تحدث الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، عن الجدل المُثار حول الاحتفال بليلة النصف الشعبان، واصفًا إياه بأنه نمط من الثقافة المغلوطة.
قال "الأزهري" خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" المُذاع عبر شاشة "dmc"، إن هذا جدل تتجدد إثارته في كل موسم، ويُشكل في نظره نمط من الثقافة المغلوطة التي فيها بقايا تأثُر بتيارات التطرف، موضحًا أنه في ليلة المولد النبوي بيتجدد الجدل حول الاحتفال بها، وكذلك ليلة الإسراء والمعراج، وإحياء ليلة النصف من شعبان، مُتسائلين حول هل هذا بدعة أم عمل صحيح؟.
نرشح لك: بسبب الأزمة الاقتصادية.. أسامة الأزهري يحذر: بلاش جشع
ووجه رسالة للمُشاهدين بضرورة تجاوز مثل هذا النمط من الجدل الذي يُحول مواسم الخير ونفحات المولى من أوقات تُغتنم وتنهض فيها الهمم إلى المسابقة في الطاعة، إلى أوقات يتم الانشغال فيها بالجدل حول التعبد فيه والتهنئة بها، مُشيرًا إلى أهمية طوي صفحة هذه الطريقة من التفكير، وتعظيم الاستفادة من الأوقات الشريفة الفاضلة.
أردف أن الإمام البيهقي قام بتأليف كتابًا وأسماه "فضائل الأوقات"، تدور فكرته حول ترقب ورصد واهتمام الإنسان باغتنام كل وقت فيه مظلة نفحة إلهية، ولو على سبيل التقريب والظن، فيُدرك ما هو ثابت من الأوقات الشريفة الفاضلة مثل يوم الجمعة ووقت السحر وأيام العيدين وليلة القدر، حتى نصل إلى ما هو فيه نوع خلاف مثل إحياء ليلة النصف من الشعبان.
أضاف أن على المسلم جعل جميع شأنه في كل الأوقات طاعة، بخاصةً في الأوقات التي هي مظلة الإجابة، موضحًا أنه الأمام البيهقي روى عن الإمام الشافعي في سننه، أنه قال: "بلغني أن 5 ليالٍ يُستجاب فيها الدعاء، فذكر ليلة الجمعة، وأول رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتي عيد الفطر والأضحى"، حيث نجد في الأحاديث النبوية كمًا ضخمًا من فضل ليلة النصف من شعبان، بعضها صحيح وبعضها ضعيف والآخر شديد الضعف، لافتًا إلى وجود حالة إجمالية في الشريعة الإسلامية لا تُنكر.