"المتهم المجهول" في تريندات مصر

منذ بداية الأسبوع الحالي وحتى نهايته، تصدرت عدة قضايا تريندات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بشكل متلاحق ومكثف؛ بدايتها جاءت صباح السبت، السادس من يوليو 2024، بإعلان وفاة أحمد رفعت لاعب فريق مودرن سبورت (فيوتشر سابقاً)، بعد أزمة قلبية مفاجئة أودت بحياته.

ماذا حدث لأحمد رفعت؟

اللاعب صاحب الـ 31 عاماً الذي توقف قلبه مرتين؛ الأولى في الملعب في مارس الماضي، وكتب الله له النجاة بشكل غير متوقع، والثانية والأخيرة في منزله، أحدث رحيله هزة في الوسط الرياضي المصري، وأثار تعاطفاً رياضياً عربياً واسعاً، خاصة بعد ظهوره في لقاء تلفزيوني وحيد قبل 12 يوماً من وفاته، اعترف خلاله بأن مرضه سببه الضغوط النفسية التي تعرّض لها، وأن هناك شخصين ظلموه ظلماً شديداً.

لم يرو اللاعب تفاصيل الأزمة، ولم يفصح عن اسم الشخصين، لكنه ذكر شهوداً على قصته، وأنه سيحكي ما حدث له في يوم من الأيام، لكن لم يمهله القدر العُمر الكافي حتى هذا اليوم المنشود، فرحل تاركاً ضجة عنيفة في الوسط الرياضي المصري واتهامات متبادلة بين جهات عدة حول المتسبب في وفاته.

فقد خرجت أسرة أحمد رفعت ووكيله وعدد من الإعلاميين الرياضيين يؤكدون أن الشخص الأول المقصود في حديث اللاعب الراحل هو أحمد دياب رئيس رابطة الأندية، الذي خرج بدوره ونفى تلك الاتهامات. ثم ظهرت أسماء أخرى في الواقعة منهم وليد دعبس رئيس نادي مودرن سبورت الذي نفى الاتهامات أيضاً ثم تقدّم باستقالته عقب الأزمة.

كذلك الإعلامي الرياضي أحمد شوبير الذي تم ربط اسمه بأزمة رفعت لعمله سابقاً نائباً لرئيس النادي قبل عامين، ولتلميحه عقب السقوط الأول للاعب بأنه بسبب المنشطات. لكن شوبير رفض تلك الاتهامات، ونفاها جملة وتفصيلاً، ولجأ للقضاء ضد كل من وجّه له اتهاماً في هذه الأزمة. ولأسباب عديدة انتهى الأمر، قبل قليل، بصدور قرار من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإقالته، لتعمده إثارة الرأي العام ومخالفته القواعد المهنية.

غير أن شقيق أحمد رفعت فجّر مفاجأة بأن الشخص الثاني أو بتعبير أدق المتهم الثاني لا يعرفه أحد سوى شقيقه الراحل، وأنه مات وأخذ سره معه إلى القبر.. ليظل السؤال المحير من «المتهم المجهول» في قصة أحمد رفعت؟

نرشح لك: أحمد رفعت ليس الأول.. لاعبون مصريون توفوا بعد سقوطهم في الملعب

بعد بحث "المتحدة" استبعاد شوبير.. أبرز أزماته على الهواء


خلافات شيرين وحسام.. لا جديد

بالتزامن مع وفاة اللاعب والصخب المرافق لقصته، عاد الثنائي المشاغب شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب لتصدر المشهد بخلافاتهما مجدداً، بعد تقدّمها ببلاغ ضد طليقها تتهمه باحتجازها وضربها، فما كان منه إلا أن خرج ودافع عن نفسه بأنه ضربها بالفعل، لكن ليمنعها من إيذاء ابنتها، وأنه لو أخبر الناس بما كانت تريند فعله في ابنتها لانتهت محبتها في قلوب الجماهير.

وتداولت بعض المواقع فيديو يوثق انفعال وتحطيم شيرين للمكان من حولها خلال المشادة، قيل إن حسام حبيب هو من أرسله إليهم، وقال البعض الآخر إنه مسرّب من هاتفه. فيما استمرت الاتهامات بين الطرفين، ووجّه إعلاميون وفنانون وفنانات نصائح لشيرين وحسام، وانقسموا بين مؤيد لشيرين وأنها المظلومة في هذه القصة، وبين مدافع عن حسام وأنه أضر نفسه كثيراً بدخوله حياة النجمة الشهيرة.

لكن في الحقيقة الظالم في هذه القصة سيظل مجهولاً، لأن كلا الطرفين تبادلا الاتهامات مسبقاً ضد بعضهما البعض علناً ثم قاما بنفي ما صرّحا به علناً أيضاً، وكرّرا الأمر أكثر من مرة على مدار سنوات، فلم يعد يدري أحد أين الحقيقة؟ ومن الظالم؟... هو؟ أم هي؟ أم كلاهما؟

نرشح لك: هل تحتاج شيرين عبد الوهاب لـ "صفعة" عمرو دياب؟


شهد سعيد والأولمبياد

لم تهدأ ضجة قضايا شيرين وحسام ورفعت، حتى أثيرت أزمة رياضية جديدة بعد ظهور شهد سعيد لاعبة منتخب الدراجات، ضمن صور البعثة الرسمية المصرية المقرر مشاركتها في أولمبياد باريس التي تنطلق الشهر الجاري.

وجاءت الانتقادات بسبب الأزمة التي وقعت في شهر أبريل الماضي، حينما تسببت شهد سعيد في إصابة اللاعبة جنة عليوة، باشتباه في ارتجاج في المخ مع كسور في الضلوع، بعد اصطدامها بها في الأمتار الأخيرة لسباق بطولة الجمهورية، بطريقة بدت متعمّدة خلال الفيديو المتداول للواقعة.

على إثر تلك الواقعة أعلنت لاعبة المنتخب المصري للدراجات سابقاً حبيبة عليوة، الشقيقة الكبرى لجنة، تقديمها بلاغا للنائب العام ووزارة الشباب والرياضة تتهم فيه شهد سعيد بالشروع في قتل شقيقتها، ما أدى لاحتجاز «شهد» وعرضها على النيابة العامة، التي بدورها أخلت سبيلها لاحقاً.

وأعلن اتحاد الدراجات المصري في ذلك التوقيت وقف اللاعبة شهد سعيد لمدة عام، بعد إثبات نية الإيذاء وتسببها في إصابة زميلتها خلال السباق.

ومع إعلان تمثيل شهد سعيد لمصر في أولمبياد باريس، تزايدت الانتقادات والتساؤلات حول أسباب مشاركتها، ليرد وجيه عزام، رئيس الاتحاد المصري للدراجات على الهجوم بقوله: «رأينا أن المصلحة العامة تقتضي مشاركة شهد سعيد، ولا يمكننا الانسحاب حالياً من المنافسات قبل أيام قليلة من البطولة، بمصلحة مصر أهم من أي شيء.. نحن نرفض أي سلوكيات غير سليمة بالتأكيد، ونحذر اللاعبة شهد سعيد من أي أخطاء في المستقبل».

غير أن هذا التصريح زاد من حدث الأزمة، فكيف يتم إعلاء المصلحة الرياضية على القيم الأخلاقية، وكيف تتعارض الرياضة مع الأخلاق بالأصل؟.. الأمر الذي أدى لتدخل وزارة الشباب والرياضة، لتعلن في بيان رسمي مخاطبتها اللجنة الأولمبية لدراسة موقف مشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس، مع مراعاة القواعد الأخلاقية الحاكمة للمنظومة الرياضية.

وكالعادة يظل التساؤل: من المتهم الأساسي في هذه القصة بخلاف اللاعبة؟ هل رئيس اتحاد الدراجات المسؤول المباشر عن القرار؟ هل مجلس إدارته بالكامل؟ هل شخص واحد قادنا إلى هذه الأزمة أم هي نتاج طبيعي لأحداث سابقة على مدار سنوات طويلة؟!

في النهاية، أحداث مصر كثيرة ومتنوعة، وترينداتها الساخنة مستمرة، والقضايا والأزمات تتلاحق بلا توقف، العبرة فقط بالقصص والتريندات ذات النهايات الواضحة، التي تتكشّف فيها الحقائق وتتقرَّر فيها العقوبات الرادعة.. حين يهوى النجوم من عليائهم ليستقروا في أماكنهم التي كانوا يستحقوها من البداية!