رغم وفاة الأديب المصري العالمي منذ من 18 عاماً، إلا أن أعماله لا تزال حاضرة إلى يومنا هذا، سواء بمطبوعاتها القديمة أو بإعادة نشرها، والجديد عندما تكون إعادة النشر مختلفة ومتميزة، وهذا ما فعلته داري نشر ديوان والمحروسة، عندما قررا تقديم أعمال نجيب محفوظ من جديد في شكل كوميكس أو قصص مصورة، وكان أول عمل تم إعادة نشره بطريقة الكوميكس هو رواية "اللص والكلاب"، حيث أكد الكاتب والسيناريست محمد إسماعيل أمين، خلال لقائه في برنامج جروب الماميز المذاع عبر قناة مدرستنا 2 أن المحروسة هي ثالث دار يأتي لها حقوق نشر أعمال نجيب محفو، وكان التحدي هو ما الجديد الذي ستقدمه، ولأن الدار لها باع طويل في موضوع الكوميكس فكانت فكرة تحويل أعمال الأديب الراحل إلى كوميكس لتشجيع الجيل الحالي عبر قراءتها، وكان هناك شعور بالقلق في البداية من الفكرة لأن رواية "اللص والكلاب" مشهورة وتم تحويلها لفيلم مشهور جداً.
من جانبه أكد ميجو مؤلف ورسام قصص مصورة أن فكرة تحويل روايات نجيب محفوظ إلى كوميكس، ليست جديدة لكنها فكرته منذ عشر سنوات، عندما قام بتحويل جزء من رواية أولاد حارتنا لكوميكس، والمشروع لم يتوقف لكن لم يكن هناك سبل إنتاجية و دور نشر كبيرة مثل المحروسة أو ديوان ليتحمسوا لمثل هذا المشروع وكان الموضوع مطروح داخل دار المحروسة طول الوقت ومطروح أيضاً عمل استوديو إنتاج كوميكس كمشروع موازي لإنتاج كوميكس نجيب محفوظ، مؤكداً أنه من المقرر تحويل ٢٠ رواية من روايات نجيب محفوظ لكوميكس عبر أن يتم إصدار خمسة أعمال في العام.
وقال خلال لقائه في برنامج جروب الماميز المذاع على قناة مدرستنا والذي تقدمه الاعلامية ياسمين نور الدين، أن تحويل رواية اللص والكلاب إلى كوميكس كان تحدي ممتع له كفنان، والتحدي الأول هو تحويل أي عمل لنجيب محفوظ لسرد بصري حتي لو لم يعاد صناعته سينمائياً، لأن نجيب محفوظ تتميز كتابته بالصورة المتقنة الكاملة، حيث قال:" ما الذي سأضيفه كرسام في السرد البصري"، لافتاً إلى أن روايات نجيب محفوظ وسيتم تحويلها إلى كوميكس تم عمل منها نسخ إذاعية ارتبطت في ذهن المتلقي، لكن كان هناك التزام بعالم الرواية ومن المعروف أن أي رواية عندما تحول لوسيط بصري فستختلف، فحرصنا في القصص المصورة أن ؤى في كل عمل ما هي الروح الدرامية التي يدور العمل داخلها.
وأوضح أن رواية اللص والكلاب بها مناطق أكشن ومطاردات ومناطق عمق وفلسفة، فحاولنا عمل مزج بين كل هذا لتبرز بشدة قوة فن القصص المصورة، كما أن التزام الكاتب والسيناريست محمد اسماعيل أمين بالرواية جعلني ابتعد كتصور بصري عن الفيلم والتزم أكثر بالسيناريو الذي كتبه محمد والشخصيات المكتوبة أمامي فبدأت أطرحها بشكل مختلف وجديد ومن الشخصيات اللي كنت اري أنها أقرب لروح الرواية شخصية نور.
وقال إنه يتعامل مع القصص المصورة كأنه يخرج فيلم، حيث يستغرق وقت طويل في التحضير لكن هناك محاولة أن يكون هناكسيستم أو نظام في الاستوديو وأن يكون هناك وقت واضح ومحدد لهذه المراحل.