أثار مسلسل "بدون سابق إنذار" انتباه عدد كبير من الجمهور منذ بدء عرضه في النصف الثاني من موسم رمضان 2024، وأشاد به الجمهور والنقاد، وعبروا عن سعادتهم في تقديم مسلسل متكامل العناصر.
وعبر العمل عن عدة مواضيع شائكة بدقة ومواضعية شديدة، كما تعاطف الجمهور مع أبطال المسلسل والصدمات المتتالية اللاتي مررن بها خلال الأحداث، وتحيروا في الحل الأمثل لمشاكلهم.
حاور "إعلام دوت كوم" مؤلفة العمل ألمى كفارنة للتحدث عن كواليس مشاركتها وإنجذابها للقصة والرسائل التي تريد إيصالها، وجاءت أبرز تصريحاتها على النحو الآتي:
1- المسلسل كان اسمه في البداية "الساعة 5" لأن كان لدينا 5 أطفال ولدوا في مستشفى الإسماعيلية في الوقت نفسه، وبدأت الفكرة بحدوث شيء مفاجئ في لحظة ما غير مسار حياتهم، كما إن رقم 5 مميز، فالحواس وصوابع اليد 5، وغيرهم الكثير، ولكن رأت شركة إنتاج وبالتعاون مع المخرج هاني خليفة إن اسم "بدون سابق إنذار" اختيار أفضل كما أنه معبر عن الفكرة بشكل مباشر.
2- المسلسل غير مستوحى من كتاب "بدون سابق إنذار" للراحلة أنيسة حسونة، ولكن صناع العمل جميعا قروا توجيه إهداء لها في نهاية الحلقات بسبب تطابق اسم كتابها مع المسلسل.
3- فكرة الأفان تتر ليست جديدة وقدمت في العديد من الأعمال الدرامية من قبل، وهي منتشرة في الخارج وكانت قليلة في الوطن العربي بس حاليا معتمدينها، وهو فكرة مناسبة لتوضيح زمنين مختلفين للتعبير عن تاريخ الشخصيات وتوضيح الأحداث الجارية، وكان الخيار الأنسب لنا واستطاع أن يخدم طريقة السرد التي نريدها.
4- أغلب المواضيع التي طرحها العمل أفكار شائكة، ولم يكن لدينا تخوف من طرحها لأننا نعلم طبيعة الجمهور الموجه له العمل، والجمهور المصري ليس غريبا عليه استقبال الأفكار الجديدة والمواضيع الشائكة: "عارفين بنخاطب أي نوع من العقول وطالما الطرح ضمن قالب محترم محستش أنه كان هيشكل أي مشكلة".
5- فكرة "تجميد البويضات" يمكنها حل نسبة كبيرة من مشكلة الإنجاب، لأننا نعاني في مجتمعتنا من العنوسة، وأول دافع للزواج هو الإنجاب بنسبة 80%، لذا عندما تشعر الفتاة بأنها اقتربت من السن الذي يمنعها من تحقيق حلم الأمومة تستطيع فعل ذلك، لكنه غير متاح للجميع لأن سعره غالي للغاية، فهو يتطلب دفع مبالغ باهظة سنويا أو شهريا، والطب دائما يبتكر حلول كي ينقذ الآخرين من آلامهم وأحزانهم.
6- تطرقنا للفروقات الاجتماعية، لأن يجب بشكل تدريجي أن تتخلص المجتمعات من فكرة التميز بين الآخرين على أساس طبقاتهم الاجتماعية، لأن الخير والشر موجود في كل إنسان بعيدا عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها.
7- المواقف التي مر بها أبطال العمل نمر جميعا بها بطريقة أو بأخرى، وتشاركنا مع المنتج والمخرج وفريق الكتابة والتصوير الأفكار واستطاعنا الوصل لصيغة وسط بتفاصيل كثير من بينا.
8- استعانا بالأطباء أثناء التحضير والكتابة والتصوير، وكان هناك طبيب ملازم لكل المشاهد التي تتعلق بالمستشفى ومرض الطفل، وبيراجع المشاهد، لذا فنحن مسئولين عن كل ما يقدم من أجل إيصال المعلومات الصحيحة للمتلقي.
9- شخصية "حسن" ليست "توكسيك"، فلا يوجد شر مطلق وكل الشخصيات عندها الخير والشر والأنانية والحاجة الحلوة، مفيش في المسلسل شخصية توكسيك"، كما أنني متعاطفة معاهم جميعا ولدي مبررات لتصرفاتهم: "كان مقصود ميكونش في شخصية خير أو شر فقط كلهم ما بين الاتنين".
10- كلنا معرضين (بدون سابق إنذار) أن تتغير حياتنا وتنقلب رأسا على عقب، والسؤال دائما كان تتصرف إزاي بعد الصدمة؟ لأن صعب التحمل في الصدمات وتصرفتنا تجاها، وإزاي لما تحصلك أي مفاجأة بتتصرف؟ وبدون سابق إنذار يشبه ما تعرضنا له إثر وباء كورونا وما ترتب علبه من عزل ووفيات وأيضا حدوث الزلازل وانهيار العمارات، فهو يشبه التعبير عن الظروف الاستثنائية التي حدثت مؤخرا في العالم: "الدنيا مش أبيض وأسود".
11- تعاطفت مع "أمينة" وتخيلت نفسي مكانها وأتمنى أن نعترف بأخطائنا ونستطيع الغفران لأنفسنا: "واللي مبيعملش كده وتحديدا البنات بيقولوا عنها بجحة.. إحنا بشر ونستاهل نطبطب على نفسنا لو مفيش حد يطبطب علينا".
12- أرى أن كلما كانت عدد الحلقات أقل كل ما كانت أفيد وأنسب لإيقاع العصر، ولكن طبيعة عرض المسلسلات في شهر رمضان تفرض أن تصبح عدد الحلقات 30 أو 15 حلقة: "لكن حاولنا يكون الإيقاع مفرود دون حشو".
13- آسر ياسين وعائشة بن أحمد قدما أداء استثنائي وساحر ومبهر وأداء صعب، وتشرفت بمعرفتهما فهم ملتزمين ومحترمين للغاية، كما أن المخرج هاني خليفة منضبط ومجتهد وحساس للغاية: "عارف عايز أيه بطريقة ذكية والتعاون معاهم شرف وحظ كبير".
14- تأثرت بأداء الطفل سليم يوسف وهو من أحد أسباب نجاح العمل وموهبته وحضوره لو لم يكونا بهذا المستوى ستكون مشكلة كبيرة، فهو محور القصة وموهوب وملتزم وصبور مع ساعات التصوير الطويلة، حتى أنني بكيت في العديد من مشاهده: "هو نجم حقيقي كامل المواصفات".
15- بعد الانتهاء من القصة والمعالجة وجدنا أننا بحاجة للتعاون مع ورش كتابة، ومن ثم توصلنا أنا والمنتج محمد مشميش لكتابة أسمائهم مع بداية الحلقات :"مبيخدوش حقهم ولقينا ده طريقة لطيفة لأي حد شارك دون تمييز وأنا شايفاها مقترح لطيف ممكن يتعمم".
16- كافة مشاهد المسلسل كانت صعبة على المستوى الإنساني وكان مليء بالأسئلة: "والسؤال الحقيقي لو كان لمس قلبك هيوجعك لأن الأجابات مش سهلة.. الأسئلة مطروحة طول الوقت بس الإجابات عليها كانت صعبة".
17- الحرب على سوريا عام 2011 كانت "بدون سابق إنذار" في حياتي: "غيرت شكل حياتي كلها ومن يومها كل حاجة بتحصلي كانت (بدون سابق إنذار) ومرينا كتير في سوريا، الناس اللي عاشت في حروب كل حاجة عاشوها كانت (بدون سابق إنذار)".
18- سعيدة بردود الأفعال: "أنا طايرة من السعادة ومخضوضة جدا وممتنة للإعلام المصري العظيم وبكل ما فيه وده شرف"، كما أنني سعيدة بالتعاون مع فريق العمل وإشادات الجمهور والنقاد: "كنت طايره من الفرحة وعايزة كل حاجة جاية تكون مظبوطة وعلى نفس المستوى".
19- أنا مقيمة في مصر مع شقيقتي ووجدت في مصر بيت حقيقى أشعر فيه بالأمان والسعادة: "سوريا في قلبي وده لا يتعارض مع وجودي وحبي لمصر".
20- سعيدة بدور شقيقتي ريام في "صلة رحم" وهو عمل هام للغاية ويحتوي على نجوم كبار وأتمنى أن يصبح لها مساحة في الدراما المصرية، فهي بذلت مجهود كبير في المذاكرة لأن الحديث باللهجة المصرية كان صعبًا، واستطاعت في وقت قصير إتقانها لحد كبير، وأنا فخورة بها للغاية.
21- تعاقدت على مشروع جديد بعد "بدون سابق إنذار" ومازلت في المراحل الأولى للتحضير: "ويارب ينال إعجاب الجمهور".