استعرض المنتج السعودي فيصل بالطيور رحلته في صناعة السينما السعودية، والتي برزت بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية لتحظى باهتمام الجميع من خلال إنتاج العديد من الأعمال.
في حوار خاص لموقع عرب نيوز، ناقش بالطيور طموحاته المستقبلية بشأن صناعة السينما في بلاده، وأوضح أن الهدف من ذلك ليس الفوز بالأوسكار فقط، وإنما العمل على إحداث تغيير جذري في المشهد الفني ككل، قائلًا: "لن نكتفي بالأوسكار ونسعى لإنشاء سينما ثرية مثل السعودية".
أوضح أيضًا أن ذلك من الأهمية بمكان بالنسبة له، لأنه يشعر بالأسف لغياب قصص بلاده عن الشاشة الكبيرة طوال كل تلك السنوات الماضية، وغياب كل الأصوات المبدعة التي لم تحظ بالفرصة لعرض أعمالها.
وأوضح في هذا الصدد، قائلًا: "لهذا السبب نعمل بجهد أكبر بثلاثة أضعاف الآن، أعلم أننا لن نعيد ما ضاع في تلك الأربعين سنة دون دور سينما، لكننا نكتب القصة السعودية الآن، فلنكتبها بأفضل طريقة ممكنة، نحن نكتب القصة السعودية ليسمعها العالم".
وعن العقبات التي واجهته، أوضح أنه بعد عامين من تعيينه مديرًا تنفيذيًا في هيئة الأفلام السعودية، لاحظ مشكلة نقص الخدمات في مناطق معينة من المناظر الطبيعية، وهي مناطق لم يتمكن القطاع العام من معالجتها، وهو ما دفعه للتوجه لقطاع الإنتاج الخاص، على أمل مساعدة بلاده على تحقيق الحلم الذي كان يحلم به".
تابع قائلًا: "كنت أعلم أن الاتجاه إلى القطاع الخاص يمثل مخاطرة، لكنني قررت ذلك لأنه لم يكن هناك كيان في السوق يؤمن بالسعودية، وهذا شيء كنا بحاجة إليه، أن نثبت للعالم أن الإيمان بالسعودية أمر مربح ومستدام وسيجني فوائد هائلة لجميع الأطراف المعنية".
شارك فيصل بالطيور أيضًا في إنتاج الفيلم السوداني "وداعا جوليا"، الذي نال شهرة كبيرة في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، كما تم اختياره في قائمة ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم روائي عالمي في عام 2024.
وعن كواليس مشاركته في العمل، قال: "أنا فخور جدًا برؤية العديد من الأفلام التي يدعمها صندوق البحر الأحمر في مهرجاني كان وفينسيا هذا العام، لأن ذلك يظهر أن الصناعة السعودية المتنامية تؤثر على الأفلام الإقليمية أيضًا، لهذا السبب أردت أن أشارك شخصيًا في فيلم وداعا جوليا لأن أحد الركائز الأساسية التي نعمل عليها هو إنشاء سوق تعود بالنفع على المنطقة بأكملها، وترفع مستوى الفيلم العربي ككل".
اختتم بالطيور حديثه موضحًا سبب الاهتمام اللافت من السعودية بصناعة الأفلام، مشيرًا إلى أهمية ذلك بالنسبة له، لأنه يحافظ على ثقافتهم، ويسجل حياتهم وإبداعتهم للأجيال القادمة، وفقًا لقوله.