تحدث د. نبيل القط، استشاري الطب النفسي، عن تأثير المشاهد القاسية التي نشاهدها يوميا للأذي الذي يتعرض له أهالي غزة جراء قصف الاحتلال، مؤكدا أن له تأثير نفسي سلبي قد يصل إلى حد الشعور بنفس آلام الضحايا.
قال "القط" خلال حواره عبر شاشة قناة "النهار"، إن هذه المشاهد لا تكمن مشكلتها في الشعور بالعجز فقط، مؤكدا أن البعض عندما يشاهد الأذى الذي يتعرض له أهالي غزة، يصاب بما يسمى "الصدمة الثانوية"، موضحا أنه يشعر وكأن هو من تعرض لذلك، وهو ما يجعله يعاني من الأمراض نفسها التي يعاني منها الضحايا.
أضاف أن هؤلاء يعانون من الأعراض نفسها التي يعاني منها المصدومين ممن تعرضوا لفقدان أقاربهم أو قصف منازلهم، مؤكدا أن هناك مستويان الأول هو مستوى أهالي غزة الذي يتعرضون للصدمة مباشرة ولا يستطيعون النوم ويحدث لهم "فلاش باك" ويتذكرون مشاهد العنف والدمار، ويصابون بالخوف الشديد ونوبات الفزع.
استكمل أن المستوى الثاني هو إصابة من يشاهد هذه المواقف القاسية أيضا بالأعراض السابق ذكرها، حتى تلاحقه هذه المشاهد ويستمع لأصوات الانفجارات في النوم واليقظة، حتى يصبح في حالة من الفزع والتوتر المستمر، بالإضافة إلى الشعور بالعجز والحزن.
أوضح أن أيضا من يتعرضون لصدمات في تاريخهم الشخصي مثل اللاجئين من سوريا أو المصريين وتذكرهم لأحداث الثورات، عندما يشاهدون هذه الأحداث يتذكرون أحداث الماضي ويعودون للمعاناة من جديد.
أشار إلى أنه ينصح من يعاني من هذه المشاهد بعدم ملاحقة الأخبار وإنما متابعاتها في وقت محدد في اليوم، وعدم مشاهدتها منفردا، وإذا استمر في معاناته يمتنع تماما، موضحا: "أنا مش هقدر أساعد بحاجة وأنا تعبان، مش كل الناس بتتعب لكن اللي بيتعب ينتبه، لازم نحترم قدرتنا النفسية".