الكتاب في مصر الأرخص عالميا ولكن.. 12 تصريحَا لـ إبراهيم المعلم عن النشر والثقافة المصرية

استضاف بودكاست "الحل إيه؟" الذي تقدمه الدكتورة رباب المهدي، مديرة مشروع حلول للسياسات البديلة بالجامعة الأمريكية، الناشر المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة الشروق.

تحدث "المعلم" خلال اللقاء حول صناعة النشر وأهم التحديات التي يواجهها سوق الكتاب، وأهمية التركيز على الصناعات الثقافية، ودور المؤسسات الثقافية في دعم الإبداع والتشجيع على القراءة، وغيرها من الموضوعات من خلال التصريحات التالية:

- الدول التي تتقدم ثقافيا - بالمعنى الشامل للثقافة - هي التي تتقدم في كافة المجالات والعكس، ولا بد أن ننظر للثقافة على أنها صناعة، فالإنتاج العالمي للصناعات الثقافية تجاوز 3000 مليار دولار منذ ثلاث سنوات، لذا فهي من أكثر الصناعات حجما وتأثيرا ونموا في العالم.

- "مصر لازم تاخدها جد في موضوع الصناعات الثقافية"، وأعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك لجنة قومية أو وطنية مكونة من كفاءات ومتخصصين وأصحاب قدرة حقيقية في المجالات الإبداعية المختلفة وليسوا مجرد موظفين، يصدروا بيانات وإحصائيات ونظل كما نحن. لكن مهمة هذه اللجنة دعم وحماية وازدهار هذه الصناعات. وأرى أن البيروقراطية المصرية تفقد أي مبادرة أو مشروع ثقافي أهميته وقوته، مثلما حدث مع مشروع "القراءة للجميع".

- أكبر عائق أمام صناعة النشر والقراءة، هو ضعف التعليم وسوء الكتاب المدرسي، فأصبح الكتاب وسيلة للعقاب أكثر من كونه وسيلة للمعرفة وتنمية حب القراءة، وأعتقد أن الكتاب المدرسي هو النواة الأساسية والأكثر تأثيرا في حب الأجيال الجديدة للقراءة، ونظرتهم للكتاب كمصدر للمعرفة، في ظل وسائط مختلفة للمعرفة.

- الكتاب في مصر من أرخص الكتب في العالم، وأرخص حتى من الكتب العربية، رغم أن جزء كبير من مكوناته ليس محليا، كالورق والأحبار وخلافه، كلها مواد يتم استيرادها من الخارج، وطالما هناك مشاكل اقتصادية سيظل الكتاب بأسعار مرتفعة بالنسبة للقراء، فالحل إما بحل المشاكل الاقتصادية أو من خلال الكتاب الإلكتروني، وكلاهما يواجه تحديات كبرى.

- الكتاب الإلكتروني يواجه عوائق كبيرة سواء من قبل القراء أو الإعلاميين أو من الناشرين أنفسهم، فهناك عداء وفكر مغلوط حول الكتاب الإلكتروني وتعلق الكثيرين بالكتاب الورقي، فضلا عن وجود رغبة حقيقية لنشر ثقافة القراءة وضرورتها في المجتمعات العربية أيا كانت الوسيلة المستخدمة.

- الشعب العربي يحب القراءة والثقافة أكثر من الحكومات أنفسها، بديل أن معظم الشعوب العربية خاصة الفقراء يضعون ميزانية كبيرة لتعليم أبنائهم، ويقدرون الكتاب والمبدعين بشكل كبير، لكن لابد أن يتحول ذلك الحب والتقدير إلى نسب أكبر في القراءة والتثقيف والتقدم. فنحن لدينا قوة فكرية وثقافية هائلة لكن تحتاح إلى اهتمام وتنظيم أكثر.

- معرض القاهرة الدولي للكتاب هو الأهم والأقدم والأكبر جماهريا، في الوطن العربي، لكن يحتاج لاهتمام أكبر لجعله أفضل ما يمكن، فمثلا هيئة تنظيمه تحتاج إلى أن تكون لكوادر محترفة معارض، بالمعايير العالمية وليست المعايير البيروقراطية، ولابدأن يكون المعرض رقم 2 عالميا بعد فرانكفورت أو البديل المتاح لكل الدول النامية والإفريقية لبيع وشراء حقوق الملكية الفكرية وفقا لظروف هذه الدول الاقتصادية.

- الدول العربية أصبحت حاليا تقدم معارض للكتاب أكثر تنظيما واحترافية، لكن تظل مصر تحظى بقوة الجمهور وزوار المعرض، وبالإقبال الكبير والمتنوع على معرض القاهرة الدولي للكتاب، والحقيقة أنني مندهش من زوار معرض الكتاب خاصة من الشباب رغم التحديات وبعد المكان وارتفاع الأسعار، وهو ما يجعل معرض القاهرة الأكثر زخما وتنوعا.

- التشجيع على الإبداع ودعمه لا يتطلب إمكانيات مادية فقط، بل يتطلب إتاحة مزيد من الحرية وتغيير فكرة أن الثقافة لا تعود بالمال، فالثقافة تؤثر على مكانة الدول وريادتها وحتى على الصادارات ورغبة الآخر في الوصول إليك والتعامل معها. السياسة الثقافية في مصر تحتاج إلى تغيير كبير، هناك قوانين ولوائح منذ الخمسينيات لا نزال نعمل بها حتى الآن ولم يتم تعديلها.

- مستقبل الثقافة في مصر سيتغير، ورغم ارتباطنا بالكتاب الورقي، إلا أن شكل الكتاب سيتغبر، فمنذ سنوات واتحاد الناشرين الدوليين أعلن أننا ننشر محتوى وليس كتاب فقط، وبالتالي فكل محتوى يمكن أن يكون وسيلة للمعرفة وللنشر، مثلا البودكاست حاليا أصبح وسيلة هامة لنشر المحتوى.

- مهما حصل المبدعين أو الناشرين على جوائز، فالجائزة الكبرى هي القراء، وإذا لم يصل هذا الإبداع بشكل كبير للقراء ولم يصل للمبدع رأي القارئ بمنتهى الحرية فلا قيمة حقيقية لما ينشر. فالآن ما يكتبه بعض القراء أهم وأكثر تأثيرا مما ينشر في العديد من الصحف والمجلات الثقافية

- بعض الجوائز العربية ذات طابع سياسي ولا يمكن أن نعمم ذلك على كل الجوائز، كما أننا نعاني حاليا من تغلب العاطفة على المؤسسات المسئولة عن الجوائز، فمثلا جائزة الدولة التقديرية كانت لها قيمة كبرى، لكن في السنوات الأخيرة أصبح البعض يحصل عليها لإنه مريض ويحتاج للقيمة المالية للجائزة أو لأنه لم يحصل على جوائز لسنوات.


نرشح لك: عمرو منير دهب يكتب: وسوِسْ ولا توسوس