلامين يخطب ويتكلم فى برنامجه لمدة تزيد عن الثلاث ساعات ولا هم له سوى التهليل للنظام والتهليل والتمجيد فى أشخاص معينين وشتم ونقد باقى أفراد المجتمع .. ثم يسقط سقطة مدوية ويذيع أحد مشاهد العاب الفيديو جيم وكأنها مشهد من مشاهدات الغارات الروسية على داعش .. والأغرب أنه أسترسل وأستمر فى الشرح وكأنه لايدرك حجم المأساة التى سقط فيها وأن كان يعلم وسكت فتلك مصيبة أعظم .. هذا بخلاف البرامج الرياضية والتى يتبنى كل مقدم برامج فيها وجهة نظره الشخصية ويتناسى حياده تماما ويتكلم مدافعا عن اللون الذى يعشقه ويرتديه فهذا يدعم الهلى والاخر يدعم الزمالك والآخر يشعل الفتنة بينهم ..
هذه عينة من عينات الإعلام المصرى فى الفترة الآخيرة .. إين إذا الإعلام الهادف من كل تلك المثلة والنماذج .. ؟؟ ، إين مصر من تلك المهازل ؟؟ ماذا أضفتم لمصر ببرامجكم ..؟؟ وماذا أستفاد الجمهور منكم ؟؟ وقد يقول قائل أن بإيدينا الريموت ويمكننا أن نحول القناة وأن نغيرها ولكن من سنشاهد .. أن غيرنا القناة عن هذا المذيع نصطدم بلآخر .. وأن تركنا تلك المذيعة نلتقى بالآخرى .. فإين المهرب والملآذ منكم .. الحل هو مقاطعتكم تمام ولنقل لكم أن الجيم أوفر ..!!