أهم ما يميز العمل هو "بذل المجهود" في صناعة "الكوميديا" وشاهدنا ذلك في كيفية (إنشاء مواقف) يخرج منها كوميديا بعيدة كل البعد عن الاستسهال الذي أصبح آفة الأعمال الكوميدية مؤخراً معتمدة على افيهات "السوشيال ميديا" أو استهلاك افيهات قديمة مرة أخرى بعد نجاحها.. في "أشغال شقة" تم صناعة كوميديا متقنة من خلال حدوتة تتسم بنوع "الرومانسي الكوميدي" متفرع منه كافة أنواع الكوميديا من كوميديا "الهزل" (مشهد إقبال العائلة على طعام مساعدة المنزل "فاطمة" ايمان السيد) حتى "الكوميديا السوداء" (مشهد أكل كبد شخص متوفي ومشهد دفن مساعدة المنزل "تيتة صافية" إنعام سالوسة).
فتلك التركيبة من دمج أنواع الكوميديا من "السخرية العامة" (للسخرية من المجتمع) كالسخرية من (إدمان الترند) ومن يعملون بتلك المهنة "للهزل" "للكوميديا السوداء" تُرجمت على شاشة بأنه تم بذل مجهود لصناعة عمل يجعل المُشاهد يضحك لا يبتسم فقط كحال الأعمال الكوميدية مؤخرا.
نرشح لك: ملخص الحلقة الثامنة من مسلسل "أشغال شقة"
ما ساعد في ذلك أيضاً هو أن مخرج النص هو أحد كُتابه "خالد دياب" ويحسب له ولأخته "شيرين دياب" التنوع في الكتابة ما بين عمل درامي ملحمي رمضان 2023 "تحت الوصاية" لعمل كوميدي اجتماعي هذا العام.
في أفضل فترات السينما والدراما الكوميدية كان يثمن دور "السنيد" لأنه أساس انعكاس الايفيه للبطل وفي الفترة الذهبية للأعمال الكوميديا كان يوجد أسماء فطاحل في هذا الدور مثل "ماجد الكدواني" و"طلعت زكريا" و"محمد لطفي" و"إدوارد" ومن أسباب تردي الكوميديا الفترة الأخيرة، هو غياب الاهتمام بتسكين دور "السنيد" الذي أصبح الاعتماد على تسكينه بأبطال "مسرح مصر" في أغلب الأوقات كـ "محمد أنور" و"محمد عبد الرحمن" و"حمدي الميرغني" وفي حقيقة الأمر فإن كانوا مقبولين فنياً فإنهم لم يستطيعوا أن يأتوا بنفس أداءات هؤلاء الفطاحل القدامى.. حتى ظهر "مصطفي غريب" في هذا الدور "عربي" صديق "الدكتور حمدي" هشام ماجد الذي يتسبب في مشاكل له (تخلق) مواقف يخرج منها (الايفيه) بشكل تلقائي ومن ثم الضحك.
يتميز "هشام ماجد" بالإلقاء المفاجئ للايفيه وربما تلك الميزة ما تميزه عن "شيكو" و"أحمد فهمي" ولكل أحد فيهما ميزة تميزه عن الآخر جعلت منهما أهم وأقوى تركيبة كوميدية في مصر منذ ستة عشر عاما بداية من ظهورهم الأول في "ورقة شفرة" لعام 2008، فلم يختل ميزانهم الكوميدي من وقتها حتى الآن مثل نجوم كبار.
وإن نظرنا على كل نجم فيهم على حدة فيجب تقييم أعمالهم الفردية التي تخسر من قوة التركيبة و"هشام" نجح في الحفاظ على مستواه الكوميدي في تجربته السينمائية الفردية بفيلمين "تسليم اهالي" وهو الأفضل و"حامل اللقب" الذي كان مقبولاً وأخيراً الدراما الكوميدية "أشغال شقة" الذي أثبت به نفسه مرة أخرى وحيدا.