طارق إمام: أفكار والدي صنعتني وكنت حرًا في تجربتي

استضافت مكتبة الإسكندرية أمس السبت، الكاتب والناقد طارق إمام، في لقاء مفتوح قدمه الدكتور إيهاب بديوي، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة 19 لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، والذي يُقام في الفترة من 15 إلى 28 يوليو الجاري.

تحدث "إمام" عن بداياته وتأثير والده على تكوين وصناعة أفكاره، موضحًا أن حبه للشعر كان له دور كبير في كتاباته.

دور والد طارق إمام في تكوينه

قال إنه كان يكتب على يسار قناعات والده الكاتب الراحل والمترجم السيد إمام في الكتابة، حيث كان والده من جيل الحركة الطلابية في السبعينيات، ودخل الفن والكتابة من باب السياسة بشكل واضح.

أضاف أنه كان عكس ذلك تمامًا حيث كانت كتاباته الأولى جمالية خالصة، وعلى الرغم من ذلك لم يوجهه والده لنمط معين من الكتابة، بسبب اقتناعه بأن التجربة هي التي ستقوده وتطور من أسلوبه وفكره.

أشار إلى أنه لم يقرأ من كتب والده إلا كتابين ولكنه تلقى كل كتاباته بالطريقة الشفاهية أثناء عملية الكتابة والتفكير، موضحًا أن أفكار والده صنعته ولكنه كان حرًا تمامًا في كتابة تجربته حتى وإن لم تُمثل رؤية والده.

المجموعة القصصية الأولى لـ طارق إمام

أكمل أن مجموعته القصصية الأولى كانت بعنوان "طيور جديدة.. لم يفسدها الهواء" وتم نشرها عام 1995 أي عندما كان عمره 18 عامًا، ومن أجل نشرها تقدم إلى سلسلة تُدعى "الكتاب الأول" بالمجلس الأعلى للثقافة، وانقسمت آراء لجنة التحكيم التي ضمت لفيفًا من الكُتاب والمثقفين إلى شقين، وهما الاحتفاء البالغ والرفض الواضح.

أردف أنه تم رفض نشر مجموعته القصصية بالمجلس الأعلى الثقافة بسبب رأي الكاتبة لطيفة الزيات التي حسمت نتيجة انقسام الآراء بالرفض، لأنها رأت أنه لو تُرك المجال لمثل هذه الكتابات سيتم إفساد المجال، موضحًا أنه اتجه بالمجموعة القصصية بعد ذلك إلى دار شرقيات وتم نشرها لديهم.

تابع أنه يعتبر نفسه قارئًا للشعر في المقام الأول، وأنه يتصور أن الشعر ليس نوعًا أدبيًا، ولكنه طريقة لرؤية العالم، حيث يبحث كل فن بطريقته عن قصيدته الخاصة، أي بحثًا عن ظل المعنى، لافتًا إلى أهمية قراءة جميع أنواع الأدب وألا تقتصر قراءات الروائي على الروايات فقط، والشاعر على الشعر فقط، لأن الإلهام يُمكن أن يأتي من أماكن ومجالات مختلفة.

طارق إمام: الإسكندرية لعبت دورًا كبيرًا في أعمالي

أضاف أنه كتب قصص للأطفال عام 2000 اسمها"ملك البحار الخمسة"، حيث كان بجانب الكتابة يُمارس هواية الرسم ويُنفذ قصصًا مصورة بالكامل، تكونت لديه مجموعة قصصية كانت في شكل مخطوطة حينها وأعطاها لصديقه ليقرأها، موضحًا أن الإسكندرية لعبت دورًا كبيرًا في تنفيذ هذه المجموعة.

أردف أن هذا الصديق كان يعرف الفنان التشكيلي والرسام عصمت داوستاشي، وذهب إليه عن طريق المصادفة في منزله بالعجمي وكان معه المخطوطة، وعندما شاهدها "داوستاشي" قرر رسمها بالكامل وبالفعل تم رسمها ونشرها.

أشار إلى أنه قابل الكاتب جمال الغيطاني لأول مرة في مرحلة الشباب وأخبره حينها أنه قاص وناقد أيضًا على الرغم من أنه لم يُنشر له في ذلك الوقت إلا مقالًا واحدًا، وأنه شعر بالسعادة البالغة بسبب ما كتبه الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق عنه وعن كتاباته، وأنه شاركه حفل توقيع روايته الأولى "يوتوبيا".