كشفت بيانات شركة "يوجوف"، المتخصصة في أبحاث السوق، أن البريطانيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيضر الصحافة أكثر من نفعه، لكنهم يوافقون على استخدام تقنياته في العديد من المهام المحددة، وبشروط وفقًا لتقرير أعدته "شارلوت توبيت"، ونشره موقع "برس جازيت"، وتطرق التقرير بطريقة إحصائية وباستخدام الرسم البياني، إلى مناقشة تصورات البريطانيين حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وخلص التقرير إلى أن البريطانيين – بشكل عام - متشائمون حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الصحافة، لكنهم أكثر انفتاحًا على نفس التقنيات عند إعطائهم أمثلة لمهام محددة يمكن استخدامها في إنجازها.
وتوصلت دراسة استقصائية أجرتها الشركة البريطانية وشارك فيها 2046 شخصًا بالغًا في يناير وتمت مشاركتها مع صحيفة "برس جازيت" إلى أن 48% من الأشخاص يخشون أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير سلبي على الصحافة.
ويعتقد 6% فقط أن فوائده ستكون أكثر من أضراره - مقابل 36% يخشون أن نتائج الذكاء الاصطناعي ستكون أكثر ضررا وما يقرب من ربع المشاركين (23٪) لم يعبروا عن إجابات قاطعة.
وذكر جاستن مارشال، رئيس القسم الرقمي والإعلامي والتكنولوجيا في شركة يوجوف أن "هناك تصور عام بأن القراء يعتقدون أن هذه التقنيات عبارة عن تطور سيئ - وهذا أمر يجب على المؤسسات الإخبارية أن تأخذه بعين الاعتبار بالتأكيد.
وقامت شركة يو جوف بتحليل البيانات من أجل الحصول على فهم أفضل لما يشعر به الجمهور فعليًا تجاه إدخال الذكاء الاصطناعي.
وتابع مارشال: “كان الذكاء الاصطناعي من بين الموضوعات التي أثارت نقاشات ساخنة في العام الماضي وفي هذا العام، وهناك الكثير من الجدل حول هذا الموضوع ولكننا أردنا أن نبدأ في التعمق فيما يعنيه بشكل أكثر تحديدًا والتعمق في ما يمكن استخدامه من أجله وكيف يمكن أن يتفاعل القراء مع ذلك".
وأشارت البيانات إلى أن الشباب أكثر انفتاحًا على استخدام الذكاء الاصطناعي ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عامًا، رأى 17% أنه سيكون مفيدًا للصحافة أكثر من أضراره مقابل 8% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 49 عامًا، و2% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 64 عامًا، و3% ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
ويلاحظ وجود فارق بسيط حسب العمر، لذا فإن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أكثر إيجابية قليلاً تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، في حين أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أقل ثقة في تقنياته، فقد نشأ جيل الشباب وسط المزيد من التكنولوجيا وأصبحوا أكثر انفتاحًا عليها، لكن غالبيتهم ما زالوا ضدها، في إشارة إلى 32% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا والذين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون مصدر ضرر للصحافة.
وأبدى أكثر من 18 إلى 24 عامًا (34٪) وجهة نظر محايدة مفادها أن الذكاء الاصطناعي سيفرز تطورات إيجابية وأخرى سلبية، وعلى الرغم من التخوف الذي أبداه الكثيرون، قال 7% فقط إنهم قرأوا مقالًا إخباريًا واحدًا على الأقل كتبه الذكاء الاصطناعي على حد علمهم وذكر ما يزيد قليلاً عن نصف المشاركين (53%) إنهم غير متأكدين مما إذا كان قد سبق لهم رؤية مقال كتبه الكمبيوتر دون تدخل بشري، بينما قال 40% أنهم بالتأكيد لم يفعلوا ذلك.
وأوضح مارشال أن العديد من الأشخاص كانوا أكثر استعدادًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام الصحفية المحددة - مع استثناء الكتابة المتعمقة، بشكل أساسي، وعلق على ذلك بالقول: "الكثير من المقالات التي تكتبها وسائل الإعلام حول الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون لها زاوية سلبية، مما قد يؤثر على تصور الجمهور بأن الذكاء الاصطناعي كله سيئ على أي حال أو أنه سيكون سيئًا للصحافة لأنه من المحتمل أن يكون سيئا في كل شيء".
"ولكن عندما تسأل فعليًا ما هي المهام الصحفية التي من المقبول أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي، وعندما تعطيهم شيئًا محددًا، يغير البعض منهم رأيه ليوافق، على سبيل المثال، أبدى 73% من الأشخاص رضاهم عن قيام الذكاء الاصطناعي بإجراء تعديلات إملائية ونحوية على مقال ما، وكان 67% من الأشخاص منفتحين على استخدام الذكاء الاصطناعي لترجمة المقالات إلى لغات أخرى، وقال 51% إنه من المقبول أن يقوم الذكاء الاصطناعي بإجراء تحليل لمجموعات البيانات لكي يكتب عنها الصحفيون، كان 51% منفتحين على اقتراح أسئلة للمقابلات ليطرحها الصحفيون على أحد النجوم أو المسؤولين وكذلك اقتراح موضوعات للمقالات، وكان 50% منهم سعداء بتوليد ملخصات للمقالات وأشار مارشال إلى أن العديد من هذه المهام هي في كثير من الأحيان مهام آلية بالفعل.
ويستخدم العديد من الناشرين بالفعل الذكاء الاصطناعي لترجمة المحتوى مباشرة لطرحه على الجمهور وفي عام 2022، بدأت شركة بلومبرج ميديا في الاستعانة بإحدى شركات الذكاء الاصطناعي لترجمة مقاطع الفيديو الإخبارية الخاصة بها إلى اللغة الإسبانية للوصول إلى قاعدة جمهور جديدة ناطقة بالإسبانية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.
بدأ بعض الناشرين في استخدام الملخصات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في أعلى المقالات. على سبيل المثال، تقول ناتاليا فاهي، المحررة بصحيفة "نوتنجهام شاير لايف" الشعبية، إن موقع "ريتش" كان يجرب استخدام النقاط في أعلى المقالات "لمساعدة القراء على التعرف على ما هم على وشك قراءته وتحسين تجربة القارئ بصفته "المستخدم الأخير".