ليس بالضرورة أن يكون الإنتاج المشترك أمر في صالح الفيلم، لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يعرقل عملية الإنتاج لفترة طويلة أو أنه ينتهي بتوقف المشروع!
كان ذلك هو الرأي الأبرز الذي اتفق عليه متحدثي الجلسة النقاشية التي عقدتها منصة سيني جونة X O West، حول الإنتاج المشترك في السوق المصرية والعربية، والتي أدارها الناقد والمدير الفني لمهرجان الجونة أندرو محسن.
خلال الجلسة التي استضافت كل من المنتج والسيناريست محمد حفظي، والمخرج والمنتج أيمن الأمير، والمخرجة ندى رياض، والمخرجة والمنتجة سوسن يوسف، طرح "أندرو" والحضور عدد كبير من الأسئلة التي تهم صناع الأفلام الشباب، والتي دارت أغلبها عن طرق تمويل المشاريع وآلية الحصول عليها، بالإضافة إلى مميزات وعيوب الإنتاج المشترك، وجاءت أبرز الإجابات كالآتي:
محمد حفظي
- هناك فرق بين المنتج المشارك ونظيره الذي عمل مع صانع الفيلم منذ انطلاق مرحلة التطوير.
- بالنسبة لي ليس كل مشاريع الأفلام مناسبة لفكرة الإنتاج المشترك، لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يتعرض المشروع للتعطيل نتيجة وجود بعض الالتزامات، خاصة وأنه وجود عدة منتجين من دول مختلفة هو أمر يتطلب حدوث توافق كبير بينهم لأن كل منتج منهم يكون لديه اشتراطات معينة تختلف عن الآخر، مما يؤثر على خطة العمل.
- أجد أنه من البديهي أن يطرح صانع الفيلم سؤالا في بداية المشروع هو "هل نحتاج لإنتاج مشترك بالفعل أم لا؟".. لأن بعض الأعمال لا تحتاج سوى التكلفة التي يمكن أن تمنحها المهرجانات المحلية أو العربية، والميزة التي يحصل عليها صانع الفيلم هنا هي قدر كبير من الحرية في التعامل مع الأمور.
- من مزايا الإنتاج المشترك هو أن العمل يمكن أن يحصل على جنسية الجهة التي شاركت في إنتاجه، وهو ما يمكن أن يدعم عملية التوزيع، لكن في مصر لا يمكن عقد اتفاقيات إلا مع دولتين فقط هما المغرب وفرنسا، في حين أن دول عربية أخرى لديها إمكانية عقد اتفاقيات مع حوالي 25 دولة.
- يمكن تحديد الدولة التي أريد أن أعقد معها تعاون مشترك وفقا لاحتياجات ومتطلبات العمل، لذا فإنه قد نحتاج صناعة صوت الفيلم في ستوديوهات فرنسا مما يدفعني للبحث عن إحدى الجهات الفرنسية.
- كل فيلم له رؤيته وظروفه الخاصة التي تحدد ما إذا كان سيحتاج جهات إنتاج محلية أو عربية أو دولية.
- تعد السعودية إحدى الجهات الداعمة للأفلام المصرية، في حين أنه يمكن أن يكون هناك مشكلة في الإنتاج المشترك مع دول شمال أفريقيا بسبب اختلاف اللهجة.
- أعتبر أننا نقوم في مصر بمعجزات كبيرة في صناعة السينما، وذلك لأن الدعم قليل للغاية من الجهات الرسمية وعادة ما تسير الأمور وفقا للسمعة الطيبة بين المنتجين.
- عادة ما تكون نسبة المساهمة في الإنتاج هي أكبر عنصر يحدد جنسية الفيلم.
- ليس بالضرورة لصناع الأفلام الشباب أن يشاركوا بأفلام في مهرجانات كبرى لتكوين صداقات ومعارف، لكنه يمكن أن يتواجد كصانع ليختلط بأكبر قد ممكن من العاملين في الصناعة ويتعرف على مدارس ورؤى مختلفة.
- من الصعب للغاية أن يكون المخرج هو منتج لعمل، لأن للمنتج دور مهم في متابعة الأمور القانونية المتعلقة بالتعاقدات، حتى لا يتورط في أي بند من بنود الاتفاق.
- لا بد أن يتضمن ملف الفيلم قيمة التمويل الذي يحتاجه، قبل العرض على جهة الإنتاج.
ندى رياض
- يجب معرفة أنه في حالة التعاون مع أي شريك فإن هناك توقعات معينة من كلا الطرفين، لذا لا بد من توضيح هذه التوقعات في أولى الجلسات بينهما، خاصة في الشراكات التي تستمر لفترة طويلة المدى مثل تلك التي تتم في حالة الأفلام التسجيلية، لذا لا بد أن تفهم ما الذي ستستفيده من تلك الشراكة وهل سيترك لك كصانع مساحة للإبداع أم لا.. فمن المهم أن يحترم الشريك وجهة نظر صناع العمل.
- مشاركة الفيلم في مهرجانات، تزيد بالتأكيد من فرص عرضه.
- ليس ضروريا أن يتطلب كل فيلم ميزانية كبيرة، وبالتالي لا يحتاج في هذه الحالة إنتاج مشترك.
- بالنسبة لي في فيلم "فخ" كنا نعرف من البداية أن قصته شديدة الصعوبة والحساسية وكنا نحتاج لموارد أكبر من المتاحة في المنطقة العربية، خاصة وأن فرص تمويل الأفلام القصيرة في الشرق الأوسط محدودة للغاية، وهو ما دفعنا لأن نلجأ لجهة تسمح لنا بموارد مالية تناسب احتياجاتنا.
- أشعر بأن الانطباع الأكبر لدى الكثيرين هو أن معامل التطوير مفيدة جدا وتضمن نجاح العمل، لكنني أرى أن الأمر يتوقف على صانع العمل ذاته، لأننا كصناع أفلام نبني خبرة مع مرور الوقت، ومن خلالها يمكن أن تعرف ما إذا كانت الأسئلة التي ستطرح عليك مفيدة أم لا، وليس بالضرورة أن تطبقها لأنك ستكون على وعي كافي بالطرق الصحيحة، وأتذكر أنني وقت فيلم "فخ" فإن المنتجة المشاركة علقت على مشهد "لفتاة تمر وسط قمامة تحترق" حيث ظنت بأن المشهد يعطي انطباعا بأنه في إحدى الدول التي تعاني من الحرب، لكنني وضحت أن حرق القمامة هو أمر في ثقافتي وأنه مشهد هام وفقا لرؤيتي الفنية، وبعد نقاشنا تفهمت هي أن هذا الجزء لا يوجد في ثقافتها.
- في رأيي أن من مميزات الإنتاج المشترك في الفيلم الطويل أو القصير أنه يوضح معنى اختياراتك، لكنه للأسف يزيد مدة صناعة الفيلم.
- أرى أنه من المهم للغاية أن يقوم كل صانع بعمل فيلم أو فيلمين قبل أن يعرض عمله على شركات الإنتاج، وذلك حتى يكون قادرا على استيعاب تفاصيل المناقشة بينه وبين المنتج لأنها يمكن أن تكون أشبه باللوغريتمات بالنسبة له.
أيمن الأمير
- بالنسبة لفيلمي "رفعت عيني للسما" الذي أخرجته بالتعاون مع ندى رياض وحاز على جائزة في مهرجان "كان"، فإنه كان إنتاج مصري فرنسي دنماركي سعودي مشترك، وكغيره من المشاريع فهو من فكرتي أنا وندى، إذ نقوم بالعمل عليها حتى يكون لدينا معادلة متماثلة وسيناريو، وبالنسبة للأفلام التسجيلية فإنه نعمل على التصوير بأنفسنا لفترة حتى يكون لدينا معادلة بصرية أيضًا يمكن من خلالها أن نصف الشخصيات والعالم الذي ستدور حوله الأحداث.
- التعاون المشترك يتميز بأمرين، الأول يتعلق بالمنظور الإبداعي حيث يسمح بالتعاون مع شركاء يكمكن أن ينظروا للمشروع بعين مختلفة، والأمر الثاني خاص بالتمويل حيث يفتح لنا بابا ليكون هناك ميزانية جيدة للفيلم.
- أعتقد أن ما يجذب المنتجين من ثقافات مختلفة للتعاون في عمل ما، هو قلب المشروع، فالفيلم هو قصة نكتشف فيها سبل البعض في الحياة.
- المشاركة المتكررة للأفلام المصرية في المهرجانات الدولية تعطي انطباعا عن أهمية السينما المصرية، وتولد الاهتمام لدى المبرمجين لمشاهدة المزيد.
- صناعة الفيلم التسجيلي تختلف عن الروائي، لأنها تكون في حالة معالجة مستمرة ومن ثم التصوير والمونتاج بخلاف الراوائي الذي نكون على علم مُسبق بالسيناريو الخاص به.
- خلال الفيلم التسجيلي، أعتبر أننا نكون في مرحلة تطوير لفترة طويلة والإنتاج هو ما يكون في الشهور الأخيرة، فمثلا في فيلم "رفعت عيني للسما" ظللت أطلق على نفسي لقب مُطور لمدة 3 سنوات وآخر 8 أِشهر أطلقت على المرحلة أنها خاصة بالإنتاج.
- في رأيي ليس كل الأفلام مناسبة للإنتاج المشترك، فأحيانا طول فترة الانتظار يضر العمل.
سوسن يوسف
- أعتقد أن نقطة اطلاق أي مشروع تأتي بعد أو تعاون مشترك، وفي رأيي فإن منصات التطوير عادة ما تعمل على السيناريو والإنتاج والمشروع ككل قبل أن تقدمك كمخرج ومنتج في نفس ذات الوقت للجهات الخاصة بالصناعة في الخارج.
- في رأيي أنه من المهم خوض تجربة التعاون مع جهات أجنبية لأنه من خلالها يمكن أن تكتشف الطرق الصحيحة لتوصيل فكرتك في الأسواق العالمية.
- ليس من المفيد الاستمرار في فكرة التطوير، لأنها يمكن أن تنعكس بالسلب على المشروع، إذ أنه في مرحلة ما يجب التوقف للانتقال إلى مرحلة الإنتاج.
نرشح لك: ملابس بديلة للجسم وكلمة سر لإيقاف الانتهاكات.. سندس شبايك تكشف كواليس تنسيق المشاهد الحميمية والحساسة