في لحظاتها الأخيرة كإنسية.. تلقى ضميرها ضربات مؤلمة متتالية بسوط نسجته كلمات شيطان مخادع تهيأ في صورة والدتها المقتولة غدرا، وصارعت الحقيقة بداخلها تلك الخيالات المظلمة التي ضللتها لأيام طويلة، لتجيب قائلة "أنا في وعيي إنتي مش أمي".
تبدد الصورة المزيفة لوالدتها كشفت عن ملامح دميمة لشيطان متحكم حمل من اسمه نصيب لكل من قابله.. "موت" أجبر "هبة" شقيقة الشيخ صابر بمسلسل "المداح.. أسطورة العودة"، الذي يعرض حاليا ضمن الموسم الرمضاني، على أن تطعن جسدها بواسطة قوته الخفية حتى الموت.
كواليس مشهد قتلها
ذلك المشهد صنفته الفنانة هلا السعيد، التي جسدت دور "هبة"، في حوارها مع موقع "إعلام دوت كوم"، على أنه من أصعب المشاهد التي قدمتها خلال العمل من حيث التحضيرات، إذ تم تصويره على مدار 5 أو 6 ساعات تم فيها إعادته عدة مرات لعمل لقطات من زوايا مختلفة، وهذا ما تطلب منها تبديل ملابسها مرارا وتكرار بعد ابتلالها بالدم المزيف، والذي تم ضخه بحرافية شديدة من خلال أنبوب يتم طعن منطقة محددة فيه تسمح بتدفق السائل بعد ذلك.
أكدت "السعيد" أن مقتل "هبة" ضمن أحداث الجزء الرابع للمسلسل، كان تصرفا موفقا من صناع العمل، إذ أن الخطوط الدرامية العريضة والمؤثرة للشخصية تم استعراضها في الموسم الثالث، لذا فمن الجيد أن تنتهي عند هذا الحد، وأن يتخذ ظهورها في الحلقات التي تليها شكلا جديدا من خلال ظهورها كشبح أو في الأحلام.
مشهد أثر في فريق العمل
من بين المشاهد التي تطلبت مجهودا ذهنيا كبيرا للتحضير لها قبل تجسديها على الشاشة، ذلك الذي ظهرت فيه وهي جالسة تدندن مع فيديو للدكتور "سميح" أسفل البطانية على السرير، موضحة أنها ظلت تفكر فيما يمكن أن تسمعه في خيالها لحظة دوران الكاميرا وتدربت على الطريقة التي تسمح بتوسيع وتضيق حدقة عينها وكأنها تنظر في دوائر حتى تظهر أكثر مصداقية بالنسبة لشخص جُذب عقله من قِبل الجن، وهو ما نجح بالفعل، إذ أكدت أن كل فريق العمل تأثروا كثيرا بالمشهد عقد انتهاء تصويره.
فيما عقدت "السعيد" مقارنة بسيطة كشفت من خلالها عن الاختلافات التي حرص صناع العمل على إظهارها في "هبة" هذا الموسم، لأنها حملت الكثير من الخطوط الدرامية، لذا كان لا بد أن تكون مختلفة في الجزء الرابع، وهذا ظهر من خلال جعل شخصيتها تبدو وكأن هناك من يحركها ويتحكم فيها.
الاعتماد على الخيال تجنبا لتجربة المس الحقيقية
في نفس السياق، أشارت إلى أنها تخوفت العام الماضي من تفاصيل شخصيتها، إذ كانت صعبة بالنسبة لها قبل أن تتقنها، والصعوبة هنا كانت نابعة من خوفها من ألا تكون مقنعة للجمهور، لكن ما كان يطمئنها هو عملها مع مخرج على قدر كبير من الدراية والمعرفة مثل أحمد سمير فرج، كما لفتت إلى أن مشاهدها بالجزء الثالث تسبب لها بآلام جسدية نتيجة التشنجات والصريخ وسقوطها وارتطامها بالأرض.
التحضير لتلك المرحلة من شخصية هبة، كشفت هلا السعيد كواليسه، حيث قالت إنها تحدثت مع المخرج أحمد سمير فرج، حول تصوره عن تصرفات شقيقة صابر بعد أن يمسسها الجن، وهو ما اتفق مع تصورها الشخصي بشأن الأداء، موضحة أن أبرز ما فكرت به حينها هو طريقة نظرات العين والتشنجات التي تلحق بجسدها، لافتة إلى أنها حينما لجأت لشخص سبق وأن تعامل مع حالات المس في الحقيقة، أكد لها أن الفكرة التي تبنتها حول الآداء صحيحة تماما، لافتة إلى أنه عرض أن يُريها حالة على أرض الواقع، لكنها خشيت من التجربة وفضلت الاعتماد على مخيلتها.
أضافت، أنها بعد تجسيد الدور علمت أن هناك بعض معارفها كانوا قد تعرضوا لحالات مشابهة، وأكدوا لها أن أدائها كان صادقا للغاية، مشيرة إلى أن اندماجها في الدور أثر عليها في الحقيقة بعض الشيء إذ كثيرا ما شعرت بالضيق والألم في جسدها نتيجة مكوثها لساعات طويلة في مود الشخصية سواء أمام الكاميرات أو بعيدا عن أجواء التصوير.
صعوبات العمل
من بين الصعوبات التي تحدثت عنها، هو قيام صناع العمل بالتصوير في مواعيد متأخرة، أو في طقس بارد، أو في أماكن بها حشرات مثل الناموس نتيجة تواجدها بجوار الترع.
لكنها رغم ذلك، أكدت أنها استمتعت كثيرا في كواليس تصوير المسلسل الذي جعل من فريق العمل وكأنهم عائلة واحدة، لافتة إلى أنها في أوقات كثيرة تشتاق إليهم، لذا تذهب لتلتقيهم حتى وإن لم يكن لديها تصوير.
نرشح لك: مؤلف ترنيمة الجن بمسلسل "المداح": ليست طلاسم لكنها رسالة من الجن
في سياق آخر، كشفت أنها لا تحب أن تشاهد أعمالها عادة، إلا أن "المداح" دائما مع تُقبل على مشاهدته أكثر من مرة، ومن بين المشاهد التي حرصت أن تشاهده بصحبة والدتها، ذلك الذي قُتلت فيه قبل عدة حلقات، إلا أن والدتها لم تتمالك نفسها في البداية وبكت رغم تواجدها بجوارها.