على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي، ناقشت ندوة استضافها سوق الفيلم الأوروبي صناعة السينما في أفريقيا، مشيرًا إلى أنها تركت بصمتها على الساحة العالمية، من خلال ثلاثة أفلام تشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي هذا العام.
إلى جانب هذا التأثير للسينما الأفريقية، لكن دارت المناقشة أيضًا حول كيفية إعطاء الفرصة لإمكانات القارة الأفريقية التي لم تُستغل بعد، وهو السؤال الذي كان يدور في أذهان الكثيرين في الندوة، وفقًا لمجلة فارايتي.
نرشح لك: رمضان 2024.. تعرف على نجمات مسلسل "الحشاشين"
في إطار تلك الجهود، أعلن المشاركون في الندوة عن إطلاق AfroBerlin، وذلك لتوفير منصة لصانعي الأفلام من أفريقيا والمغتربين، لإيجاد مكان يمكنهم من خلاله تبادل القصص والخبرات والاستماع إليهم.
أشار تقرير مجلة فارايتي أيضًا إلى أن الحدث جمع متخصصين في صناعة السينما الأفريقية مع نظرائهم في أوروبا وخارجها، مما يؤكد مدى نجاح صناعات السينما الأفريقية، المهمشة في كثير من الأحيان، في رفع مكانتها الدولية، من خلال رواية المزيد من القصص الأفريقية.
في السياق ذاته، يمثل هذا العام في مهرجان برلين مشاركة واسعة لصناع الأفلام الأفارقة، حيث يتنافس فيلم "Black Tea" للمخرج الموريتاني المالي عبد الرحمن سيساكو، وفيلم "Dahomey" للمخرج الفرنسي السنغالي ماتي ديوب، بالإضافة إلى فيلم "Pepe" للمخرج نيلسون كارلوس دي لوس سانتوس أرياس، وهو إنتاج مشترك بين جمهورية الدومينيكان وناميبيا وألمانيا.
وفي الوقت نفسه، تترأس لجنة التحكيم في مهرجان برلين الممثلة لوبيتا نيونغو، التي نشأت في كينيا، والتي يعد صعودها إلى قائمة المشاهير في هوليوود مصدر فخر وإلهام للعديد من المواهب الأفريقية الصاعدة.
سلطت المناقشة الضوء أيضًا على ديناميكية الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في أفريقيا، فضلاً عن التحديات التي يواجهها صانعو الأفلام هناك في وقت أثرت فيه الأزمات العالمية والاقتصادية على صناعات السينما في جميع أنحاء العالم.
في ظل تلك الأزمات، أشار صناع الأفلام إلى أن التحدي الأكبر لديهم هو إيجاد طريقة لخلق فرص التمويل في أفريقيا، حيث يحاول المنتجون الاستفادة من مستثمري القطاع الخاص والشركات الخاصة، فضلًا عن زيادة الإنفاق من منصات البث العالمية، على الرغم من تضاؤل هذه الخطة في ضوء قرار أمازون الشهر الماضي بالضغط مؤقتًا على إنتاج المحتوى الأصلي في أفريقيا.
على الرغم من تلك العقبات، لكن أكد المشاركون كذلك عن وجود الكثير من الفرص في اتجاه آخر، من خلال الصعود القوي لسوق الإنتاج السعودي المتطور، خاصةً أنه حريص على المشاركة والتعاون بشكل أكبر مع صناعة السينما الأفريقية، من خلال أدوات التمويل المختلفة مثل صندوق البحر الأحمر للأفلام.