نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا رصدت فيه أحوال الفلسطينيين بعد ما يقرب من 4 أشهر من القصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنه تقلص بمقدار الثلثين عن ذي قبل، فضلًا عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع.
أشار التقرير إلى أن الفلسطينيين يفرون من قطاع يتقلص باستمرار مع دخول الهجوم الإسرائيلي شهره الرابع، حيث يطلب جيش الاحتلال من سكان غزة مغادرة المزيد من المناطق التي يقول إنها "غير آمنة".
نرشح لك: سامح شكري: المساعدات الإنسانية لغزة تواجه تعطيلا من إسرائيل
وتقول وكالة الأمم المتحدة إن التحذيرات الإسرائيلية تدفع الناس إلى التمركز في ثلث القطاع فقط، ما أدى، في الواقع، إلى تقلص مساحة الأرض المتاحة لسكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى مساحة أكبر قليلاً من منطقة برونكس، أحد أحياء مدينة نيويورك.
تدهور أوضاع الفلسطينين
فيما يتعلق بأحوال الفلسطينيين، فقد أفاد تقرير وول ستريت جورنال أن أولئك الذين يفرون في عمليات الإخلاء يواجهون حالة من الارتباك والإرهاق أكثر من ذي قبل، وذلك بسبب قطع أنظمة الإنترنت والاتصالات، فضلًا عن منع إسرائيل دخول الوقود للسيارات، لذلك يلجأ سكان غزة إلى عربات تجرها الدواب.
وفي محاولة للنجاة من وابل القصف المستمر، يلجأ السكان للاختباء في مباني مهجورة، وينامون في الشوارع، أو يندفعون إلى المدارس المزدحمة بالفعل التي تديرها الأمم المتحدة والتي تُستخدم كملاجئ أيضًا، في حين تعلن جماعات الإغاثة عن انتشار أمراض مثل التهاب الكبد، بسبب ندرة الطعام ومياه الشرب النظيفة، كما يقوم سكان غزة بقطع الأشجار للحصول على الحطب لإشعال النيران للأغراض الحياتية المختلفة.
الإجلاء الممنهج للمدنيين
نقطة أخرى تطرق إليها التقرير، وهي الإجلاء التنظيمي والممنهج من الجيش الإسرائيلي لسكان غزة نحو مناطق بعينها، أبرزهت مدينة رفح في الطرف الجنوبي من القطاع المجاور لمصر، حيث قالت إحدى العائلات النازحة للصحيفة بعد تهجيرهم من مخيم لآخر: "رفح مزدحمة للغاية لدرجة أننا بالكاد نتمكن من العثور على مكان لنصب خيمة".
وفي هذا السياق، تقول الأمم المتحدة إن حوالي 1.9 مليون شخص، أو 85% من سكان القطاع نزحوا بسبب الحرب، يتكدس مليون منهم في رفح، وهي المنطقة التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 275 ألف نسمة فقط، والتي أصبحت الآن مركز الأزمة الإنسانية.
عقبات إيصال المساعدات
وتقول الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى إنها تواجه العديد من العقبات في إيصال المساعدات إلى وسط وشمال غزة بسبب القتال، وحتى في رفح، التي تصل إليها وكالات الإغاثة بسهولة أكبر، تتعرض العمليات الإنسانية فيها لضغوط هائلة بسبب نقص الإمدادات والتحديات الأخرى التي تفرضها الحرب.
في هذا الصدد، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: "المجتمع الإنساني أمام مهمة مستحيلة تتمثل في دعم أكثر من مليوني شخص، حتى مع مقتل وتشريد العديد منهم، واستمرار انقطاع الاتصالات، وتضرر الطرق، وإطلاق النار على قوافل المساعدات"، واصفًا الوضع هناك قائلًا إن "فرص البقاء على قيد الحياة تكاد تكون معدومة".