دينا برعي: لا شلة للجامعة الأمريكية بالرئاسة

حوار- هشام المياني:(نقلا عن جريدة الشباب)

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالكلية الحربية باحتفالات الذكرى 42 لنصر أكتوبر، عن اعتزامه إطلاق برنامج ثان لتأهيل الشباب للقيادة من سنة 30 إلى 40 سنة، لا يزال مسئولي البرنامج الاول الخاص بالشباب أقل من 30 سنة يعملون على إنهاء إجراءات البدء في دورات البرنامج واختيار الدفعة الأولى له، ونحن في جريدة” الشباب” التقينا الدكتورة دينا برعي، عميد كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية ومسئول التقييمبالبرنامج، لمعرفة آخر تطورات البرنامج الأول لتأهيل الشباب ومواجهة بجميع الاستفسارات حوله وحول الفريق القائم عليه، وكذلك حول خطوة بدء برنامج ثان للشباب في السن الأكبر.

من هو صاحب اقتراح مبادرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.. أقصد الذي طرحها على الرئيس؟

ليس هناك صاحب للاقتراح أو المبادرة، فهي تكليف من الرئيس، وطبعا الجميع يعلم أن هناك مجالس استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية قام الرئيس بتشكيلها، وهذه المجالس هي المعنية بالأفكار الجديدة، والرئيس طلب أن يكون هذا من ضمن مشاريع المجالس الاستشارية، وبالطبع كان هذا تكليف من الرئيس، وهو لم يطلب منا سوى أنه يريد شيئا يخص الشباب، ولم يطرح أمرا بعينه علينا، ونحن فكرنا واجتهدنا كمجموعة عمل ووضعنا هذا التصور، وهو مشروع جديد لا يوجد مثله على الساحة المصرية، لأنه يضم موضوعات ودورات عديدة في برنامج تأهيل الشباب، حيث يضم دورات في العلوم السياسية والإعلام والرأي العام كما يضم حزمة من التدريب على المهارات الاحترافية، وقضايا مختلفة، وهذا الدمج هدفه تعريف الشباب بمهارات مختلفة تتشابك في تكوين شخصية القائد لأن الشباب يتخرج من الجامعة كل منهم يفهم في المجال الذي درسه فقط، ولا يعرف دولاب العمل الحكومي أو مهارات العمل الخاصة بالحكومة أو حتى الشركات ويفتقر للمهارات الحياتية أيضا، ومن ثم فالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة يقدم لهم دمجا بين المهارات والمعلومات لتمكينهم من القدرة على القيادة في مجالات مختلفة.

ولكن 8 أشهر هي فترة التدريب بالبرنامج.. هل هي كافية ليصبح الشاب ملما بدولاب العمل في الدولة أو حتى في مجال معين؟

نحن لا نقول إن الشاب الذي يلتحق بالبرنامجسيصبح قائدا بعد 8 أشهر، فنحن نعيش الواقع ولا نرفع سقف التوقعات حتى لا يصاب الشباب بالإحباط بعد تخرجهم من البرنامج، فمن مهام البرنامج أن ندير التوقعات ولا نرفعها بشكل مبالغ فيه، فنحن لا نقول إننا سنصنع قادة بعد 8 أشهر، ولكن نحن نمكن الشباب ونضعهم على بداية الطريق، وكل منهم وشطارته ممكن يكون مثل الطائرة ويقلع ويطير مستندا على ما اكتسبه من مهارات في البرنامج أو العكس، التمكين شيء جائز في 8 أشهر، حيث نقدم المعلومات والمهارات وأيضا زيارات ميدانية ولقاءات مع مفكرين في شتى المجالات،وفي النهاية مطلوب من كل منهم مشروع تخرج كبذرة لتطبيق ما حصله، وأنا كمسئولة تقييم في البرنامج مهمتي تقييم المتخرجين، وبالطبع المشروع سيأخذ الحيز الأكبر من التقييم، وشرط أن يكون المشروع يعبر عن قدرة الشاب في تقديم شيء جديد في دولاب العمل الحكومي، وأن يكون مرتبط بالواقع المصري وليس وهميا أو يحلق نحو أشياء غير ملموسة على الأرض أو تخص دول أخرى.

معنى هذا أن الشاب لو قدم فكرة أو مشروع عبقري ولكن يفيد في دولة أخرى وليس مصر.. يكون شاب غير مؤهل للقيادة في مصر؟

البرنامج خاص بتمكين الشباب للقيادة في مصر، أما التمكين أو حزمة المهارات والمعلومات الإدارية فهي شبه موحدة في كل الدول ويمكن للشاب أن يستخدمها للعمل في أي دولة، ولكن الابتكار في مشروع التخرج لابد أن يكون مرتبطا بمصر وحل مشاكلها.

هناك انتقادات كثيرة لقصر البرنامج على الشباب الذين هم تحت سن الـ 30سنة.. فهل معنى هذا أن القيادة مستقبلا في مصر محجوزة لمن هم في هذا السن الآن دون غيرهم؟

لن تتخيل كم التساؤلات والطلبات التي تلقيناها عن سبب عدم فتح الباب لمن هم فوق الـ 30 سنة، ونحن حينما وضعنا البرنامج كان التفكير في من هم من 20 ألى 30 سنة، وليس معنى هذا أن من تخطوا الـ 30 سنة ليس لهم فرص، ولكن الفكرة حاليا أن نلحق السن الصغير، لأن الأكبر لديهم خبرة حياة وخبرة عملية.

ولكن من هم أكبر من 30 سنة يمكن أن يروا أنهم ظلموا لأنهم لم يحصلوا على نفس فرصة من هم أصغر منهم الآن وبالتالي الفرص غير متكافئة أو متساوية؟

هنا لازم نقوم بعمل برنامج آخر للسن الأكبر من 30 سنة، ولا يمكن أن نضعهم مع السن الأصغر لأن الخبرات ستكون متفاوتة.

معنى هذا أنه سيتم عمل برنامج مماثل لمن هم أكبر من 30 سنة؟

لا توجد وعود ونحن لا نلك القرار أو الوعد بشيء معين، نحن نسمع ونناقش ونعرض على الرئيس، والرئيس أعلن في خطابه بالكلية الحربية خلال احتفالات نصر أكتوبر الأخيرة أن هناك عزم لعمل برنامج خاص بالسن الأكبر من 30 سنة بناء على الشكاوي التي وردت، ولكن ننتظر لنرى نتيجة البرنامج الحالي أولا، فلا يمكن أن نبدأ في شيء جديد قبل أن ننجح في القائم فعلا ليكون نموذجا يتم تطبيقه.

هناك من شبه البرنامج بالتنظيم الطليعي الذي أسسه الرئيس عبد الناصر لخلق جيل سياسي يتبعه يتولى المناصب القيادية في الدولة؟

لا علاقة بينهما مطلقا، فالتنظيم الطليعي كان يتبع تنظيم سياسي وهو الاتحاد الاشتراكي وكان له اتجاه التبعية للسلطة، ولكن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ليس له اتجاه سياسي ولا يتبع أي تنظيم سياسي وليس هدفه السيطرة على السلطة أو احتكار المناصب، فهو برنامج تدريبي وتأهيلي يستفيد به الشباب وتستفيد به الدولة أو أي جهة حكومية أو غير حكومية.

معنى هذا أن المناصب القيادية لن تكون حكرا على خريجي هذا البرنامج دون غيرهم؟

بالطبع لن تكون حكرا عليهم، فنحن في نهاية البرنامج سنقيم حفل تخرج لكل دفعة وسنعزم فيه كل المعنيين من مسئولين حكوميين ووزراء وأصحاب أعمال وشركات خاصة، وفي رأيي أنه بعدما يشاهدوا مشاريع التخرج ويستمعون لشرح شباب البرنامج سيخطفونهم خطفا للعمل لديهم.

هم اللي هيخطفوهم ولا حضراتكم اللي هتطلبوا منهم ياخدوهم ويشغلوهم؟

إحنا مش برنامج توظيف، إحنا هنعزم الوزراء والمعنيين أو من يبحثون عن شباب لديهم خبرات وقدرات على العمل المهاري، ومن يعجبه اي منهم سيأخذه للعمل معه، وليس مهمة البرنامج ان من يحصل على شهادة منه يصبح معينا في وظيفة، ولكن الأمر متروك لموهبة كل شاب وقدراته وحاجة المعنيين، ولا توجد وعود بالتعيين لأي شاب في أي مكان.

ولكن ما هي الآليات التي ستضمنون بها أن المعنيين والمسئولين خطفوا هؤلاء الشباب للعمل لديهم اقتناعا وليس تملقا للسلطة أو تقربا منها ومحاولة إظهار أن كل ما تفعله مؤسسة الرئاسة والرئيس ناجح؟

من خلال تقييمنا نحن كمسئولين عن البرنامج، حيث أنني مسئولة التقييم به، وبالطبع لن يكون كل الخريجين متساوين في القدرات أو الدرجات، وبناء على تلك التقييمات ستظهر قدرات كل شاب للجميع ومن ثم لا مجال للتملق.

ولكن ما الضمان أن لا تكون هناك محسوبيات أو كوتة معينة لبعض المعارف أو أبناء الكبار؟

لا مجال للوساطة أو المحسوبية فالمعايير مجردة وتوضع على جهاز الكمبيوتر وهو من يختار الأساس ثم تأتي مراحل التقييم لم اختارهم الكمبيوتر بشكل أصم، ولكن ستكون هناك كوتة في المشتركين، والكوتة لها معايير وأسس أيضا، فمثلا نحن حتى الآن تقدم لنا عشرات الآلاف من الشباب، وهناك حوالي 50 ألف شاب انطبقت عليهم الشروط، ومن بينهم 71 % ذكور و29 % إناث، ومواليد 1988 هم أعلى نسبة وعمرهم الآن 27 سنة، أي السن الأكبر هو الأكثر إقبالا، وأيضا هناك اهتمام بالتوزيع الجغرافي حيث قدم من القاهر والجيزة 40 % ، الأسكندرية 8 % الشرقية 6 % والغربية 5 % والصعيد كله 12 % ، ونحن ننتظر نسب أكبر، وبعد وضع اختبارات معينة سيتم تحديد من قبلوا في الدفعة الأولى بناء على درجات معينة يحددها الكمبيوتر وفي كل دفعة ستكون هناك كوتة للذكور وكوتة للبنات وكوتة أيضا للتوزيع الجغرافي حسب عدد سكان كل محافظة، ومن تقدم للبرنامج ولم يلتحق بالدفعة الأولى لن نتجاهله فكل من تواصل معنا سنتواصل معه وسننظم لقاءات معهم كما سندعوهم لحضور بعض الفعاليات من أجل الاستفادة من الاحتكاك، وسنسمع منهم ونناقشهم، وأيضا لدينا خطة أن نقدم كل المادة التعليمية التي يشملها البرنامج عبر الانترنت لتتاح حتى لكل من لم يلتحق بالبرنامج، فالهدف إفادة أكبر قطاع من الشباب المصريين.

ولكن هناك عامل مهم وهو ان الكثير من الشباب في القرى ليس لديهم انترنت وبالتالي هم مظلومون ومحرومون من تلك الفرصة؟

خليني أكون أكثر وضوحا، من لا يملك مهارات الانترنت والكمبيوتر لن يستطيع الالتحاقبالبرنامج والاستفادة منه، ومن يريد أن يكون قائدا عليه أن يحاول ويطور أدواته وكل القرى إن لم يكن فيها انترت فهناك مدن قريبة منها فيها الانترنت، كما أن الانترنت متاح الآن على الهاتف المحمول، كما أننا نعمل على الوصول لكل شباب مصر عبر وسائل الإعلام، فالكل الآن يعرفبالبرنامج وعليه الاجتهاد للالتحاق به وإلا فلا يستحق أن يكون قائدا.

لو تحدثنا عن المسئولين بالبرنامج.. أغلبكم من الجامعة الأمريكية وهناك مسئولين بالمكتب الإعلامي للرئيس أيضا من خارجي الجامعة الأمريكية وكذلك مسئولين بالمجالس المتخصصة.. فالبعض يطلق الآن تعبير “تنظيم الجامعة الأمريكية بالرئاسة أو شلة الجامعة الأمريكية بالرئاسة”.. وأنهم يتحكمون في الاختيارات وتكون كل الشخصيات القائمة بالمشاريع الرئاسية من معارفهم وخريجي الجامعة الأمريكية دون غيرهم.. ما ردكم على هذا الكلام؟

يمكن هذا الكلام مثاره أنني والدكتور طارق شوقي أمين المجالس الرئاسية المتخصصة موجودين بالبرنامج ونحن من المسئولين بالجامعة الأمريكية، ولكن اختياري على سبيل المثال لم تحكمه المعرفة أو الشلة كما يقال، فأنا عميد كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية وتخصصي هوالتقييم وأنا مسئولة التقييم بالبرنامج، والتقييم أمر مهم جدا في مثل هذه المشاريع، ومن ثم فتم اختياري لتخصصي وليس لأنني من الجامعة الأمريكية أو أعرف الدكتور طارق، أما الكلام عن أن أغلب المسئولين بالرئاسة من الجامعة الأمريكية فهذه يمكن ان يكون منبعه ان خريجي الجامعة الأمريكية لديهم مهارات مطلوبة، فليس معقولا أن أي جهة ستنظر لمسمى المكان الذي تختار منه مسئوليها دون أن تنظر لمهارات هؤلاء المسئولون أنفسهم، فالحاجة هي معيار الاختيار وليس شلة أو تنظيم أو سيطرة أو احتكار.

ولكن هناك مخاوف من أن تكون معايير الجامعة الأمريكية هي الحاكم لاختيار الشباب الذين يلتحقونبالبرنامج الرئاسي؟

هذا تخوف غير منطقي، فالجامعة الأمريكية يدخلها ويأخذ فيها دورات شباب مصر من كل الفئات والطبقات والمدن والقرى، وطلابها لم يهبطوا من كوكب آخر، كما أن الكوتة المخصصة للمحافظات ستقضي على هذا التخوف.

اقـرأ أيـضـًا:

رولا خرسا للحسيني عن حسام سويلم: اعتبره أبوك يا أخي

إبراهيم عيسى: السكاكين لن تحرر فلسطين

حنان شوقي للمتحدث باسم “الصحب وآل البيت”: كفاية سفالة

ضيف الإبراشي الثائر ضد السبكي.. يؤيد مبارك ويتظاهر في التحرير(!)

جماهيرية غادة عبد الرازق لن تنقذ Arab casting

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا