محمد سلطان محمود
هل جيزوالدو فيريرا هو المدرب الخارق الذي قدم لكرة القدم المصرية و الزمالك ما لم يقدمه مدرب أجنبي أو وطني من قبل؟
بالطبع لا، كرة القدم المصرية شهدت العديد من المدربين العباقرة مثل الراحل محمود الجوهري، حسن شحاتة، مانويل جوزيه ، بالإضافة إلي وجود العديد من المدربين المصريين الذين أثبتوا كفاءة و قدرة علي إدارة المباريات الحاسمة، مثل طارق العشري، حسام البدرى، محمد يوسف، حمادة صدقي و إيهاب جلال.
هل قام فيريرا بتقديم لاعبين جدد للفريق او قام بتطوير إمكانيات احد لاعبيه؟
لا، حمادة طلبه يلعب كمدافع ايسر منذ تولى محمد صلاح لقيادة الفريق، و عندما رحل احمد عيد عبد الملك قام فيريرا بوضع محمود كهربا مكانه، و حل أحمد حسن مكى بديلًا لخالد قمر.
بينما إنتظر طارق حامد و أحمد دويدار لعدة أشهر قبل الحصول علي فرصة المشاركة ضمن التشكيل الأساسي للزمالك، و هي الفرصة التي جاءتهم لظروف خارجة عن إرادة فيريرا.
اما ناشئي الزمالك فربما يجب عليهم الإنتظار لرحيل فيريرا حتى يحصل أحدهم علي فرصة للمشاركة مع الفريق الأول بالنادى.
هل يعُد فيريرا مدرب متميز تكتيكيُا؟
يحتاج فيريرا إلي دراسة المنافس و حفظ عيوبه و مميزاته، و وضع إحتمالات تعتمد كلها علي عدم مفاجئة الخصم له، تلك الإحتمالات إن أصابت فاز، و ان لم تصب خسر او تعادل.
هل تفوق فيريرا تكتيكيًا علي فتحى مبروك في نهائي كأس مصر؟
لا، هدفي المباراة جاءا من اخطاء لمدافعي الأهلى و حُسن تصرف من باسم مرسي، لكن لم ينجح الزمالك في بناء هجمة تُسفر عن هدف أو تُظهر سيطرة البرتغالي العجوز علي مجريات اللقاء.
هل يقوم فيريرا باللعب بالتشكيل الأمثل للزمالك؟
بالتأكيد لا، فيريرا لا يعتمد علي نصف لاعبي فريقه، و يكرر خطأ حسام حسن في تقييم باسم مرسي، فطوال شهرين لم يقتنع حسام بالإعتماد على باسم الذي تذيل ترتيب مهاجمى الفريق بعد عبد الله سيسيه و خالد قمر و احمد علي، و بالرغم من مشاركة باسم المتأخرة بعد شهرين من بداية الموسم إلا انه إستطاع ان يلفت الأنظار إليه سريعًا و ينضم إلي منتخب مصر و يصبح باسم مرسي الذي يعرفه الجميع حاليًا.
في اول تصريح لفيريرا بعد رؤيته للفريق الذي يقوده محمد صلاح، قال ان اللاعب رقم 22 (حمادة طلبة) لا يلعب في مركزه، لكن عندما تسلم مسئولية الفريق إحتفظ طلبة بمركزه كمدافع أيسر في وجود أحمد سمير، و السبب ليس فني.
فما تردد هو أن فيريرا إستبعد سمير و أحمد دويدار طوال الموسم بسبب قيامهما بالمزاح في احد التدريبات، فكانت النتيجة بقاء دويدار خارج قائمة الفريق في معظم مباريات الدوري، بينما إستمر سمير علي دكة البدلاء، و واصل حمادة طلبة صاحب الـ33 عام اللعب في مركزه الجديد.
فيريرا حرص علي عدم تغيير فريقه، حتى لو أدى ذلك إلي إرهاق اللاعبين في أطول موسم كروى شهدته الكرة المصرية.
طارق حامد ظل حبيس دكة بدلاء فيريرا حتى إبتسم له الحظ حين أصيب إبراهيم صلاح، فحصل علي فرصة اللعب لمباريات كاملة قبل نهاية بطولة الدورى، ثم شارك في مباريات كأس مصر و الكونفيدرالية الأفريقية، و استطاع إقناع فيريرا بالإبقاء عليه اساسيًا حتى بعد عودة إبراهيم صلاح من الإصابة.
و لولا مباراة ذهاب نصف نهائى الكونفيدرالية امام النجم الساحلى لظل أحمد دويدار علي دكة البدلاء، لكن فيريرا الغاضب من محمد كوفى و غير المقتنع بإسلام جمال، قرر أن يمنح دويدار الفرصة.
و و لولا رحيل أحمد عيد عبد الملك و خالد قمر عن الفريق لكان كهربا و أحمد حسن مكى يتنافسان علي مكان ضمن البدلاء رفقة أحمد حمودى و محمد سالم و ابراهيم عبد الخالق و محمد عادل جمعة و شريف علاء .
و علي ذكر الأخيران، ما جدوى بقاء حمادة طلبة في مركز المدافع الأيسر في ظل وجود مدافعان احدهما يلعب مع المنتخب الأولمبي و الثاني إنضم للمنتخب الأول بالرغم من لعبه لنادى المقاولون العرب و هو حدث ليس بالهين.
عندما حضر فيريرا إلي مصر، كان من ضمن طلباته مخاطبة الصحفيين له بلقب “البروفيسور”، الرجل يري نفسه أفضل من الجميع، يعتز بنفسه كثيرًا، بالتأكيد سيرته الذاتية تدعمه في ذلك، لكن الواقع يثبت أن التاريخ وحده لا يكفي.
البروفيسور يمتلك في فريقه لاعبين لا يمتلكوا اللياقة البدنية لخوض مباراة كاملة مثل أيمن حفنى و مصطفي فتحى، بينما لم يستطيع محمد إبراهيم و أحمد حمودى إستعادة لياقتهم البدنية للعب المباريات، و هو شيء لا يعيب اللاعبين بقدر ما يشير إلي وجود قصور شديد في الإعداد البدنى للاعبين.
البرفيسور تعرض لعدة مواقف أظهرت أنه شخص لا يحب المواجهات، هاجمه رئيس النادى المستشار مرتضي منصور في الإعلام أكثر من مرة و فضل عدم الرد مكتفيًا بتكرار تصريح ان رئيس النادى يحق له قول ما يشاء في الإعلام، يفقد اللاعبين أعصابهم كثيرًا ولا يحرك ساكنًا، يبتعد عن فرض العقوبات حتى لا يضطر إلي تغيير قائمة اللاعبين الثابتة التي يعتمد عليها.
لم يُعاقب محمود كهربا عندما تجاهل تعليماته في مباراة الصفاقسي و قام بلعب ركلة الجزاء و أضاعها بعد مشادة مع أحمد حمودي الذي كان من المُفترض أن يتولي تسديدها، ليفعلها كهربا مرة ثانية في لقاء السوبر المصري امام الأهلي و يضيعها برعونة، بينما كان فيريرا يقفز و يصيح علي الخط مطالبًا اياه بالتراجع عن تسديدها.
فيريرا تجاهل مُعاقبة حازم أمام في مباراة الأهلي في الدوري بعدما حصل علي بطاقة حمراء لركله رمضان صبحى بعد وقوفه علي الكرة، ليفعلها حازم امام في لقاء السوبر مرة أخري بالرغم من عدم تواجده في قائمة المباراة.
اللاعبون وصلوا إلي مرحلة التأكد من أن الرجل لن يستبعدهم طالما كانت أخطائهم لا تؤدي إلي تلقي الشباك لأهداف او خسارة مباراة، لذلك قرر فيريرا معاقبة كهربا بعد لقاء السوبر لأن إضاعته لضربة الجزاء كلفت الفريق المباراة، مما يدل أنه لم يكن ليهتم لو أحرز كهربا ضربة الجزاء او نجح اللاعبون في تعديل النتيجة اثناء المباراة.
فيريرا الذي دخل سجلات تاريخ الزمالك في 8 شهور ، لا يهتم بالإنضباط، لا يهتم بالتطور، لا يهتم بمهاجمة رئيس النادى له في الإعلام.
شعور فيريرا بالأهمية بسبب الدعم الجماهيري على مواقع التواصل الإجتماعى قد ينتهي في لحظة، سيرحل فيريرا، و ستغضب الجماهير حتى يأتى مدرب وطني أو أجنبي يمتلك بعض الأفكار الجيدة التي تدعمه في إستغلال إمتلاك الزمالك لأفضل اللاعبين في مصر، ليثبت للجميع أن فيريرا إستفاد من تواجده في الزمالك أكثر مما أفاد القلعة البيضاء.