خلال مشاركتها في أسبوع جوته للأفلام الذي أقيم في الفترة بين 20 إلى 26 سبتمبر الماضي، أجرى "إعلام دوت كوم" حوارًا مع المخرجة الألمانية إيريت نايدهارت، وعن شركة التوزيع التي تمتلكها "ميك سينما"، ودورها في توزيع أفلام الشرق الأوسط بشكل حصري، وتطرق الحوار إلى عديد من الجوانب أهمها القضية الفلسطينية.
وبالتزامن مع الأحداث الجارية في غزة، وتطورات الوضع الفلسطيني، نسلط الضوء في هذا التقرير عما قالته المخرجة الألمانية الشهيرة عن فلسطين، وهوسها بالشرق الأوسط والثقافة العربية.
نرشح لك: تعليق وائل جسار على إلغاء حفلاته بسبب غزة
فلسطين.. ذكريات الطفولة
تحدثت المخرجة الألمانية، عن تأثرها بالشرق الأوسط، وسبب اهتمامها بثقافته العربية، وعلاقتها الخاصة بفلسطين، حيث كشفت أنها عاشت ثلاث سنوات من عمرها في سن الطفولة فيها، أثناء مرافقتها لوالديها اللذين كانا يعملان بأحد الكنائس الفلسطينية.
أضافت "نايدهارت"، أنها بعد مغادرة فلسطين ظلت دائمًا على اتصال بها بشكل أو بآخر، حتى عندما انتقلت للحياة إلى برلين، وعندما نضجت زاد اهتمامها كثيرًا بالأماكن التي عاشت فيها، بالتالي زاد اهتمامها بفلسطين.
فلسطين بوابة الاهتمام بسينما الشرق الأوسط
أما عن اهتمامها بالسينما، فقالت إنها انخرطت فيها من خلال دائرة أصدقائها، مشيرة إلى أنها بعدما بدأت العمل في صناعة السينما عام 1995 بعد تخرجها مباشرة وخوض تجربة العمل كمنسقة أفلام وإعداد برامج أفلام قصيرة، فكرت في تأسيس شركتها "ميك سينما"، والتي تهتم بشكل أكبر بتوزيع أفلام المشرق العربي مثل المغرب ومصر والتي ما زالت تتوسع بشكل متزايد في المنطقة بأكملها.
ومن هذا السياق، قالت إن شركته "MEC ميك سينما" والتي أسستها عام 2002 كانت الفكرة الأولية لها هي جلب الأفلام إلى دور السينما في ألمانيا فقط، وفي نفس العام أصبحت الشركة عالمية بسرعة كبيرة.
أضافت أنه منذ ذلك الوقت وهي تقوم بعرض فيلم واحد في دور السينما في ألمانيا مرة واحدة كل عام مع ترجمة باللغة الألمانية وهي موجه حقًا لجمهور السينما الألمانية، وأشارت إلى أنها تضيف ثلاثة إلى أربعة أفلام جديدة إلى البرنامج كل عام للتوزيع الدولي، ودائمًا ما تكون الأفلام لمخرجين عرب.
وسردت المخرجة الألمانية إيريت نايدهارت، ذكريات أول الأفلام العربية التي وزعتها قائلة: "أذكر أن أول الأفلام التي وزعتها كانت أفلام وثائقية لصبحي زبيدي وعزة الحسن "نساء في الشمس" و "ضوء في آخر النفق"؛ وليست كل الأفلام من الممكن أن تكون في الكتالوج لأن حقوق التوزيع عادة تكون متاحة لعدد معين من السنوات وأحيانًا يتم تجديدها وفي أحيان أخرى لا تُجدد، فالأفلام الموجودة الآن في كتالوج ميك سينما لا تعتبر جميع الأفلام التي تم توزيعها على الإطلاق؛ إذ أن هناك قانون يحكم الإيجار وكيفية صياغة العقود، ويتم تنظيم هذا القانون بحيث يتم منح الحقوق لشركة التأجير فقط لفترة زمنية معينة، ولهذا السبب فإن الأفلام التي يمكنك مشاهدتها الآن عبر الإنترنت في الكتالوج الموجود على الموقع الإلكتروني ليست سوى جزء من الأفلام التي تمتلك ميك سينما حقوقها حاليًا، لكن حقيقة الأمر أن الأفلام التي وزعت أكثر؛ كل ما في الأمر أن الحقوق انتهت".
الأوضاع الفلسطينية ما بين السينما وما يعيشه الناس
وعن رأيها في السينما الفلسطينية، وهل تفضل العمل على توزيعها، قالت: منذ تأسيس الشركة قبل 22 عاما وأنا لا أوزع للشركات الفلسطينية فقط بل أيضًا من جميع البلدان الأخرى، على مدار هذه الأعوام تغيرت الأوضاع في فلسطين كثيرًا، ولكن الأكثر أهمية بالنسبة لتوزيع الأفلام هو ما يتم إنتاجه بالفعل وكيف يتم إنتاجه وكيف يمكن بعد ذلك توزيعه؛ لذا فإن شركتي لا تنتج أفلامًا، بل توزعها فقط، مما يعني أنه يجب علي أن أنظر إلى ما هو موجود بالفعل في السوق وما يمكن أن يتناسب مع برنامج الشركة وهذا هو الأكثر أهمية.
على سبيل المثال، تم إنتاج أفلام أكثر من فلسطين في السنوات الأخيرة والتي تتمتع بنوع مختلف تمامًا من التمويل، لذا فهي في الأساس غير متوفرة لشركتي أو لا أريد هذا النوع من أعمال التمويل. لذا فالسؤال دائمًا ليس ما هي السياسة في البلاد التي نراها في الأخبار، ولكن ما هو التاريخ وكيف يعيش الناس هناك، ولكن بالنسبة للأفلام التي يتم إنتاجها، فالأمر يتعلق حول ما يحدث في صناعة السينما وليس ما يحدث في البلاد، ولهذا السبب لم يكن تركيزي منصبًا على فلسطين لفترة طويلة، لأن الإنتاج تغير كثيرًا لدرجة أنني لم أتمكن حتى من مشاهدة هذا النوع من الأفلام.