تحدث الإعلامي تامر أمين، عن انقطاع الكهرباء والاتصالات عن قطاع غزة منذ أمس وحتى الآن، وأنها كانت ليلة الجحيم لشعب فلسطين، وليلة العجز للدول العربية، وليلة الانحياز والصمت الغربي بامتياز.
قال "أمين" في برنامجه "آخر النهار" والمُذاع عبر شاشة "النهار"، إن ليلة أمس كانت صعبة وسوداء على أهالي فلسطين، ولم يُنيرها إلا قنابل الدم، فبدلًا من أن يكون النور في سماء غزة هو نور العدل والإيمان والشرعية والضمير الإنساني، تحول النور الوحيد في ظلام غزة إلى نور القنابل والصواريخ والقصف.
نرشح لك: خيري رمضان: لا تقلقوا مما حدث في نويبع
تابع: "أننا أمام مجزرة إسرائيلية تُرتكت ضد أشقائنا، وأمام فضيحة إنسانية للعالم المُتقدم والمُتحضر كما يُقال عليه، وأن الذي يرضى بحدوث هذه المجزرة الإنسانية في الظلام خلال الألفية الثالثة هم ليسوا بعالم أول أو عالم مُتحضر، وليسوا بشرًا من الأساس".
أردف أن إسرائيل قطعت كل وسائل التواصل مع غزة، فقطعت الكهرباء ليحل الظلام، وقطعت الاتصالات حتى يكون هناك صمتًا، وقطعت التغطية الإعلامية الغربية والعربية ليكون هناك تواطئًا. موضحًا: "ده معناه أن إسرائيل عايزة تعمل حاجة في الضلمة، لا من شاف ولا من سمع، ولا من صور ولا من سجل".
وتوجه بسؤال للدول الغربية وأمريكا وبريطانيا وكل من يدعون بأن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، وقال هل هناك حقًًا يتم أخذه في الظلام؟ هل سمعنا من قبل عن حقوق يذهب أصحابها للظلام للحصول عليها؟ موضحًا: "صاحب الحق صوته عالي وبياخد حقه في النور وتحت الشمس وقدام العالم، قولولنا يا بتوع الحريات والديمقراطيات، قولولنا يا بتوع القانون، ولا أنا بعمل الضلمة والتغطية عشان عايز أعمل حاجة في الخفاء ومحدش يسجلها عليا؟".
أضاف أن قطع إسرائيل للكهرباء والاتصالات تحديدًا، ومنع التغطية الإعلامية الغربية والعربية عما يحدث في غزة منذ ليلة أمس وحتى الآن، هو اعتراف إسرائيلي أنهم يرتكبون جرائم لا يُريدون للإعلام أن يوثقها، وهذا هو التفسير الوحيد عما يحدث.
أكمل: "شيء في مُنتهى البجاحة الغربية، وإلا ما سمعنا حد من امبارح بيقول لإسرائيل عيب اختشوا رجعوا الاتصالات، طب خلوا المراسلين بتوعنا يبقوا موجودين، لأ البجاحة الإسرائيلية زادت عن حدها لدرجة أن إسرائيل بعتت النهاردة الصبح لـ BBC وCNN بتقولهم معلش سامحوني أنا مش هقدر أحمي مراسيلنكم، يعني مش مراسيلنا إحنا لأ دي قنوات متحيزة ليهم".
تابع أن ما تفعله إسرائيل الآن هو التعريف القانوني للإبادة الجماعية والعقاب الجماعي، فهى لن تُفرق بين المدنين والمراسلين والصحفيين والإعلاميين، أو الأطباء والمُسعفين، أو الأطفال، وأنها ستقضي على كل من يأتي أمامها، ولن تهتم بسلامة أي شخص ولن تُفكر في القانون الإنساني، وفقط ستفعل ما يصُب في مصلحتها.
أردف أن العالم صامتًا أمام كل هذا، وأن البيت الأبيض الأمريكي أصدر بيانًا عما حدث، لم يُدين فيه ما حدث أو حتى يقول خلاله أنه مُتحفظ على قطع الاتصالات، ولكنه قال أنهم لن يستطيعوا أن يتحدثوا مع إسرائيل، وأن إسرائيل ستفعل كل ما تراه صحيحًا، وأضاف مُتسائلًا: "إيه الذلة اللي إسرائيل مسكاها عليكوا للدرجة دي، دي مش ذلة بس دي كاسرة عينك ورقبتك وعينك".