تحدث الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المُقارن بجامعة الأزهر، عن أهمية الإيثار وفعل الخيرات، موضحًا أن العمل الوحيد في القرآن الكريم الذي يتساوى فيه الأجر مع الشهداء، هو الإنفاق في سبيل الله.
بدأ "كريمة" حديثه مع الإعلامي يوسف الحسيني في برنامج "التاسعة" المذاع عبر شاشة القناة الأولى المصرية، بالاستشهاد بالآية الكريمة "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا".
وذكر أنه من المأثور عن سيدنا موسى عليه السلام، قال اله تعالى" "يا موسى إن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته، ولو سألني علاقة سوط من الدنيا لم أعطه منها، ليس ذلك من هوان له علي، ولكن أردت أن أدخر له في دار كرامتي، يا موسى ما ألجأت الفقراء إلى الأغنياء بأن ضاقت خزائني أو لم تسعهم رحمتي، ولكن ألجأت الفقراء للأغنياء، لأنظر الأغنياء كيف يُسارعون للفقراء، يا موسى كُن للفقير كنزًا، وللضعيف حصنًا، وللمستغيث غيثًا، أكُن لك في الشدة صاحبًا وفي الوحدة أنيسًا، وأكلأك في ليلك ونهارك".
أضاف أنه توجد مقولة من الإسرائيليات، تقول: "اللي عايزه البيت مُحرم على الجامع"، وهذا خطأ، فأن ما قام الإيثار في سورة الحشر: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، مُشيرًا إلى أنه عندما هاجر المهاجرون وتركوا أموالهم العينية والعقارية والنقدية في مكة، عرض عليهم الأنصار تقاسم أملاكهم معهم.
تابع أنه لا يُحب تسمية موائد الرحمن الموجودة في الطرقات والشوارع بهذا الاسم، رغم احترامه وحُسن ظنه بها، واستشهد بقول الله تعالى: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"، لافتًا إلى أنه يُفضل أن يأتي الشخص بحقيبة كيس يضع فيها دجاجة أو نصف كيلو لحم، مع خضروات، أرز أو مكرونة أو 10 أرغفة، ويقوم بتوزيعها بدلًا من الموائد، موضحًا أن العمل الوحيد في القرآن الكريم الذي يتساوى فيه الأجر مع الشهداء، هو الإنفاق في سبيل الله.