كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة بين البكاء أمام الأفلام والوازع الأخلاقي لدى الشخص، بمعنى أنه إذا بكى شخص بشكل لا إرادي أثناء مشاهدة أحد الأفلام، فمن المحتمل أن يكون لديه صفات أخلاقية حميدة.
قال الباحثون الذين أجروا تجارب مع أكثر من ألف شخص من المملكة المتحدة، إن "الأشخاص الذين يبكون بسهولة، يظهرون استنكارًا أقوى للتجاوزات الأخلاقية، ويكونون أكثر استعدادًا لتبني سلوكيات مؤيدة للمجتمع".
نرشح لك: دراسة: العلاقات الأسرية السوية تعوض الآثار السلبية للسوشيال ميديا
بمعنى أن الأشخاص المعرضون للبكاء هم أكثر عرضة للتبرع للجمعيات الخيرية، على سبيل المثال، والاستياء من الكذب، وتخطي طوابير الانتظار، وفقًا لتقرير دايلي ميل.
ومن خلال 6 تجارب، قام الباحثون باستجواب الرجال والنساء حول مدى ميلهم للبكاء، وتضمنت الأسئلة "ما مدى احتمالية تأثرك لدرجة البكاء عندما تقرأ كتابًا أو تشاهد فيلمًا؟"، ثم وجهوا إليهم أسئلة بعد ذلك عن مواقفهم تجاه 30 نوعًا من التجاوزات الأخلاقية، بما في ذلك الكذب والاعترافات الكاذبة، وعدم الالتزام بالطوابير.
ووجدت الدراسة أن أولئك الذين اعترفوا بالبكاء عند قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام كانوا أيضًا من بين المجموعة التي تكره السلوك الأخلاقي السيئ.
تفسير ذلك أن العلماء يعتقدون أن البكاء يؤدي إلى الإيثار والتعاطف، وتشير إحدى النظريات إلى أن ذرف الدموع يعتبر بمثابة علامة تعجب، لتسليط الضوء على أهمية ما نختبره من مواقف حياتية، وتعزيز القيم الأخلاقية.
حتى إن باحثين من جامعة آرهوس بالدنمارك قالوا في هذا الصدد: "هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية، ولكن يبدو أنه قد يكون هناك شيء ما في الفكرة القديمة القائلة بأن الأشخاص الطيبين فقط هم الذين يبكون".
على صعيد متصل، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن هناك أربعة أنواع من البكاء؛ وهي "دموع التعلق" التي تأتي استجابةً لأحداث مثل الانفصال ولم الشمل، و"الدموع المجتمعية" التي تتبع الصراعات داخل المجموعة أو العائلة، و"دموع الرحمة" عند رؤية الآخرين في حاجة أو ألم، و"الدموع العاطفية" هي تلك التي تأتي أثناء مشاهدة مشهد عاطفي في فيلم أو دراما.
وقد وجدت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يبكون يُنظر إليهم على أنهم أكثر صدقًا وموثوقية وإخلاص من غير الباكين، لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تبحث في ما إذا كان الباكون يرقون بالفعل إلى مستوى هذه التقييمات.