تحدث الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المُقارن بجامعة الأزهر، عن الانتماء الوطني وأهميته في الإسلام، موضحًا مواقف من حياة رسول الله صل عليه وسلم تُظهر حُبه وانتماءه لبلده مكة.
قال "كريمة" خلال لقاءه مع الإعلامي يوسف الحسيني في برنامج "التاسعة" المُذاع عبر القناة "الأولى المصرية"، إن منذ اللحظات الأولى لحياة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، إلى لحظات مفارقته لهذه الدنيا، كانت كل جزيئات حياته انتماء وطني يدل على الوفاء والصدق ومحبة الخير للناس جميعًا.
تابع أنه عندما هاجر من مكة إلى المدينة، وفي ليلة أو صبيحة الهجرة، كان يُناجي الهضاب والجبال والوديان، ويُنادي مكة أنها أحب البلاد إليه ولولا أن قومها أخرجوها ما خرج، موضحًا أنه لم يخرج طواعيةً وأنما انتقل مُكرهًا، ففي ظاهر ما فعله ترك وطنه، ولكن الحقيقة أن في باطن الأمرأنه قام بحماية وطنه وحافظ عليه.
أردف أنه خلال تواجد الرسول صل الله عليه وسلم في المدينة، أرسل إليه أبو سفيان بن حرب وكان زعيم المحاربين للإسلام ولرسوله والمسلمين، وقال له إن أهل مكة يأكلون الجيف وأوراق الشجر من مجاعةٍ ألمت بهم، فقرر إرسال 12 ألف درهمًا لهم لشراء المؤن الغذائية اللازمة.
أضاف أنه في فتح مكة لما بلغ النبي صل الله عليه وسلم أن أحد الأنصار يتوعد أهل مكة بأن اليوم هو يوم الملحمة ويوم تُذل فيه قريش، فطلب الرسول من سيدنا علي بن أبي طالب أن يأخذ منه اللواء، ثم نادي وقال: "يا علي، اليوم يوم المرحمة، يوم تُعز فيه قريش وتوصل فيه الرحم"، ثم قال لأهل مكة الذين أخرجوه وكايدوه وقتلوا أحباءه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تسريب عليكم".
أكمل أن هذا هو الانتماء الوطني الذي يدل على النفس النورانية، أما أن إنسانًا يتشفى في وطنه ويُخطط ويتآمرعليه ويكون عميلًا ضدها، فهذه نفس ظلامية لا تُحسب على الإسلام، أنما الانتماء الوطني يجعل الإنسان حتى إذا واجه صعابًا وأزماتٍ، ولكن يبقى الإنسان أصيلًا لمكان ولد وتربى فيه، قائلًا: "لعل من يُغرد خارج السرب، خذ من رسول الله العبرة والعظة وانتمي لوطنك مصر الغالية".
أحمد كريمة: الانتماء الوطني يجعل الإنسان أصيلًا