في دورته العاشرة.. إيجابيات وسلبيات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

ردود فعل إيجابية كبيرة تلقتها الدورة العاشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، والتي سنحت لي الفرصة لتغطيتها بشكلٍ كاملٍ للمرة الأولى، وفي محاولة لنقل صورة كاملة وشاملة عن هذه الدورة كوني صحفية سكندرية، سجلت بعض الملاحظات عن إيجابيات وسلبيات التي تمكنت من رصدها خلال فترة إقامة المهرجان.

وفيما يلي أبرز إيجابيات وسلبيات الدورة العاشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير:

- حضور جماهيري

من المعروف دائمًا عن جمهور الإسكندرية اهتمامه وحُبه للفنون المختلفة ولا سيما الأفلام، فقد شهدت سينما مترو بمنطقة محطة الرمل إقبالًا كبيرًا من مختلف الفئات العمرية على العروض المُقامة طوال فترة المهرجان.

- ورشة تعليم الأطفال

اهتمت إدارة المهرجان بإقامة ورشة لتنمية مهارات الأطفال وتعليمهم صناعة الأفلام باستخدام الموبايل، وكان من اللافت مشاركة أطفال من ذوي الهمم ودمجهم في أنشطة الورشة المختلفة، ومن ثم تكريمهم في حفل الختام.

- سينما المكفوفين

خطوة مميزة قدمتها إدارة المهرجان حين قررت تقديم أفلام قصيرة للمكفوفين من خلال شرح الصورة السينمائية، في لفتة إنسانية أشاد بها الجميع.

- استخدام الأماكن الآثرية لإقامة الندوات.. ولكن!

اختارت إدارة المهرجان المتحف اليوناني الروماني مكانًا لتنفيذ الندوات والمناقشات المختلفة ضمن فعالياته، وعلى الرغم من قيمة المكان الآثرية وملائمته لجو الإسكندرية، إلا أنه لم يكُن مناسبًا لإقامة ندوات تحتاج قاعات مغلقة تُفيد في نقل الصوت ووصوله لجميع الحاضرين بشكلٍ مناسب، فلقد حدثت مشاكل في الصوت أكثر من مرة.

ظهرت صور ماستر كلاس الفنان سيد رجب بشكلٍ مبهجٍ مليء بالبهجة والعفوية بسبب طبيعة المكان، ولكن تصدرت صورة الفنانة سلوى محمد علي التي كانت تدير اللقاء، وهي جالسة بطريقة "التربيعة"، والتي فسرها الكثير أنها فعلت ذلك لأن المقعد لم يكن مناسبًا أو مريحًا كفاية.


- أهلًا وسهلًا بالجمهور ولكن!

رحبت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بالجمهور السكندري وأشادوا باهتمامه ورغبته في حضور فعاليته، ومع ذلك لاحظنا مشاكل في إمكانية الدخول لماستر كلاس الفنان سيد رجب المُنعقد في ساحة المتحف اليوناني الروماني، الذي وقف أمامه العشرات رغبةً في الحضور وتنفيذًا لتعليمات الإدارة بالمجيء قبل موعد الجلسة بفترة كافية.

كان الدخول للماستر كلاس عن طريق ملء استمارة إلكترونية نُشر رابطها على الصفحة الرسمية للمهرجان عبر "فيس بوك"، وبالفعل حضر من قام بالتسجيل ولكنهم ظلوا واقفين أمام بوابة المتحف اليوناني الروماني لفترة طويلة بعد مرور وقت الجلسة، حتى سُمح لهم بالدخول، مما أدى إلى شعورهم بالانزعاج.

نرشح لك: ياسمينا العبد تكشف تطورات شخصيتها في الجزء الثاني من "البحث عن علا"

- شكر واجب للصحفيين.. ولكن!

اهتم القائمون على المهرجان بتوجيه رسائل شكر للصحفيين خلال حفل الافتتاح والختام، فمجهوداتهم وتغطياتهم المتميزة هي من ألقت الضوء على هذه الدورة، ومع ذلك عاش الصحفيون العديد من المشاكل بسبب عدم وجود تنظيم مُسبق للمهام والتصرفات المسموح بها خلال المهرجان، مما أدى إلى حدوث مصاعب أثناء الدخول والتحرك بحرية لإجراء الحوارات مع الفنانين وتغطية الفعاليات، مما تسبب في انفعال الكثيرين منهم لأكثر من مرة بعد التعامل معهم بطرية غير احترافية.

- حتى لا تطير المعلومات

احتوت فعاليات المهرجان على العديد من الجلسات الهامة مع الفنان سيد رجب، المنتج محمد حفظي، ومصمم المناظر السينمائية أحمد فايز، ولكن اقتصر الحضور على عدد قليل ممن تمكنوا من التسجيل قبل الموعد بأيام، وعلى الرغم من أن إدارة المهرجان أعلنت أنها ستقوم بتصوير الجلسات ونشر مقاطع الفيديو كاملة، إلا أنه حتى الآن لم يحدث ذلك، وبدلًا من أن تعُم الفائدة على أكبر عدد مُمكن من المهتمين بصناعة الفن والاحتفاظ بما تم طرحه خلال المناقشات، اقتصرت المنفعة على الجمهور الحاضر فقط.

- علامة تعجب أمام بعضًا من الأفلام الفائزة

لجنة تحكيم المهرجان هي سيدة قرارها في اختيار الأفلام الفائزة، ولكن هذا لم يمنع حدوث تباين بين النتائج وآراء الجمهور، الذي تعجب من بعضها.

فقد شهدت قاعة عرض الأفلام في سينما مترو العديد من الأفلام التي تلقت إشادات كبيرة، مثل فيلم "غريب في بيتي" لطلبة كلية الإعلام بالقاهرة، الذي حظى بدقائق طويلة من تصفيق الجمهور احتفاءً بتميزه واختلافه، ومع ذلك لم يحصد أي جوائز، في حين حصول أفلام أخرى كانت بالنسبة للمشاهدين ضعيفة فنيًا وتمثيليًا وإخراجيًا، مما تتسبب في حالة تعجب داخل الجمهور الذي شاهد هذه الأفلام ولم يتفاعل معها وفوجئ بفوزها في النهاية.

نرشح لك: "صعوبتها في بساطتها".. فرح يوسف تفسر نجاح شخصيتها في "أعلى نسبة مشاهدة"


- أفلام كثيرة وجودة ضعيفة

ضم المهرجان أفلام مصرية وعربية ومن مختلف أنحاء العالم مما أضفى عليه صفة الدولية، ولكن في رأي الكثيرين لم تكن كل تلك الأعمال جديرة بالتأهل والعرض خلال الفعاليات، مثل: "جارنو"، "حواديت ايكنجي"، "هذا اليوم"، و"الغرفة 217"، الذين جعلوا الجمهور يقف متسائلًا: على أي أساس تم اختيار هذه الأفلام؟ وكيف ولماذا وصلت إلى هنا؟

- عدم التوزيع الجيد للفنانين

- شهدت الدورة العاشرة من المهرجان حضور عددًا من الفنانين الذي تمنى الجمهور الاستفادة من خبراتهم عن طريق جلسات ومناقشات ثرية بالمعلومات، ولكن اكتفت الدورة بتنظيم ماستر كلاس مع الفنان سيد رجب، أدارته الفنانة سلوى محمد علي، وآخر للمنتج محمد حفظي، والثالث كان مع مصمم المناظر السينمائية أحمد فايز.

تؤكد الإيجابيات والسلبيات التي تم ذكرها أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة، عاش نشاطًا كبيرًا وحيوية جعلت فعالياته تُثير الجدل بين آراء الجمهور، وأتمنى أن يتم النظر فيما تم ذكره خلال التخطيط للدورة الـ 11 لتفادي السلبيات السابق ذكرها، وتدعيم الإيجابيات وتعزيزها، لتخرج نسخة جديدة غنية بالأحداث التي تخدم صالح المجال الفني.

نرشح لك: من أجل صديقه.. تفاصيل حضور محمد علي رزق العرض الأول لفيلم "إلى ريما"