خلال الساعات الماضية، أثارت قصة الطفل يوسف الذي توفي ضمن أحداث القصف على غزة، اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي. وبينت قصته العدوان الغاشم الذي يتعرض له أهل فلسطين خاصة الأطفال من قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وفي حوار مع صحيفة "اليوم السابع" تحدث الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، عن المعاناة التي عاشها بفقدان نجله في القصف على غزة. وقال "أبو موسى": "أنا عندي 3 أولاد الكبيرة بنت اسمها جوري وبعدها حميد والصغير يوسف 7 سنوات، أنا مراتي مصرية فلسطينية أخذت الجنسية عن طريق حماتي لأنها مصرية من الشرقية، ويوسف والأولاد كلهم معهم الجنسية المصرية، أنا بشتغل طبيب في قسم أشعة مستشفى ناصر، وفي يوم القصف اللي حصل على البيت كان عندي شغل طوارئ 24 ساعة، يوسف كان دايمًا يسأل عن مواعيد شغلي ويحسب لي أمتى أروح وأي ساعة أطلع وارجع البيت، وكل ما أطلع على الشغل يجي يحضني ويبوسني، وأول واحد كان يجي يجري عليا لما أدخل البيت بعد الشغل، ويحضني ويبوسني".
تابع: "يوم القصف 15 أكتوبر طلعت الشغل وحضني ونادى على أمه وأخواته وقالهم حضن عائلي نقف كلنا حاضنين بعض، ووصلت الشغل وبعد ساعتين سمعت صوت قصف والبيت مش بعيد كثير عن المستشفى، وإحنا عارفين أنهم بيضربوا أي حد وفي أي مكان قلقت لأنه الصوت من المكان اللي أنا ساكن فيه، بدأت أسأل فين القصف ومحدش بيجاوب، اتصلت على زوجتي أول مرة مردتش، المرة التانية فتح الخط وسمعت صوت صراخ، فقدت أعصابي وطلعت أجري على الطوارئ، ولما دخلت الطوارئ سمعت صوت بنتي وأمها وحميد وهم بيصرخوا".
أردف: "روحت عشان أحاول أهديهم وأطمن عليهم وبعدين روحت أشوف بقية الإصابات ولاد أخوي وغيرهم وسألت عن يوسف كل واحد أسأله عن يوسف يلف وشه عني وكأنه بيهرب من الإجابة، ودخلت غرفة الإنعاش لقيت دكتور بيعرفني وبيعرف ولادي وأول ما دخلت عليه بص علي بصة وقعت قلبي، فقدت أعصابي وبديت أجري في كل مكان أدور عليه، في مصور كان بيصور الأحداث والإصابات فتح الكاميرا وصار يعرض صور الإصابات، شفت صورة عرفت يوسف من لبسه، قلت أيوة هو ده فينه؟ هز رأسه ومجاوبش، وفيه واحد كان واقف ورا قال ده أنا كنت شايله وواخده على التلاجة يعني المشرحة".
واصل: "رحت المشرحة وشفت زمايلي هناك على الباب طلعت عليهم وكلهم باصين عليا بحزن.. وقفت مقدرتش أمشي إلا لما مسكوني ودخلت لقيته هو وابن عمه الأكبر منه بسنتين على نفس المشرحة، ولقيت ابن عمه الكبير هناك ومرات أخوي، بس بصعوبة تعرف عليها جوزها لأنها كانت أشلاء الجثة، وولاد أخوي اللي اتصابوا واحد عنده كسر مركب في الفخذ والساعد وشظايا في البطن وحروق وابنته عندها كسر في الحوض وجرح واصل للعظم من الظهر، كل ما قلته: "الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل".
قال والد الشهيد يوسف: لم أستطع أن أخبر والدته وأخواته، فابني عندما عرف بوفاة شقيقة أصيب بحالة من الانهيار العصبى، ووالدته كانت في حالة من الصدمة تجرى هنا وهنا، وعندما عرفت الخبر طلبت أن تراه قبل الدفن حاولت كثير أقنعها بعدم رؤيته في هذه الحالة ولكنها رفضت وأصرت، مكنتش عارف أعمل إيه وهي بتشوفه وبتبوسه وبتلمسه آخر مرة، الوضع كان صعب عليها وعلينا كلنا، الحمد لله على كل حال والدته الله يصبرها كل ما نقعد ما بعض منقدرش نمسك حالنا يوسف كان حبيب الكل، كل البيت بيحبه في النادي بيحبوه زمايلي بيحبوه، جده بيحبه الله يرحمه حبيبى".
اختتم حديثه: "أنا خسرت كل شيء قرايبى وبيتى وحياتى ولكن الخسارة الأكبر هي ابنى حبيبى يوسف، احتسبه عند الله شهيدًا ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".