إسلام وهبان في مكتبة الإسكندرية: أسعى لخلق مساحة أكبر للإبداع وحب القراءة

استضافت مكتبة الإسكندرية، أمس الخميس، ندوة "المحتوى الثقافي على السوشيال ميديا"، للصحفي إسلام وهبان، مؤسس مكتبة "وهبان"، والكاتب والصحفي تامر عبد أمين والكاتب هيثم السيد، مؤسس "عربية الحواديت"، قدمتها الباحثة ياسمين عبد الله، ضمن البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته 19، والمُقرر استمراره حتى يوم 28 يوليو الجاري.


تحدث الصحفي إسلام وهبان عن عمله في الصحافة الذي جعله يلاحظ وجود فجوة بين ما يطلبه الصحافة الثقافية وما يريده الجمهور، موضحًا أن سبب إدارته لمجموعات قراءة على مواقع التواصل الاجتماعي، هو رغبته في خلق مساحة مشتركة تجمع أطراف عملية القراءة، بدايةً من الكاتب، الناشر، وصولًا إلى القارئ.

أردف "وهبان" أن ذلك بهدف تفاعلهم سويًا وفهم الكاتب والناشر لمتطلبات القارئ واحتياجاته، لافتًا إلى أنه أنشأ مجموعة "نادي القراء المحترفين" لهذا السبب في 2019، حيث لم تكن المجموعات الثقافية منتشرة في هذا الوقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه سعى دائمًا في تشجيع الجمهور بمختلف فئاته على القراءة.

أضاف أن الصورة النمطية السائدة للشخص المثقف هو كونه شخصًا معقدًا يرتدي نظارة طبية ورابطة عنق ولا يُحب التعامل والتفاعل مع الآخرين من حوله، موضحًا أنها صورة ذهنية خاطئة تمامًا وهو ما حاول كشفه من خلال إنشاء مجموعات للقراءة متاحة للجميع، من أجل التعرف على أنماط واهتمامات مختلفة للقراء.


أكمل أن أي شخص يُدير منصة ثقافية عليه أن يتابع الأحداث الجارية بشكلٍ يومي، وأن يعمل طوال الوقت على إنتاج أفكار جديدة تُشجع على القراءة والتي قد تثمر عن ظهور كُتّاب جدد على الساحة باعتبار أن كل كاتب جديد هو في الأصل قارئ، لافتًا إلى يحول دائمًا أن يختار أهم آراء القراء حول الكتب المختلفة ورفعها على مدونة "مكتبة وهبان" بشكلٍ شهري، ليتمكن أي شخص يبحث عن رواية معينة أن يجد آراء متنوعة لنقاد وكذلك قراء عاديين مثلهم.

ومن جانبه، تحدث الكاتب والصحفي تامر عبده أمين، عن أهمية منصات التواصل الاجتماعي في كشف مواهب ثقافية مختلفة، مُشجعًا على ضرورة استمرار أي شخص يمتلك هواية معينة على تنميتها وتطوريها والسعي المستمر لممارستها يوميًا ولو لمدة ساعة واحدة فقط، من أجل تعزيز هذه الموهبة.


أردف "أمين" أن سبب كتابته باللغة العامية هو جذب فئة معينة من الجمهور وتشجيعها على القراءة، موضحًا أنه بدأ في التركيز على الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2011، وأن هذا بعد حصوله على جائزة في الكتابة خارج مصر، وكان يرغب في نشر المجموعة القصصية الحاصلة على الجائزة في مصر.

تابع أنه راسل إحدى دور النشر من أجل نشر هذه المجموعة القصصية، وفوجئ حينها بسؤالهم عن عدد الإعجابات التي يحصل عليها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعن عدد أصدقائه ومتابعيه، موضحين أن معايير النشر والتعاون معهم تعتمد على القاعدة الجماهيرية للكاتب من أجل المبيعات.

أضاف أن بعد هذا الموقف بـ 8 سنوات، مالك دار النشر التي رفضت نشر مجموعته القصصية بسبب عدد متابعيه، طلب منه أن ينشر له كتابًا وتحدث معه بنفسه، ولكنه أخبره بما حدث معه من قبل، واعتذر عن قبول عرض النشر معهم.

أكمل أن وقت انتشار جائحة كورونا عام 2020، قرر استخدام خدمة "المساحات – سبيس" الموجودة عبر منصة "تويتر" سابقًا، "إكس" حاليًا، في نشر تسجيلات صوتيه والتفاعل مع المتابعين والتحدث معهم عن مواضيع ومجالات مختلفة، موضحًا أن الكثير من المشاهير انضموا إليهم من الإعلامي محمود سعد، الفنانة درة، والعالم فاروق الباز.

وفي نفس السياق، تحدث الكاتب هيثم السيد، عن بداية حبه للحكي كانت بسبب والدته التي طالما أخبرته عن قصة مولده التي احتوت على العديد من المواقف الصعبة والتي أصبحت طريفة الآن، وأنها "حكواتية" مُتميزة وكانت تقوم دائمًا بجمع السيدات في القرية من أجل الحكي لهم في موضوعات مختلفة.


أضاف "السيد" أنه اكتشف أن مشاركة الأطفال في كل شيء يقومون به هو أهم شيء في كسب ثقتهم وحبهم، وأنه يريد أيضًا أن يُشاركهم مشاعرهم والابتعاد عن استخدام السلطة دون إيجاد مساحة للنقاش والتفاهم، مُشيرًا إلى أهمية تعزيز قدرات الأطفال واكتشاف مواهبهم دون السيطرة على اختياراتهم بناءً على قناعات قد لا تتماشى مع التطور التكنولوجي.

وعن بداية تجربته في الحكي وكتابة القصص للأطفال، قال إنه وجد والده ووالدته يقومان بمساعدة الأطفال ويعلمونهم في القرية، وهذا ما ورثه عنهم، وأنه كان يملأ سيارته بالكتب والقصص ويتحرك بها لتوزيعها على صغار السن في قريته بالشرقية والتي ما زال يعيش بها حتى الآن، وخلال نحو 10 سنوات وزع حوالي 216 ألف كتاب، ومع ظهور وتوسع السوشيال ميديا وجد أنها وسيلة يجب الاستفادة منها في الوصول لفئات مختلفة من الناس.

أكمل أن سمى ابنته الكبرى "شهرزاد" هذا الاسم بسبب حُبه للحكي، وأنه لاحظ فيها حبها لمشاهدته وتقليده عندما يقوم بالحكي للأطفال، وفي إحدى الفعاليات شاهدها تقف بين الأطفال مُمسكة بكتاب في يديها وتقوم بحكي القصة لهم مثلما هو يفعل تمامًا، وعندما سألها عن السبب أخبرته أنها كانت سعيدة للغاية عندما كانت تفعل ذلك.

أردف أنها طلبت منه تصوير مقاطع فيديو تتحدث فيها مثله عن الكتب والقصص، لهذا قرر أن يكون جزءً من هذه التجربة ومشاركتها في رغبتها، موضحًا أنه يقوم بتصويرها بنفسه ومتابعة آراء وتعليقات المتابعين معها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيعها على الاستفادة من آراء الجمهور لتطوير نفسها وموهبتها، مٌشجعًا كل الآباء والأمهات على مشاركة أبنائهم مواهبهم وأنشطتهم المختلفة.

نرشح لك: تفاصيل الدورة الـ 21 لمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية