محمد صبحي.. بين "سطحية" الأرض و"مظلومية" الرقابة

هو فنان كبير بلا شك، واسم بارز في مسيرة الفن المصري وفي القلب منه "المسرح" لكن الممثل القدير محمد صبحي يبدو أنه اختار "إثارة الجدل" بديلا عن التركيز في خشبة المسرح والعودة لشاشة التلفزيون خصوصا بعد شروطه التي تمسك بها منذ 20 عاما فيما يتعلق بالفواصل الإعلانية وغيرها وكأنه يسير بمفرده في طريق والإنتاج الفني في طريق آخر وبات من يحب مشاهدته مطالبا بالذهاب إلى مسرحه على الطريق الصحراوي على بعد 40 كيلومترا من قبل القاهرة، وحتى عندما تصل المسرحيات إلى التلفزيون يكون الجدل هو الأساس وليس العمل الفني نفسه.


صبحي الذي حاول التملص من تصريحاته عن "سطحية الأرض" و"التغير المناخي الخطير" بأنه كان "يسخر من نظرية المؤامرة" على حد قوله، خرج بدون مقدمات ليتهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية باغتيال مسرحيته "عيلة اتعمل لها بلوك" وحذف مشاهد وعبارات دون الرجوع له،وبعيدا عن كون لفظ "اغتيال" مبالغ فيه كالعادة لكن اللافت أن مدة المسرحية على شاشة cbc تكاد تطابق مدتها على خشبة المسرح، وما لا يعرفه صبحي على ما يبدو أن هناك مشاهد أثارت حفيظة جمهور التلفزيون الذي يشاهد عادة المسرحيات مع الأطفال وسيجري حذفها في الإعادة استجابة لمطالبهم، ولو كان مقص الرقيب "ثقيلا" كما ألمح فلماذا لم تحذف من العرض الأول؟


نرشح لك: عمرو منير دهب يكتب: قارن ولا تقارن

ما يجب ذكره هنا، أن كل مشاهدي مسرحيات مصر الكلاسيكية يعرفون أن هناك تفاوتا في النسخ المعروضة من قناة لأخرى، والدليل أن مسرحيات مثل "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين" وحتى مسرحيات صبحي الشهيرة هناك عبارات تعرض على قناة وتحذف من أخرى ولم يعترض أحد في زمن ما قبل السوشيال ميديا والمنشورات الغامضة ذات الألفاظ الرنانة مثل "اغتيال".


بالتأكيد محمد صبحي فنان كبير، ولازال قادرا على العطاء، لكن العطاء على خشبة المسرح وفي بلاتوهات الدراما يحتاج إلى معرفة مدى تغير ذائقة الجمهور أولا، والتركيز في العمل الفني ثانيا بعيدا عن التصريحات والمنشورات العنترية التي لا تعود على صاحبها إلا بالهجوم العنيف تماما كما فعل صاحب نظرية "سطحية الأرض".