أن يُجري الصحفي حوارًا مع شخصية عامة في منزله أو مكان عمله، شيءٌ طبيعي، نظرًا لطبيعة العلاقة التي تبدو رسمية بين الطرفين إلى حدٍ كبير، لكن أن يأخذ الصحفي موعدًا مع شخصية ما، في مكانٍ دون غير ذلك، يُعد أمرًا غريبًا وغير مألوف، ونادرًا ما نتعرض لذلك الموقف في عالم الصحافة.
فوجئ الصحفي محمود صلاح الدين، بمجلة الإذاعة والتليفزيون، في نهاية فبراير عام 2009، عندما تواصل مع الفنان صلاح السعدني، ليتفق معه على موعد ومكان لإجراء حوارٍ صحفي معه، حيث أبلغه الأخير أنه ينتظره داخل صالون الحلاقة المفضل لديه، وذلك يرجع إلى ضيق وقته، وحرصه الشديد على أهمية الصحافة.
توجه الصحفي بصحبة المصور عمر أنس، إلى صالون الحلاقة بمنطقة المهندسين، وظلا ينتظران “السعدني” حتي ينتهي من حلاقة شعره، وسرعان ما مر الوقت، وبدأت الجلسة الحوارية التي نُشرت عبر صفحات المجلة، مرفق معها صور لـ”العمدة” من داخل الصالون.
نرشح لك: وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني
يرصد “إعلام دوت كوم” أبرز الأسئلة التي طُرحت على صلاح السعدني، ونشرت في “الإذاعة والتليفزيون” في العدد 3859، الموافق يوم السبت 28 فبراير 2009،
1- ما صحة ما تردد مؤخرًا أن نادية الجندي كانت تريد أن تلعب دور البطولة في مسلسل “الباطنية”؟
غير صحيح، أنا لم أسمع هذا الكلام من نادية، ثم لنتحدث بصراحة نادية فنانة كبيرة وجميلة، لكن لا بد أن نعترف بحكم الزمن، فهي من الصعب أن تقوم بتمثيل دور لعبته من عشرين سنة أو أكثر، فبأي منطق يحدث ذلك؟ّ!.. وأساسًا نحن لم نفكر في نادية، لكنها الصحافة.
2- ماذا عن المفاوضات الجادة مع هيفاء وهبي لهذا الدور قبل لوسي؟
نظر بدهشة: قوام خليتها جادة.. أنتم بتجيبوا الكلام ده منين؟!.. لم يحدث بالمرة أي اتصال أو مفاوضات بالأخت هيفاء، وللعم أنا ومصطفى محرم بنشتغل على المسلسل منذ أكثر من عام، وغيّرنا في السيناريو، وبعدين إحنا من حددنا الأبطال!
3- هل هي ظاهرة صحية ألا نشاهد دراما جديدة سوى في رمضان تقريبًا؟
للعلم أنا أول من أدخل فكرة الأعمال الدرامية في رمضان، وأول من افتتح مسلسلًا من ثلاثين حلقة وكان معي كرم مطاوع وإنعام سالوسة ومديحة حمدي ومديحة سالم، وكانت رواية “لا تطفئ الشمس” لإحسان عبد القدوس، وإخراج نور الدمرداش، وقبل ذلك كانت المسلسلات سباعية.
4- بمَ تفسر الاقتصار على عرض الأعمال الجيدة في رمضان؟
شوف.. نحن نعيش منذ أكثر من خمسة عشر عامًا في زمن الإعلان وليس الإعلام، وبالتأكيد تسبب ذلك في أزمة قيمة العمل الدرامي، لأنه بمجرد انتهاء موسم رمضان نبدأ فترة الراحة حتى ينتهي العيدان، ثم يبدأ التفكير مباشرة في ماذا نقدم في رمضان المقبل، فأغلب المؤلفين كل واحد عنده فكرة حلقة أو حلقتين، ويبدأ البحث عن ممثل ممن يُطلق عليهم “بتوع الإعلانات” لكي يوقع على عقد المسلسل، ويبدأ باسمه التسويق لخ، فالمسألة أصبحت عكسية، وهي أن العربة تسبق الحصان على عكس ما كان يحدث في الماضي عندما كانت عناك لجان تبحث في النصوص وتفرزها.
5- ما رأيك في ظاهرة ارتفاع أجور الفنانين وهل هي ظاهرة صحية أم لا؟
المسألة اختلفت مفرداتها عن الماضي، فالدراما كانت تُقدم في الماضي لخدمة المشاهد المصري أو العربي، وكانت الأجور لا تذكر تقريبًا، وأعظم الأعمال الدرامية قُدمت في هذه الفترة، فترة الستينيات والسبعينيات مثل “الضحية” و”الرحيل”، و”لا تطفئ الشمس”، أما الآن فالمسألة أصبحت “عرضًا وطلبًا”، وأعتقد أن الأزمة الاقتصادية الحالية ستؤثر على الدراما.
6- نعرف أن صداقتك بعادل إمام وسعيد صالح كبيرة.. حدثنا عن هذه الصداقة؟
أنا لي تجربة مختلفة مع عادل إمام وسعيد صالح، فقد كنت في “السعيدية الثانوية” وسعيد في “الخديوية الثانوية”، وعادل في مدرسة أخرى، وكنا نمارس هوايتنا في التمثيل في منطقة الجيزة، وعادل وسعيد في منطقة القاهرة الجنوبية، فكنا نلتقي في المسابقات، وعندما التحقت بكلية الزراعة وجدت عادل إمام وكان رئيس فريق التمثيل بالكلية، وكان صديقًا لسعيد صالح، ومنذ ذلك الوقت لم نفترق، وكان رابعنا الدكتور أحمد ماهر وكان زميلنا في كلية الطب البيطري بجوار كلية الزراعة، وكنا نسميه “ماهر تيخة”.. وكان يعمل مع فؤاد المهندس في بعض مسرحياته، وظللنا لأكثر من عشرة أعوام لم ينم واحد بمفرده، إما تخت الأربعة في بيت عادل إمام أو في بيتي أو بيت سعيد أو عند ماهر، وكان الفن هو شغلنا الشاغل.
نرشح لك: 10 ملامح إنسانية في مسيرة حسن أرابيسك
7- هل أثرت فيك الثورة التكنولوجية من إنترنت وغيره؟
لا لا.. ليست لهذه الدرجة، أنا عندي إيميل ممكن أفتحه واستقبل وأرسل عليه، خاصة أن لي صديقًا اسمه “فرماوي” يراسلني عليه، ويبعث لي أحدث رسومات الكاريكاتير في العالم، ويسألني عن رأيي فيها.