تسير الدراما في الإمارات على سكة متسارعة وباتت تتميز مؤخرا بالسواعد الأنثوية التي تقف خلف العدسة، ومن ضمنها فيلم العيد عيدين عن نص سارة الصايغ وإخراج ميثة العوضي، ويتناول الفيلم حكاية مها التي تأتي وعائلتها لتمضي عطلة العيد في الإمارات بكل ما يحمله ذلك من مفارقات عائلية كوميدية، وانطلق عرض الفيلم مؤخرا في كل صالات السينما الخليجية.
قالت ميثة العوضي القادمة من عالم الصحافة إلى الإخراج عن اختيارها الممثلة ميرا المدفع التي عرفت في الدراما: "ميرا أدت شخصية مها بما يفوق التوقعات، رغم تخوف فريق العمل لكونها ناجحة بالدراما والكوميديا تحد صعب، راهنت عليها ونجحت لقد ملكت ميرا الفيلم بالكوميديا التي قدمتها بشكل مختلف عن أفلام سابقة لأنها جسدية وليست مبنية على الحوار، وأضافت للشخصية الكثير بأدائها كامرأة تريد أن تكون نفسها وصوتها ضائع عند زوجها وحماتها وأطفالها، وتبرز بتعاملها معهم جسديا فنراها تعدل عبائتها وشيلتها كثيرا، لأنها تريد أن تري الناس أنها مظهرها كامل وأنها إنسانة متحكمة بمظهرها وحياتها وعائلتها وبطريقة أدائهم، لذا كوميديا مها كانت بلغة جسدها".
أما عن اختيار فهد البتري الممثل السعودي القادم عالم تلفاز 11 للبطولة، تقول العوضي: "كان الاختيار صعباً أمام تعدد الفنانين السعوديين المبدعين، لكني شاهدت فهد سابقاً في فيلم علي مصطفى from A to B. وشاهدته في المكتب من إنتاج MBC، وقلت سأقابله وأقرر وعند اللقاء تولد لدي إحساس بأنه سيؤدي دور راشد جيدا، وهو رجل عائلي ودود ولديه ابنة، وفهد كاتب وكوميدي وعاش في الغربة وتعاون معي كثيرا لنفهم العادات والتقاليد السعودية".
وتكشف أن النص أضيف له الكثير مع حضور البتيري، فالحكاية عن عائلة تعيش في الخبر، لذا "كان هناك تعديلات بالسناريو لمواءمة بيئة الخبر ولهجتها التي تختلف عن جدة والرياض، سبق وأن عمل مع الممثل شادي ألفونس سابقاً، وقدم الاثنان أمام العدسة أفضل المشاهد، كان ثمة تعاون بينهما لجهة الأفكار التي لم تكن مكتوبة وطورناها في التصوير، وكان الارتجال سيدًا فيها بنسبة عالية بين: فهد وشادي، وفهد وميرا، وفهد وأستاذ حسن رجب وفهد والأطفال، لقد ساعدني جدا مع الأطفال الذين هم من الرياض ولم يفهموا لهجتي الإماراتية أحيانا".
استكملت عن الاختلاف بين العمل في السينما العربية والغربية لكونها سبق وأن عملت في لندن: "الموضوع يختلف، وطريقة الأداء والحوار يختلف، فالنصوص العربية تعنى بالعادات والثقافة، نحن في العيد عيدين لدينا الشعبين السعودي والإماراتي في عاداتهم وتقاليدهم وتباينها، وممثلين من الدول العربية مثل شادي ألفونس، واللغة تمثلهم بالتعابير المميزة فيها، أما بالإنجليزي التعابير موحدة، لدينا اللكنة استرالية واللكنة البريطانية والأمريكية وغيرها لكن المغزى واحد، اللغة العربية في وقعها شعر، هذا جعلني أشعر أن اللغة الإنجليزية هي أسهل، لأني عشت 7 سنوات بالغربة وكنا نرى ونشاهد أفلام ومسلسلات أجنبية".
أضافت: "في بريطانيا تعرفت على جنسيات مختلفة عملت معها كمنتجة ومسجل صوت ومونتاج ومخرج أحيانا، كنت فيلم ميكر وستايلست وميكب ارتيست، عملت مع كل هؤلاء في صنع أفلام وفق رؤيتهم، تعاونت مع هنود وأردنيين وبريطانيين وكل منهم له رؤية إخراجية مختلفة، والممتع بالعمل هو الاندماج بصوتهم الخاص في رواية الحكاية، أما العمل باللغة العربية فهو أتاح لي أن أحب وطني أكثر وأن يزداد اهتمامي بالصوت العربي، وزادت رغبتي أن أحكي قصص عربية، قبل ذلك كنت أسير كهدف إلى هوليوود وإلى عمل أوسكاري مهم. حاليا لا... أريد أن أتميز عن باقي المخرجين الإماراتيين، لدينا الكثير من المبدعين، كل له صوته وبصمته الإخراجية المميزة، أرغب بالتميز بينهم عبر اكتشاف صوتي الخاص. والعيد عيدين يقدم رؤيتي الفنية المختلفة وهو خطوتي الأولى كفيلم طويل".
أما عن تمكين النساء والمخرجات في الإمارات، قالت: "كل فيلم نراه بالسينما الإماراتية يتضح فيه صوت المرأة، ثمة مخرجين شباب قدموا المرأة بطريقة لم تتمكن منها المرأة نفسها، وهناك مخرجات قدموا الشباب الإماراتي بطريقة مختلفة بصريا وفكريا، في العيد عيدين صوت المرأة واضح بكل شخصية، حتى بشخصية الرجل؛ بحنانه وتفاهمه وحبه لزوجته وابنته وعائلته وتعاونه مع الشخصيات الأنثوية، وشخصية مها في الفيلم قوية تقدم للمرأة بكل أدوارها الأم والصديقة والزميلة والأخت، أشعر أن المرأة الإماراتية والخليجية ظاهرة بشكل مميز بالدراما الخليجية لأنها تقدم النساء وحياتهن وتطلعاتهن وأجد نفسي فيها".
كانت ميثة العوضي قد قدمت أفلامها الأولى باللغة الإنجليزية وهو فيلم: تشارلي بسنوغرافيا بصرية ترنو نحو السكون والعزلة، واشتهرت عندما حازت على 13 جائزة عالمية عن قصة نور التي كتبتها، وتقول المخرجة ميثة خاتمة "نور حكاية الوجع السوري بشكل إنساني عن العائلة التي تتمزق بين الغربة وتحت وقع الحرب".