منذ بداية ظهورها الأول على الشاشة وهي بارعة في خطف الأنظار، فبدأت رحلتها بصوتها العذب الذي أحبه وتعلق به الجمهور، لتشق طريقها بعد ذلك في مجال التمثيل بخطوات واثقة وقوية أكدت من خلالها أنها بالفعل ممثلة مُتمكنة من أدواتها، وقادرة على إتقان كل دورٍ تقوم به مهما كانت درجة صعوبته وتعقيداته.
وخلال هذا الموسم الرمضاني، طلت علينا الفنانة مي كساب برداءٍ مختلفٍ تمامًا عما قدمته من قبل، عن طريق شخصية "عيشة" المُتخبطة وجوزائية الطبع على حدِ وصفها، ضمن أحداث مسلسل "العتاولة" للفنان أحمد السقا وطارق لطفي، لتتمكن من فرض موهبتها وسط كمٍ كبيرٍ من النجوم.
حاور إعلام دوت كوم الفنانة مي كساب، التي تحدثت عن كواليس وتفاصيل شخصية "عيشة"، وكشفت عن جديدها ونشاطها الفني في الفترة المُقبلة، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
ما الذي جذبك لشخصية "عيشة" في مسلسل العتاولة"؟
- اتفقت مع المخرج أحمد خالد موسى منذ اللحظة الأولى على تقديم شخصية جديدة ومختلفة عن سابق أعمالي، وعندما قرأت تفاصيل شخصية "عيشة" تحمست لها لأن هذه هي المرة الأولى التي أُقدم فيها دورًا مُركبًا لديه انفعالات وتقلبات كثيرة هكذا.
كواليس الاستعداد للدور
- تناقشت كثيرًا مع المخرج لتحضير مراحل تطور وتدرج شخصية "عيشة" حتى تصل إلى قمة شرها، واتفقنا على الأحداث التي ستمر بها لتخلق بداخلها دوافع الانتقام.
- قابلت ممرضتين من الإسكندرية قبل بدء العمل، وعقدنا جلسات مناقشة لمعرفة كافة التفاصيل الخاصة بهما لأتمكن من تقديم شخصية "عيشة" الممرضة بصدق ولأكون طبيعية وتلقائية في أدائي، وكانت مقابلتي لهما في غاية الأهمية واستفدت منهما كثيرًا من خلال حصولي على مصطلحات مختلفة متعلقة بمهنة التمريض.
ما هي مفاتيح فهم شخصية "عيشة"؟
- يُمكن وصف شخصية "عيشة" بأنها جوزائية الطابع، فيوم نراها امرأة طيبة ونُصدق مشاعرها ونتعاطف معها، وفي اليوم التالي تقوم بتصرف يمحي تعاطفنا معها، وهي بطبيعتها مُتخبطة وكان هذا أساس أفعالها عند اكتشافها لحقيقة ابنها وتبديله في المستشفى، فهى شخصية غير مستقرة ولا تمتلك أي مصدر للأمان في حياتها سوى نفسها، فحتى والدها لا تعتبره مصدرًا لأمانها.
- لا أجد أي منطقٍ في رغبة "عيشة" الانتقامية من الجميع، فتصرفاتها نابعة من شخصيتها المُختلة منذ البداية، ولأنها لم تتقبل فكرة طلاقها من "نصار" ورفضه للعودة لها، فشاهدناها في البداية امرأة ودودة تحاول مساعدة الجميع والتقرب لمن حولها، ولكن بمجرد حدوث أي موقف لا تتقبله حتى وإن كان بسيطًا فتنقلب "عيشة" على الشخص وترغب في الانتقام منه.
- رغبة "عيشة" في الانتقام من زوجها السابق "نصار" نابع من كونها شخصية "سماوية وغلاوية"، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يتمكنوا من رؤية أخطائهم أو الاعتراف بها، فمهما فعلت فسترى نفسها دائمًا مظلومة وضحية، وستبحث طوال الوقت عن أشخاص تُلقي عليهم اللوم، فمثلًا هي ترى "نصار" السبب في كل ما مرت به بسبب طلاقه لها، و"خميس" لم يُساعدها في العودة لزوجها، وكذلك "حنة" التي تزوجت منه وقضت على أملها في الرجوع لوالد طفلها.
- أصعب مشهد بالنسبة لي هو عندما قامت "عيشة" بتعنيف ابنها "فارس" وطردته من المنزل عندما اكتشفت أنه أخذ التمثال من حقيبتها وأعطاه لوالده "نصار"، واعتذرت للطفل أحمد ميدان كثيرًا بعد هذا المشهد.
هل توقعتي نجاح شخصيتك في مسلسل "العتاولة" بهذا الشكل؟
- لم أتوقع هذا النجاح لشخصية "عيشة" بل على العكس كنت متخوفة من عدم تقبل الجمهور للدور، لأنهم اعتادوا مني على الأدوار الطيبة والجيدة، ولكن الحمد لله فاقت ردود الفعل توقعاتي.
- استقبلت تعليقات الجمهور وتفاعل الجمهور بطريقة مرحة حول أنني كل عام أفقد طفلي في عمل جديد، بسبب أحداث مسلسل "جعفر العمدة" العام الماضي وضياع ابني "عبد الجواد"، وهذا العام أيضًا تبدل طفلي في المستشفى وكنت في رحلة البحث عنه، فتفاعلهم شيء يُسعدني وهذا ظهر فيما نشرته عبر حسابي الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي.
- كنت سعيدة بالعمل مع الفنانة زينة، فهي إنسانة مريحة في العمل، وهذا هو التعاون الثاني لنا على التوالي بعد مسلسل "جعفر العمدة" في العام الماضي، ولكننا تمكنا من الفصل بين الشخصيات التي قدمناها والتي نُجسدها الآن بفضل سياق الدراما الجديد والمختلف.
- استفدت كثيرًا من تجربة مشاركتي في مسلسل "العتاولة" وبوجودي بين كل هذا الكم من النجوم الذين بذلوا كل ما في وسعهم لنجاح العمل، كما أن الورق كان جيدًا جدًا، والمخرج أحمد خالد موسى بذل قُصارى جهده لإخراج المسلسل بهذا الشكل، وهذا هو سر نجاحه.
ما سر نجاح مي كساب؟
- حرصت خلال السنوات السابقة على تقديم أدوار مختلفة يتعلق بها الجمهور، وأعتبر نفسي محظوظة بالعمل مع نجوم كِبار مثل الفنانة يسرا ومحمد رمضان وأحمد السقا وطارق لطفي، علاوةً على مسلسل "اللعبة" أيضًا والعمل مع الفنان هشام ماجد وشيكو ومحمد ثروت وأحمد فتحي، فأنا محظوظة بتواجدي وسط هذه الكوكبة من الفنانين والنجوم، وهذا بسبب كرم المولى عز وجل وتوفيقه لي.
ما الذي جذبك للظهور كضيفة شرف في مسلسل "أشغال شقة"؟
- أحب العمل مع الفنان هشام ماجد فهو صديق وأخ، لهذا لم أتردد أبدًا في الموافقة على تقديم شخصية "فايزة" في مسلسل "أشغال شقة"، علاوةً على حبي للعمل مع المؤلف والمخرج خالد دياب، وقد شاركت معه من قبل في فيلم "طلق صناعي" وأحببت تكرار تجربة التعاون معه من جديد في هذا المسلسل.
- لم أتوقع نجاح شخصية "فايزة" التي قدمتها خلال أحداث مسلسل "أشغال شقة" وكنت متخوفة منها، ولكن وفقني الله وأحبها الجمهور، ولقد استمتعت كثيرًا بهذه التجربة.
- لم أتمكن من متابعة مسلسلات الموسم الرمضاني بسبب انشغالي في التصوير الذي انتهيت منه يوم 27 رمضان، ولكنني لاحظت وجود كمية إنتاج مُشرف للدراما المصرية ومجهود كبير مبذول ظاهر للغاية في أعمال مثل مسلسلي "جودر" و"الحشاشين"، وأتمنى أن يوفقنا الله دومًا في تقديم أعمال جيدة تليق بالجمهور وتنال إعجابه.
ما رأيك في الأجزاء الثانية من المسلسلات الناجحة جماهيريًا؟
- لا أُفضل الأجزاء الثانية من الأعمال الدرامية في أغلب الأوقات لأنني أعتبرها مُخاطرة، لهذا لا أتمكن من الموافقة على المشاركة في الجزء الثاني من أي مسلسل إلا عندما يكون الورق أمامي لأتمكن من تحديد موقفي، ولكنني أرى أن المسلسلات الكوميدية تستطيع تحمل أكثر من جزء جديد.
- يوجد جزء جديد من مسلسل "اللعبة"، وحتى الآن لا توجد أي معلومات عن الجزء الثاني مسلسل "جعفر العمدة".
ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟
- لدي فيلم جديد اسمه "ذعر" مع الفنان أحمد فتحي ومحمد رضوان ومحمود حافظ، من إخراج شادي علي وتأليف هشام يحيى، وأقوم فيه بدور مطربة، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
- أتمنى أن يُحالفني الحظ في تقديم عمل غنائي استعراضي، لأنني سأكون سعيدة جدًا إن تمكنت من تقديم هذه التجربة، وسأقوم بطرح أغنية جديدة بعد العيد مباشرةً اسمها "قطة"، من كلمات وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع أمين نبيل.