تحدث الداعية مصطفى حسني، عن معنى الحياء والفرق بينه وبين الإحراج الزائد والجرأة المبتذلة.
قال "حسني"، في برنامجه "بصير" المُذاع عبر شاشة "ON"، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل دين خُلُق، وخُلُق الإسلام الحياء"، لافتًا إلى ضرورة معرفة كيفية إدارة هذا الخُلُق وتعلمه وممارسته لأن العفة والحياء هما من يُحافظان على القلب وصلته بالله عز وجل.
تابع أن الجرأة الزائدة والابتذال والتفحش أي سوء الأدب الزائد عن اللزوم، يُظلمون القلب، ونحن نسير إلى الله بقلوبنا، مُستشهدًا بالآية الكريمة: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
أوضح أن الحياء خُلُق وسط بين الإحراج المُنفر والجرأة المبتذلة، لافتًا إلى أن الإنسان لا يجب أن يكون جريئًا وفاحشًا، أو ضعيفًا، لأن الإنسان القوي هو الذي يقف في المنتصف بين هذا وذاك، ويتمكن من الحديث والتعامل مع الرجال والسيدات بالضوابط التي حددها الله عز وجل، وأنه في نفس الوقت لا ينطق لسانه بالفواحش وينظر للمرأة باحترام وحياء.
أردف أن قصة سيدنا موسى عليه السلام، خير مُفسر لهذا الكلام، فهو واحد من 5 أنبياء من أولي العزم من الرسل، موضحًا أن بني إسرائيل كانوا يقومون بالاستحمام عراية سويًا في البحيرة، ورفض سيدنا موسى ذلك، فاتهموه بامتلاكه لمشكلة أو عيب خلقي في جسده لهذا لا يفعل مثلهم، وأن هذا هو سبب نزول الآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا".
أضاف أنه عندما ترك بلده ووجد فتاتين تحتاج إلى المساعدة قدم لهما يد العون، مستشهدًا بالآيات: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ".
أكمل أن الحياء وسط بين الإحراج المنفر الذي يقوم بتعطيل الإنسان عن ممارسة حياته بقوة، وبين الجرأة المبتذلة التي تجعل الشخص فاحش، فإن الله يبغض الفاحش البذئ.