يحل اليوم الأحد الموافق 14 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل يوسف وهبي، الذي اشتهر بأدواره المميزة، التي يتذكرها الجمهور حتى يومنا هذا، بالرغم من مرور أعوام عديدة، وذلك لأنه ترك بصمة لا تمحى في عالم السينما، جعلته حيا في أذهان الجمهور إلى الأبد.
لم تأتي شهرة يوسف وهبي الواسعة، كونه فنان متميز فقط، بل لأنه كان أيضا إنسان متفرد، صاحب مبادئ وقناعات، يحب الجمهور الاستماع إلى أحاديثه وأرائه حول الحياة الفنية، ومناحي الحياة كافة، خاصة وأنه أحد أهم رواد السينما المصرية.
وفيما يلي يستعرض "إعلام دوت كوم" أبرز المحطات في حياة الفنان الراحل يوسف وهبي:
نشأته
ولد الفنان يوسف وهبي يوم 14 يوليو 1902، في مدينة الفيوم، وكان قد صرح أنه أطلق عليه اسم "يوسف" لأنه ولد أمام "بحر يوسف"، وكان جديه لأبيه وأمه حاصلين على لقب "باشا"، وحصل هو الآخر على لقب "بك"، لكنه كان لديه نزعة ثورية.
لماذا كان لديه نزعه ثورية؟
بعدما شاهد مظالم العهد القديم، كان يطمح لتحقيق المساواة بين الطبقات، دون سيطرة بعض العناصر على الفقراء، وكان لديه إحساس دائما بالثورة على هذه الأوضاع، مضيفا في "تصريحات صحفية": "نصبت نفسي أدافع على الطبقات المظلومة".
اللغات التي كان يجيدها يوسف وهبي
كان يجيد "وهبي" اللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وبعض من اللغة التركية، لأنه مكث قليلا في تركيا وهو صغير، لأن جدة والدته من أصول "شركسية"، وكاد أن يستكمل حياته هناك، لكن سرعان ما قررت والدته عودته لمصر.
كيف بدأ حبه للتمثيل؟
قال في "تصريحات صحفية" إنه شعر وكأن "وحي" هبط إليه في ما يتعلق بحبه للفن، ففي اليوم الأول الذي شاهد في التمثيل، وهو في عمر الـ 8 سنوات، من خلال فرقة جوالة في سوهاج، شعر وكأنه لن يكون سعيدا يوما، إذا لم يكن ممثلا مثل هؤلاء الذين شاهدهم.
سبب عودته من إيطاليا
بعد ما بدأ العمل في إيطاليا وقدم العديد من الأدوار السينمائية والمسرحية التي لا بأس بها، وكان يفكر في البقاء هناك، جاءته برقية من والدته، تخبره بأن والده في آخر لحظات حياته، وحينما قرر العودة لم يستطع رؤية والده، لأنه توفي قبل ساعات من قدومه.
رفض وقبول والده لمهنة التمثيل
كان والده غاضبا منه بسبب سفره لإيطاليا وعمله في مجال التمثيل، ولكن أخبرته والدته أن والده طلب منها قبل وفاته، أن تخبره بأنه صافحه، مؤكدا أنه لم يكن مذنبا أبدا، فيما قال يوسف وهبي: "فرحت أنه كان راضي عني وعن الفن قبل ما يتوفي وقولت بقى في مجال إني أقدم هذا الفن بدل أصبح في نظر رأي أبي مهنة محترمة".
لماذا أصر على تكوين فرقة مسرحية؟
أكد "وهبي" أنه صدم عندما شاهد أحد الممثلين من كبار الفنانين وهو ينحني لالتقاط "عقب سيجارة" من أرض أحد الشوارع، وعندما اقترب منه وسأله أخبره أنه لم يعد يمتلك ما يشتري به سيجارة واحدة، واصطحبه إلى إحدى المقاهي وتفاجئ عندما وجدها مليئة بكبار الفنانين، ومن هنا أصر على تجميعهم للعمل في فرقة مسرحية.
نظرة يوسف وهبي للمسرح
كان لديه رغبة في أن يجعل المسرح متنفس للجمهور ومنبر يستطيع من خلاله المطالبة بحقوق الطبقة المظلومة، فقرر جمع هؤلاء الفنانين الكبار ممكن لم يوكبوا التطور في فرقة مسرحية، اعتمد في تكوينها على استخدام الإضاءة والأثاث والمظهر الفني الحديث، وبدأ حركته المسرحية ببعض المسرحيات العالمية المترجمة، حيث قدم نحو 280 مسرحية معظمهم من إخراجه، وكانت المسرحيات تتفق مع العصر والذوق السائد وقتها، دون التعالي على المتفرج بعرض المسرحيات من منظور أجنبي، ذلك من أجل تحقيق التطور والجماهرية معا.
الحب الأول في حياة يوسف وهبي
أثناء إلقاءه للمونولوجات وإقامته للحفلات، تعرف على فتاة يونانية، وجمعتهما علاقة حب قوية، حتى أنها تركت خطيبها من أجله، وهو ترك دراسته في كلية الزراعة، وعاشا في غرفة فوق سطوح أحد العمارات، وكانا سعداء للغاية، وهو ما جعله يقبل أن يكون بطل استعراضي لفرقة مسرحية، من أجل أن يتمكن من الإنفاق على هذه الفتاة.
ماذا قال عن زوجته سعيدة منصور؟
زوجتي “سعيدة منصور” هي حبي الحقيقي والوحيد الذي أدركت أني في حاجة إليه بمقدار حاجتي للحياة، فهي أثبتت ذلك بالبراهين خاصة أنها أعادت إليّ مكانتي الفنية والاجتماعية التي كنت على وشك أن أفقدها، عندما تزوجتها كان يوم إشهار إفلاسي، وقفت هذه المرأة بجانبي وجعلتني أنسى أني في محنة، وشجعتني على العمل حتى ضاعفت ما ضاع مني، المرأة التي تحب حب حقيقي هي عناية من الله.
لماذا جعل نهاية فيلم "غرام وانتقام مأسوية؟
غير "وهبي نهاية فيلم "غرام وانتقام" بعد وفاة أسمهان من النهاية السعيدة إلى أن يُصاب البطل بالجنون ولا يُكمل لحنه في إشارة إلى الفيلم الذي لم يكتمل، حتى أنه شعر قبل العرض الأول للفيلم كأنه رأى أسمهان وقالت له: "مبروك البكاوية"، وبالفعل حضر الملك فاروق العرض ومنحه الرتبة، حيث إنه كان على إيمان من وجودها حوله، حتى أنه قرر وضع الورود وقال للحضور: "أسمهان تجلس في اللوج المجاور لي، قفوا واقرأوا لها الفاتحة".
خلافه مع "دار الهلال"
قرر أميل زيدان، صاحب دار الهلال، معاقبة "وهبي" بمقاطعة أخباره، بعدما انفعل على محرر بالجريدة كان يجري معه حوارًا وطرده من المسرح، لأن الصحفي دافع عن “دار الهلال” التي أغضبت “وهبي” لأنها كرمت زكي طليمات وكان بينهما خلافات، ما دفع الفنان لزيارته، وقال له “لم يكن ذلك قصدي كنت أريد أن أشتم فتردوا لي الشتيمة وتنشروها على صفحاتكم” فأجابه “زيدان” بأنهم ليسوا أهلا للشتائم وأنه يجب أن يعتذر من الصحفي الذي أهانه وليس منه هو، فحرص على تسوية الأمر لكي يرى اسمه مرة أخرى على إصدارات دار الهلال.
أشهر مونولوج لـ يوسف وهبي
لا أحد ينسى هذا المونولوج الكوميدي الشهير الذي قدمه في فيلم “إشاعة حب"، الذي يثير الضحك في كل مرة نشاهد فيها من خلال الأداء المسرحي المبالغ فيه في أعقاب اكتشاف “رسالة هند رستم” لعمر شريف ضمن أحداث الفيلم.
وفاة يوسف وهبي
توفى يوسف وهبي في 17 أكتوبر 1982بعد دخوله مستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، حيث أصيب أثناء العلاج بسكتة قلبية مفاجئة.