يوافق اليوم 14 فبراير، عيد الحب العالمي، والذي يعتبره الكثيرون مناسبة مميزة للتعبير من خلاله عن مشاعرهم، ومشاركة قصص حبهم.
وبالتزامن مع هذا الاحتفاء، تواصل "إعلام دوت كوم" مع مجموعة من الكتاب، لمعرفة هل شاركوا من قبل قصص حبهم الحقيقية في أعمالهم الأدبية، وهل تخيلوا في إحدى المرات فتى - فتاة أحلامهم خلال كتابتهم لعملهم الأدبي.
أخبرنا الكاتب أحمد المرسي أنه لم يتخيل من قبل فتاة أحلامه خلال كتابته لأي عمل أدبي، لأنه يُبعد أموره العاطفية عن العمل الأدبيز
أحمد المرسي
وبدأ الكاتب محمد إسماعيل عمر حديثه بمقولة "هكذا وصف الحب من كتب فيه أبياتا وأبيات". وأوضح: آثرت البدء بهذا الاقتباس عن الشاعر الراحل نزار قباني لتماس معناه مع فكري. فالحب هو بعض من الخيال ننميه داخلنا ونبثه داخل الطرف الآخر بالاهتمام، ولو كففنا عن تخيله لمات. والناس تنتهج هذا السلوك لحاجتهم للشعور بدفء يساعدهم على الاستمرار، ولهذا لا أراه وحده كافيًا لدفع أحداث رواية إلى الأمام، لكنه صالح كأحد العوامل المساعدة في النصوص الأدبية.
تابع: وحيث أني لا أُصنف كقارئ للروايات الرومانسية فأنا بالتبعية لا أكتبها. وإن كتبت عن الحب فلا أجعله الحدث المحرك للرواية وهو دائما عندي جزء من المشكلة لا الحل ولا يعبر ذلك عن رأي شخصي بل عن ذائقة أدبية لا تميل للون العاطفي.
محمد إسماعيل عمر
تقول الكاتبة شيرين سامي أنها دائما في قصة حب، بصرف النظر عن ما تمر به. وتضيف: "حتى أنني لا أشعر باستدعاء المشاعر لأنها حاضرة دائما، أحيانا الحلو منها وأحيانا المؤلم والصعب، لا أستطيع أن أتخيل كتابتي من دون تفاصيل قصص الحب التي لا ينتبه لها أحد، وليس بالضرورة أن يكون الحب بشكله المتعارف عليه لكن نسيجه موجود دائما بين طيات الحكاية".
وفيما يتعلق بكتابتها عن فتى الأحلام، أشارت: "فتى أحلامي ليس بشخص مثالي في الحقيقة، لأنه لا يوجد أشخاص مثاليون، ولأنني أحب كتابة شخصيات لها علات، لكنني أستطيع أن أجعل البطلة تراه بشكل مثالي وأستطيع أن أجعل القارئ يقع في حبه معي مهما كانت علاته، لأني بالتأكيد وقعت في حبه قبل البطلة".
شيرين سامي
ترى الكاتبة إيمان جبل إنها لا تستدعي قصة حبها استدعاءً كاملًا، بل شرارة مرتبكة. وتضيف: لا أعتقد أن بإمكان أحد التقاطها إلا صاحبها. ربما في المستقبل سأحب أن أكتب عنها، عن الحكاية الأصلية.. ولا أرمي بكلمة حكاية على إنسان بعينه، بل الحكاية التي رسمتْ لي صورتي الذهنية عن الحب. تتابع: الحكاية التي أكون فيها كما أنا، على حقيقتي، بلغتي، بحساسيتي.. دون ذرة ادعاء واحدة أو خوف.ربما تكون حكاية حقيقية، وربما لا.. ولكن في كل الأحوال أضمن أني سأكتب حكاية صادقة.
وفيما يتعلق بالكتابة عن فتى أحلامها، قالت إن شخصية عاصم فريد في روايتها "لعبة البيت"، تعتقد أنها تُشبهها. وتواصل: أعتقد أنه قد خرج مني، حبيب يغالب الزمن بقسوته وجبروته وعنفه، وفي المقام الأول يصبر على الحب حين يكون غبيًا، حين يكون متعنتًا، يصبر عليه حتى حين يموت. ورغم المثالية التي قد تبدو عليها شخصية عاصم، إلا أن تكوينها بسيط.. وفي قصة جديدة ربما أطوّر هذه الشخصية لتكافئ تصوّري المركب عن الحب، التصور الذي لم يكتمل بعد.
إيمان جبل
من جانبها تؤكد الكاتبة نهلة كرم، أنها لم تلجأ للكتابة عن فارس أحلامها في عمل أدبي من قبل، ولكن لو كان هناك فارس أحلام في أعمالها فستكون شخصية "زياد" في رواية "على فراش فرويد"، وتراه شخصية متفتحة ومثقفة وداعمة.
نهلة كرم
بينما الكاتبة نورا ناجي، توضح أن الفكرة ليست في استدعاء قصص الحب، لأن كل ما تكتبه يكون من ذاكرتها سواء عايشتها أو سمعت بها أو قرأت عنها. وإن كتبت عن حدث ما يكون مضافا إليه الخيال ولا تضع الأحداث كما حدثت بالفعل. وتشير إلى أن شخصية "تيو" في رواية "الجدار" قد يكون هو فتى أحلامها لأنه شخص متفهم وداعم.
نورا ناجي
لفتت الكاتبة شيرين هنائي إلى أنها لم تكتب من قبل عن فارس أحلامها في عمل أدبي، لكن هناك نماذج رجالية في أعمالها كانت سترتبط بمثلها لو كان وقع اللقاء بينهما. ومن أهم تلك الشخصيات هي شخصية "واكد" في رواية "ملاعيب الظل"، وكذلك "توماسينو" في رواية "صدأ".
شيرين هنائي
تقول الكاتبة مروى جوهر، إنها لم تستدعِ تجربة عاطفية عاشتها في أيا من الروايات، وتواصل: "ربما فعلت في المستقبل لا أدري". وتشير: مواصفات فتى أحلامي رأيت الكثير منها في شخصية "الشيخ القنائي" في رواية "يحدث ليلا في الغرفة المغلقة. وتواصل: "أما (يونس) في رواية (النوم الأسود) فكانت شخصيته كما ينبغي أن يكون الرجل، ووردت إليّ رسائل كثيرة تسألني عما إذا كان شخصية حقيقية".
مروى جوهر
أما الكاتب محمد عبد العال الخطيب، فيشير إلى أن روايته "حارة الصوفي" استدعى خلالها بعض مشاعر الحب التي عايشها، من خلال قصة الرجل والمرأة في الستينيات من عمرهما. وأشارت الرواية إلى أن الحب له القدرة على كسر أي قيود ولا منطق معه فهو من يصنع قواعده.
محمد عبد العال الخطيب
وفي لافتة مختلفة، قال إنه أهدى روايته "حارة الصوفي" لروح والدته، ويرى أن حب الأم لا يضاهي أي حب.
تطرق الكاتب عمرو حسين إلى أنه كتب أجزاء من قصص حب مر بها، في كل أعماله الأدبية.
عمرو حسين
تشير الكاتبة ضحى صلاح: عندما أفكر في عملي الأدبي الأول لا أتذكر أنني اقتبست شيئًا من واقعي فيه، كانت حياتي مغلقة لفترة طويل بل إن قصص الحب التي مررت بها في مراهقتي ومرحلتي الجامعية كانت ساذجة للغاية ولا تمثل أي مادة أدبية ذات قيمة، لذلك كنت أقتبس وأتأثر بالعلاقات المحيطة بي وليس علاقاتي الخاصة.
تتابع: لم أضع شخصًا مثاليًّا في رواياتي، لا ذكر أو أنثى، وفي معظم الأوقات أشعر بالكراهية ناحية أبطالي ما أن أنتهي من كتابة الرواية، بل أشعر بالغرابة الشديدة إن أخبرتني قارئة أنها أحبت أحد أبطالي.
ضحى صلاح
أما الكاتبة نهى عودة، نوّهت أنها في ثلاثيتها "عن العشق والسفر" التي تُصنف كأدب رحلات، تخللها بعض من سيرتها الذاتية، وكان يُضفر الحكايات في الكتاب "العشق" ليربط بينهم. ففي الجزء الأول تحدثت عن صندوق الذكريات الذي جمعني بزوجي أيمن حويرة، وفي الجزء الثاني تحدثت عن رسائل كتبناها وتركناها في البحر وبه جزء خيالي بأننا نستعيد تلك الذكريات بعد 50 عاما، وفي الجزء الثالث تحدثت عن قصة ارتباطنا وأحلامنا التي بدأت كبيرة رغم صعوبة الظروف واستحالتها.
نهى عودة
تقول نوران خالد إنها لم تستدعِ قصة حب مرت بها من قبل في أعمالها. وفيما يتعلق بشخصية فارس الأحلام، أوضحت أنها قد تكون شخصية "يحيى" في رواية "طرد يصل متأخرا"، التي كتبتها في سن صغير وكانت شخصية يحيى تُشبه ما في خيالها عن فارس الأحلام الذي كانت تتمناه في تلك الفترة.
نوران خالدتوضح الكاتبة مروة سمير، أنه من الأكيد أن كل كاتب يلجأ لمخزون مشاعره في أي موقف يكتبه، ويستعيد تجاربه الخاصة حتى لو غير متطابقة لكنها تحمل نفس المشاعر ليعبر عنها بصدق والقارئ يشعر بصدق الشخصية والمشاعر المكتوبة.
مروة سمير
توضح الكاتبة رحمة ضياء أنها لم تكتب عن شخصية مثالية في أعمالها، وتردف: "لأنه لا يوجد إنسان مثالي سواء رجل أو امرأة، أحب أن أصور الشخصيات حقيقية قدر الإمكان، بها مزايا وعيوب، مساحات مضيئة وأخرى مظلمة، ولأن طبيعة الأعمال التي قدمتها لم يكن فيها مساحة لذلك".
رحمة ضياء