تناول تقرير في مجلة Time الأمريكية استراتيجيات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالحرب التي شنها على قطاع غزة، واصفًا ادعاءاته بالقضاء على حماس بأنها "غير واقعية"، فضلًا عن توضيح مزيد من الجوانب التي يجب عليه الاعتراف بها.
أشار التقرير إلى أن نتنياهو وحكومته قررا في البداية تأجيل شن حرب شاملة على غزة، بسبب الضغط الشعبي في الداخل لإتاحة المزيد من الوقت لإجراء مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فضلًا عن مواقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي رغم دعمه منذ البداية للكيان الصهيونى، إلا أنه حث إسرائيل علنًا على عدم التصرف بدافع "الغضب"، وتوخي الحذر، والسماح بوصول المساعدات إلى الفلسطينيين المدنيين في غزة.
نرشح لك: كيف نحمي الأطفال من الأثار السلبية لأخبار أحداث غزة؟
في الواقع، تأخير التوغل البري الشامل في غزة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي لم يكن مجرد ضغوط من بايدن وغيره من القادة الغربيين، ولم يكن الأمر مجرد غضب عائلات الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة، الذين شعروا باليأس لأن بلادهم فشلت في حماية مواطنيها، ويتساءلون عما إذا كان يمكن الوثوق بنفس القادة السياسيين والعسكريين لشن حرب كـ "رد استراتيجي".
الحقيقة تكمن في أن نتنياهو ومستشاريه أدركوا أن الغزو الشامل على غزة سيكون من الصعب للغاية تبريره، لأنه إذا كان إنقاذ الرهائن هو الأولوية، فإن الجيش الإسرائيلي لديه ثقل كبير من المسؤولية، والهجوم بلا هوادة لهزيمة حماس وتدميرها قد يبدو "غير أخلاقي".
ومن بين الأصوات التي تقول إن سلامة الرهائن يجب أن تأتي في المقام الأول هو تامير باردو، الرئيس السابق للموساد، حيث قال في تصريحه لمجلة التايم إن عمليات الإنقاذ العسكرية ستكون مستحيلة، خاصةً مع توزيع الرهائن في مجموعات عديدة في مخابئ تحت الأرض ربما لا يمكن الوصول إليها.
وعليه توصل باردو، والعديد من الآخرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى نتيجة مفادها أن المفاوضات هي أفضل طريق لإنقاذ حياة الرهائن، لا سيما أنه بمساعدة مصر وقطر بشكل خاص كوسطاء، تم إطلاق سراح 4 نساء في المفاوضات الأولى.
الغزو البري سيكون أيضًا مكلفاً للغاية، ليس فقط بالنسبة لحماس والمدنيين في غزة الذين يعانون بالفعل بشدة من الضربات الجوية، بل بالنسبة للقوات الإسرائيلية كذلك، حيث يجب أن يكون الغزو حذراً وتدريجياً، وأن يتم البحث من مبنى إلى مبنى عن الإرهابيين وبنيتهم التحتية، بدلاً من محاولة الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله في وقت واحد، خاصةً أن الجنرالات الأميركيين، وعلى رأسهم وزير الدفاع لويد أوستن، الذي شهد الحرب في العراق، يدركون جيداً مدى صعوبة خوض حرب المدن.
وبينما يعد نتنياهو والجيش بالقضاء على حماس، فإن هذا "ليس واقعياً"، وذلك لأن حماس، وفقًا لما وصفها التقرير، عبارة عن أيديولوجية إسلامية، ومجموعة من الأفكار، أبرزها الرفض التام لقبول قيام دولة يهودية إلى جانبها، وهي الفكرة التي لا يمكن محوها، كما يوجد بعد ذلك التحدي المتمثل في العثور على شخص يحكم تلك المناطق المنكوبة بالفقر والتي تحتاج إلى إعادة الإعمار وبداية جديدة.