هو محمد صبحي مالو؟.. هذا السؤال تكرر كثيرا أمس الثلاثاء على مدار اليوم وظن البعض أن الأمر مرتبط بأزمة تصريحاته حول الأرض غير الكروية، لكن ما تبين سريعا أن صاحب "تخاريف" فتح مجالا جديدا للصدام وافتعل أزمة غير مبررة -كما اتضح لاحقا- بنشره لبيان ملئ بالمبالغات حول عرض قناة cbc لمسرحيته الأخيرة "عيلة اتعمل لها بلوك".
اتهم صبحي الشركة المتحدة في البيان بـ"اغتيال المسرحية" لكن التعبير الرنان لم يمر مرور الكرام، حيث ردت الشركة المتحدة ببيان آخر كشفت فيه الكثير من الحقائق حول التعاقد بينها وبين الفنان الكبير، وطلبه تغيير بعض البنود المالية قبل أيام من عرض المسرحية موضوع الجدل وقبل أن يبدأ مسرحيته الجديدة التي اشترتها المتحدة دون تفاصيلها ثقة فيما يقدمه، غير أن اليوم لم ينته عند انفعال صبحي ورد المتحدة، حيث فاجئ الجميع بعد منتصف ليل اليوم الأربعاء بتوضيح أقرب للتراجع والاعتذار يؤكد فيه احترامه للمتحدة ويخول للفنان أشرف زكي نقيب الممثلين التدخل لإزالة "سوء الفهم" على حد تعبيره !
فيما يلي القصة الكاملة لأزمة مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" تأليف مصطفى شهيب، إخراج وبطولة محمد صبحي .
البداية
عرضت قناة cbc المسرحية ضمن خريطتها الصيفية مساء الإثنين الماضي دون حذوفات على حد تأكيد بيان المتحدة وحسبما استلمت النسخة من الشركة المنتجة أي شركة محمد صبحي .
كيف رد محمد صبحي؟
فوجيء الجمهور في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، بنشر الفنان محمد صبحي، لبيان مقتضب عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر فيه أن ما حدث لمسرحيته "عيلة اتعمل لها بلوك" هو اغتيال.
ذلك الاعتذار الموجه للجمهور والذي أثار جدلا كبيرا جاء فيه الآتي: " تم إغتيال مسرحية عيلة اتعمل لها بلوك وتم ضرب بنود العقد وأهمها عدم قطع المصنف الفني بإعلانات سوى بين الفصلين وعدم حذف أي كادر ولا لقطة ولا جملة ولا إغلاق الصوت إلا بموافقة كتابية من الفنان محمد صبحي.. لقد تجاوزت الشركة المتحدة كل الحدود والحقوق واغتالت المسرحية بعدم احترام الجمهور وإعلانه عن موعد البث قبلها بأسبوع.. ولكن قناة CBC أذاعت المسرحية في أسوأ موعد حتي الرابعة صباحا الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤.. دون علم الفنان محمد صبحي".
نرشح لك: بفارق 3 ملايين جنيه.. محمد صبحي يطلب تعديل عقد لمسرحية بدون اسم!
بيان الشركة المتحدة
بعد انتشار الجدل حول "صبحي" وعدم وضوح الملابسات حول المسرحية، أصدرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بيان حق الرد، وجاء فيه الآتي: "إيمانًا من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدورها الأبرز في دعم الإبداع والفن المصري، والحفاظ على جودته وريادته؛ بما يليق بعظمة الشعب المصري، واحترام فنانيه، والحفاظ على مقام الأساتذة الرفيع، فقد تابعت الشركة، باستغرابٍ وتعجّب؛ تصريحات الفنان القدير محمد صبحي، والتي ادّعى فيها عبر صفحته الرسمية، ما وصفه باغتيال مسرحيته (عيلة إتعمل لها بلوك)، عبر ادّعائه الإخلال ببنود العقد المبرم بينه وبين الشركة، وقد آثرت الشركة الصمت في الساعات الماضية، حفاظًا على مصداقية فنان مصر الكبير، واحترامًا لقدره لدى الشركة، والذي اضطرها لقبول عرض مسرحية لديها الكثير من التحفظات على جودة محتواها؛ بشهادة المتخصصين الكبار من زملاء جيل الأستاذ محمد صبحي ومقامه، أو من أجيال أخرى، وقبلتها الشركة، مراعاةً لخصوصية حالته، وحفاظًا على وجود اسمه الرفيع على الشاشات المصرية بما يراه مناسبًا لنفسه، وقناعةً بأن الشركة المتحدة هي الباب المفتوح بالمحبة والتقدير والاحتواء لكل المبدعين المصريين مهما تغيّرت قدراتهم، ولكن؛ فوجئت الشركة بإعلان الفنان الكبير، اتخاذ الإجراءات القضائية ضدها، في وقائع "غير صحيحة" كُلّيةً، وذلك رغم التزام الشركة "الصمت"، أمام كل ما سبق، في مشهدٍ غريب، استدعى اضطرار المتحدة إعلان الحقائق للرأي العام، بكل شفافية، احترامًا للجمهور المصري، واحترامًا لفنانيه الكبار، وحفاظًا على حق الشركة والعاملين المحترمين فيها لخدمة الفن والإبداع في مصر، في الرد على الادعاءات السالف ذكرها، وعليه نؤكد التالي:".
تابع: أولاً: تنفي الشركة "المتحدة" بشكل قاطع؛ حذف أي مشاهد، أو مقاطع، أو كتم صوت، أو أي تعديل على المسرحية المذكورة، حيث تم إذاعتها كاملة؛ كما أرسلتها الشركة المنتجة.
ثانيًا: تعاقدت الشركة "المتحدة" مع الفنان القدير "محمد صبحي" على إنتاج ثلاث مسرحيات، وبالفعل تم إنتاج المسرحية الأولى "نجوم الظهر" وتصويرها بأعلى التقنيات التليفزيونية، إلا أنها لم تحقق أي عائد جماهيري أو إعلاني، ورغم ذلك استمرت الشركة المتحدة في دعم مسرحيات الفنان "محمد صبحي"، رغم التحفظات النقدية والجماهيرية، ولم تخذله ماديًا أو مهنيًا، والتزمت الصمت؛ حتى إعلانه اتخاذ إجراءات ضدها، والإساءة لها وللعاملين فيها بما لم يصدر من الشركة وقنواتها.
ثالثًا: الفنان القدير "محمد صبحي" هو من قام بمخالفة الاتفاق والتعاقد المبرم مع الشركة "المتحدة"، بتغيير كبير مفاجىء، في نص مسرحيته الأخيرة؛ دون موافقة الشركة وبالمخالفة للعقد، حتى وصل الأمر أن تضمنت المسرحية ايحاءات وألفاظ لا تقبلها القواعد والأكواد الأخلاقية الإعلامية، ولا مواثيق الشرف المهني.
رابعًا: قام الفنان الكبير "محمد صبحي" بتسريب مقاطع كثيرة من المسرحية على صفحته الرسمية؛ إخلالًا بحقوق "الملكية الفكرية" التي يؤمن بها، ورغم كل هذه المخالفات والغرائب، قامت الشركة "المتحدة" للخدمات الإعلامية؛ بعرض المسرحية على قناة ( Cbc ) العامة الرئيسية، كاملةً "دون أي تعديل"، بل وعرضتها في توقيتٍ مهم كسهرة صيفية وألغت عروضٍ أخرى تقديرًا له، ورغم ذلك "فشلت" المسرحية في جذب الإعلانات، مجددًا، وتحملت الشركة خسارتها في صمت، إكرامًا للفنان الكبير ورفعًا للحرج عنه.
خامسًا: إمعانًا في إخلال الفنان القدير "محمد صبحي" بالتعاقد، فوجئت الشركة "المتحدة" منذ أسبوعين، بطلب الفنان القدير، "زيادة قيمة التعاقد" مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية "بنسبة تتجاوز ٢٥٠ في المئة"، في مشهد غير مسبوق وغير مبرر ولا يحدث في أي تعاقد في العالم.
اختتم البيان: " تؤكد الشركة "المتحدة" للخدمات الإعلامية، أنها ستلجأ للقضاء المصري العادل، لاتخاذ كل الاجراءات القانونية، حفاظًا على حقها والعاملين فيها؛ في عدم الرضوخ لضغوط؛ تستهدف الربح غير المُستحق، تحت مُسمى "القيمة" أيما كان صاحبها، وكذلك حفاظًا وحمايةً للفنان القدير "محمد صبحي" وتاريخه؛ من ادّعاءاته الفجّة، وغير الصحيحة، التي ستؤثر على صورته القديرة، وتدفع المؤسسات للإفصاح عن أشياء كثيرة، قد لا تليق بتاريخه الكبير، هذا ولن يتم التعليق من جانب الشركة على أي شيء يخص الفنان القدير "محمد صبحي" مرةً ثانية، تقديرًا للقضاء المصري وقوله الفصل".
التوضيح "الاعتذار" من محمد صبحي
لم تمر ساعات قليلة منذ أن أعلنت "المتحدة" بيانها الرسمي، حتى أصدر "صبحي" بيانا جديدا أكد من خلاله أن ما حدث على مدار ساعات يوم الثلاثاء الموافق 23 يوليو 2024، ما هو إلا سوء فهم!
وجاء نص التوضيح كالآتي: " تلقيت اتصالاً من صديقي دكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وتحاورنا حول أزمة مسرحية عيلة أتعمل لها بلوك وبثها بالتليفزيون والمشاكل التي حدثت والتي قد يكون فيها سوء فهم... وربما عرض المسرحية وبثها دون إعلانات وتقديمها في موعد غير الذي اتفقنا عليه هو الذي سبب بعض الضيق لنا جميعا.. الشركة المتحدة وانا كفنان لا بد أن نحرص على صورتنا وصورة وطننا مصر.. وتركت للدكتور أشرف يتخذ ما يراه وينهي الموضوع.. احترامي للنقابة واحترامي للمتحدة ويظل بيننا كل الحب كمصريين لا نصنع صراعا يلهينا عن تقدمنا ورفعة وطنا وريادتنا".